بدأت روسيا رئاستها لمجموعة البريكس لعام 2024، تحت شعار"التعددية من أجل العدالة فى التنمية والأمن فى العالم" وتعتزم موسكو عقد 200 فعالية فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى أكثر من عشر مدن روسية، من بينها القمة التى ستعقد فى مدينة قازان على مستوى الرؤساء فى أكتوبر المقبل.
وحددت موسكو أولوياتها خلال رئاستها للبريكس هذا العام، إذ تولي اهتماما كبيرا بعملية دمج الأعضاء الجدد في بنية البريكس، وتم تصنيف الدول الجديدة "شركاء الرابطة" وهي مصر والإمارات والسعودية وإيران وإثيوبيا.
وستعمل الرئاسة الروسية على الدفع نحو إصلاح النظام النقدي والمالي الدولي من خلال زيادة صوت دول الأغلبية في العالم وتعزيز التنسيق الوثيق للسياسة الخارجية داخل مجموعة البريكس، وفي قضايا التعاون مثل مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال وأمن المعلومات الدولي، فضلا عن إعادة الأصول المكتسبة بوسائل غير قانونية.
وتعتزم روسيا بذل الجهود من أجل الاستفادة من توافر الموارد المعدنية فى دول البريكس، خاصة وأن التكوين الجديد لدول البريكس يشمل ثلث إنتاج الذهب في العالم، وحوالي 80% من إنتاج الألومنيوم و45 في المئة من احتياطيات النفط وحوالي نصف الإنتاج العالمي من القمح والأرز.
وستحاول موسكو العمل على دعم منصة أبحاث الطاقة لمجموعة البريكس التي أطلقتها وكذلك إحياء فكرة تعاون أوثق في هذا المجال من خلال إطلاق وكالة طاقة البريكس، فضلا عن العمل على استكمال تنفيذ استراتيجية الشراكة الاقتصادية لدول البريكس حتى عام 2025 وخطة العمل بشأن التعاون في مجال الابتكار خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2024.
كما تولي روسيا اهتماما كبيرا بإقامة طرق نقل جديدة مستدامة وآمنة من خلال تطوير الطرق العابرة للقارات، مثل الممر بين الشمال والجنوب، والذي سيربط الموانئ الروسية في البحار الشمالية وبحر البلطيق بالمحطات البحرية في الخليج العربي وبحر البلطيق والمحيط الهندي وفي المستقبل، سيكون بمقدوره تسهيل العبور السنوي لما يصل إلى 30 مليون طن من البضائع.
كما ستعمل على مناقشة تشكيل لجنة نقل دائمة لدول البريكس، والتي لن تتعامل فقط مع المشروع بين الشمال والجنوب، ولكن أيضًا على نطاق أوسع مع تطوير الخدمات اللوجستية وممرات النقل على المستويين الإقليمي والعالمي.
وعلاوة على ذلك، ستدفع موسكو نحو دعم مبادرة البريكس لإنشاء الشبكة الدولية للبنية التحتية من خلال إقامة صندوق خاص به واستعدادها لتبادل الخبرات التي لديها وأفضل الممارسات، بما في ذلك التحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتمثل عضوية مصر للبريكس مع أربع دول أخرى جديدة وهي (الإمارات والسعودية وإيران وإثيوبيا) بجانب الدول المؤسسة، وهي (الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وروسيا) تكتلا مهما من الاقتصاديات الناشئة في إطار جهود تقودها الصين لدعم الجنوب العالمي، بالإضافة إلى جهودها الدبلوماسية الدولية الأخرى، مثل مبادرة الحزام والطريق وطريق الحرير الرقمي، والتنمية العالمية ومبادرات الأمن العالمي والحضارة العالمية.
كما تقوم العلاقات بين شركاء البريكس على أساس ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ وقواعد القانون الدولي المعترف بها عمومًا والمبادئ التالية، التي وافقت عليها الدول الأعضاء في قمتها عام 2011، وهي الانفتاح والبراجماتية والتضامن والطبيعة غير التكتلية والحياد فيما يتعلق بالأطراف الثالثة.
