ردود أفعال قوية حول اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في لبنان على يد الاحتلال الإسرائيلي في ظل توقعات كبيرة بردود فعل انتقامية، وحالة إضراب أعلنتها حركات فلسطينية في القدس والضفة الغربية ، أثارت قلقا كبيرا حول احتمالات صعود موجات جديدة من التصعيد في كل أنحاء الاراضي الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي -اليوم الأربعاء- رفع حالة التأهب على حدود لبنان بعد ساعات من استشهاد صالح العاروري، نائب رئيس حركة حماس وآخرين بينهم اثنان من قادة كتائب القسام، بواسطة طائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
يأتي هذا التطور بينما توقع مسؤول إسرائيلي "ردا انتقاميا كبيرا" من حزب الله اللبناني الذي تعهد بالرد على عملية الاغتيال، وقد أكد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن تل أبيب تقف وراء اغتيال العارورى على الرغم من أن حكومة بنيامين نتنياهو لم تتبنها رسميا.
ومن جانبها، أكدت حركة حماس أن اغتيال نائب رئيس مكتبها السياسي لن يضعفها بل سيزيدها صلابة، في حين عمّ الإضراب الشامل الضفة الغربية حدادا على العاروري.
وشلّ الإضراب، الذي دعت إليه حركة فتح، والقوى الوطنية والإسلامية مناحي الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات، والبنوك، والمحلات التجارية.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، أن اغتيال صالح العارورى فى بيروت، أثار شبح امتداد الصراع فى غزة إلى حرب أوسع سعت الأطراف المعنية حتى الآن لتجنبها.
وتم اغتيال العارورى، نائب رئيس المكتب السياسى لحماس فى الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
وقال متحدث باسم الحركة اللبنانية لواشنطن بوست إن الهجوم تم بمسيرة مسلحة بثلاثة صواريخ، محمّلا إسرائيل مسئولية الهجوم.
ونقلت الصحيفة عن مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، إن الجيش الإسرائيلى مسئول عن الضربة التى استهدفت العارورى.
وقالت واشنطن بوست إن إسرائيل لديها سجل فى تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات رفيعة فى الخارج. فقتلت فتحى الشقاقى، مؤسس حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية فى مالطا فى عام 1995 بعملاء إسرائيليين. وفى عام 2008، تعاون السى أى إيه والموساد لاغتيال مدير عمليات حزب الله الدولية، عماد مغنية، فى دمشق.
وقد أشار المسئولون الإسرائيليون فى الأشهر الأخيرة إلى أنهم ينون تنفيذ حملة اغتيالات واسعة ضد قادة حماس المنتشرين فى المنطقة. وفى تسجيلات مسربة نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية الشهر الماضى، قال رونين بار، رئيس وكالة الأمن الداخلى (الشين بيت) إنهم عازمون على فعل ذلك، مشبها إياها بلحظة ميونيخ الخاصة بها، فى إشارة إلى حملة الاغتيالات الإسرائيلية التى استهدفت الجماعات الفلسطينية التى اعتقدوا أنها شاركت فى اختطاف وقتل 11 رياضيا إسرائيليا فى دورة ألعاب ميونيخ الأوليمبية فى عام 1972.
ووصف المحلل الإسرائيلى ومستشار نتنياهو السابق أفيف بوشنيسكى، اغتيال العارورى بأنه الأكبر من نوعه منذ أكثر من 10 سنوات، مؤكدا وقوف إسرائيل وراء تلك العملية. وقال إن نتنياهو كان عليه تنفيذ الاغتيال لأن الإطاحة بقادة حماس هو أحد أهدافه الرئيسة فى الحرب، وهذا هو الحد الأدنى الذى يتوقع الناس فى إسرائيل منه تحقيقه.