لم أجد فنانة تمتلك الحس الإنساني مثلما امتلكته الفنانة الكبيرة الراحلة نادية لطفي التي يتزامن اليوم 3 يناير مع ذكري ميلادها فقد ولدت في مثل هذا اليوم عام 1937 في حي عابدين .
أعود مرة أخري للجانب الإنساني لدي بولا محمد مصطفى شفيق وهو الاسم الحقيقي الكامل للفنانة الإنسانة نادية لطفي التي وقفت أثناء الحرب عام 1967 مع أسر الشهداء وقامت بزيارتهم ودعمهم معنويا وماديا، وعندما اقتربت حرب أكتوبر عام 1973 كانت على الجبهة مع الجنود في الخنادق.
نادية لطفي لها بصمات وأياد بيضاء كثيرة وكانت تساعد الكثير من الفنانين البائسين في الخفاء، وخصصت صندوقا للفنانين غير القادرين لتدعمهم من خلاله ماديا، كما عملت ضمن فريق المتطوعات في أعمال التمريض بمستشفى المعادي العسكري بعد حرب أكتوبر، إذ أقامت في قصر العيني وأسعفت الجرحى.
وقبل رحيلها وبرغم المرض كانت تسأل علي كل زملائها من الفنانين وأي فنان يتعرض لأزمة صحية أو انتكاسة مادية كانت تسعفه وتدعمه وتطالب الدولة بتكفل رعايته، فكم كانت تلك الفنانة تتمتع بالإنسانية وحب الخير .
إضافة لذلك كانت تلك السيدة مثقفة جدا وقارئة ومتابعة لكل ما يحدث ، وكان لي الشرف في لقائها في مسرح الفن لدي الأستاذ جلال الشرقاوي أثناء دعوتها لحضور عرض مسرحي ، وتحدثت معها وكم كانت متواضعة ومستمعة جيدة لي في حديثي عن اعمالها التي أحبها وخاصة فيلم النظارة السوداء الذي قلت لها عنه أنني قرات الرواية بعد مشاهدة الفيلم ولم اتخيل أي ممثلة غيرك كانت تقدم تلك الشخصية فكانها كتبت لك، وأتنت تلك السيدة الجميلة خارجيا، وداخليا علي كلامي وأضافت لي : انا التي اخترت تقديم هذه الشخصية وهذه الرواية لأنها قصة حقيقية وان أحمد رمزي قال لها أنها شخصية حقيقية يعرفها بشكل شخصي .