ويرتكز عمل تجمع البريكس على عدة محاور، وهي التعاون السياسي والأمني والتعاون الاقتصادي والمالي والتعاون الثقافي والتعليمي.
وتعد ركيزة التعاون السياسي والأمني العمود الفقري للتعاون بين قادة البريكس الذين يجتمعون عادة مرتين في العام - مرة على هامش قمة البريكس ومرة على هامش قمة مجموعة العشرين ويجتمع وزراء الخارجية والعلاقات الدولية في مجموعة البريكس عادة مرتين في العام - مرة في اجتماع مستقل ومرة أخرى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما يجتمع مستشارو الأمن القومي لدول البريكس لتنسيق نهج البريكس فيما يتعلق بمسائل السلام والأمن ويستند تعاون البريكس على مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة في السيادة والشمولية والتوافق وتعزيز التعاون.
ويعد التعاون الاقتصادي والمالي للبريكس ركيزة مهمة، حيث تعقد اجتماعات لوزراء التجارة والصناعة والزراعة والطاقة وتعمل مجموعة الاتصال الخاصة بالقضايا الاقتصادية والتجارية على دعم الوزراء من خلال اقتراح أطر وإجراءات مؤسسية لتوسيع التعاون في القضايا الاقتصادية والتجارية بين دول البريكس.
كما يتم عقد اجتماعات لمجلس أعمال البريكس عشية القمم ويضم قادة الشركات الكبرى لبحث سبل تعزيز التجارة والاستثمارات المشتركة وفرص الأعمال الجديدة.
وعن التعاون الثقافي والعلمي والعلاقات بين شعوب البريكس، تم تمويل أكثر من 100 مشروع بحثي متعدد الأطراف للمجموعة في إطار البرنامج الإطاري للمجموعة.. وقد وقعت وكالات الفضاء في دول البريكس عام 2021، اتفاقية التعاون في مجموعة أقمار بريكس للاستشعار عن بعد بهدف تعزيز التعاون بين وكالات الفضاء في دول البريكس لبناء كوكبة افتراضية من أقمار الاستشعار عن البعد، كآلية لتبادل البيانات، تتكون من الأقمار الصناعية الحالية التي تسهم بها وكالات الفضاء في البريكس.
كما تمت إقامة منصات البريكس لتبادل أفضل الممارسات والمعرفة والخبرات، بما في ذلك استخدام منصات التكنولوجيا مفتوحة المصدر وتسعى دول البريكس إلى التحرك نحو مسار تنمية منخفض الكربون يكون شاملا ومستداما مع الاعتراف بمبادئ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة.
وعلاوة على ذلك، تعتمد آليات البريكس على خطط العمل التي يتم الموافقة عليها خلال مؤتمرات القمة السنوية منذ عام 2010، ولا تحظى مجموعة البريكس بدعم أمانة أو مكتب دائم ويتم التناوب على رئاسة مجموعة البريكس سنويًا بين الدول الأعضاء بالترتيب، ويحدد الرئيس الأولويات والجدول الزمني للأحداث لهذا العام، فضلا عن استضافة القمة وجميع الاجتماعات ذات الصلة، ويقوم الرئيس بتطوير أولوياته السنوية بالتشاور الوثيق مع أعضاء البريكس الآخرين، بناءً على جدول أعمال الرئيس بالإضافة إلى القرارات المتفق عليها مسبقًا لصالح استمرارية تعاون البريكس .
كما تتم إدارة تنسيق البريكس من خلال عقد اجتماعات بين كبار المسؤولين في الدول الأعضاء ويتم اتخاذ جميع القرارات بالتشاور بين أعضاء البريكس الآخرين والتي تستند إلى الإجماع، فضلا عن ذلك، تم تأسيس بنك التنمية الجديد عام 2014 ومقره مدينة (شنجهاي) الصينية بهدف تعبئة الموارد لتنفيذ مشروعات البنية التحتية والتنمية المستدامة في دول البريكس وغيرها من الأسواق الناشئة والاقتصاديات النامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة