بات واضحا تطور الطلب في الأسواق العالمية على الغاز خلال عام 2023، ويأتى استمرار تنامي الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال، مدعوما بنمو الطلب الأوروبي عليه، لتعويض التراجع في إمدادات الغاز من روسيا عبر خطوط الأنابيب، حيث ارتفع إجمالي الواردات عالمياً خلال الربع الأول من 2023 إلى 105 ليسجل بذلك رقماً قياسياً جديداً هو الأعلى تاريخياً، ثم تراجع إلى 95.7 مليون طن خلال الربع الثاني، لكنه ارتفع مجدداً خلال الربع الثالث إلى 100.5 مليون طن، ثم قفز إلى مستوى جديد خلال الربع الرابع بلغ حوالي 106 مليون طن وذلك وفقا لتقرير تطورات الغاز الطبيعى المسال والهيدروجين لمنظمة "أوابك ".
وأضاف التقرير ،الذى أعده المهندس وائل حامد خبير الصناعات الغازية بمنظمة " أوابك "أنه على مستوى المناطق، بلغ إجمالي واردات السوق الأوروبي دول الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا وتركيا من الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الأول من عام 2023 نحو 34.8 مليون طن حيث تسعى دول الاتحاد الأوروبي جاهدة إلى رفع درجة اعتمادها على الغاز الطبيعي المسال، ليحل محل الغاز الروسي لتحقيق أمنها الطاقوي.
وأشار التقرير ،أنه خلال الربع الثاني تراجع إجمالي الطلب الأوروبي إلى 27.7 مليون طن مع انتهاء فصل الشتاء وتراجع الطلب عن ذروته، ثم ارتفع مجدداً خلال الربع الثالث خلال موسم ملء مخزونات الغاز استعداداً لشتاء 2024/2023 إلى 32.3 مليون طن، ونحو 31.2 مليون طن خلال الربع الرابع.
وتابع التقرير ،لعل أبرز ما شهده السوق الأوروبي خلال عام 2023 هو انضمام ألمانيا إلى السوق إلى قائمة الدول الأوروبية المستوردة للغاز الطبيعي المسال، بعد أن أعلنت عن تشغيل ثلاثة مرافئ لاستقبال الغاز الطبيعي المسال من النوع العائم (FSRUS) دفعة واحدة هي Wilhelmshaven و Brunsbuttel و Lubmin ، مكنتها من استيراد نحو 4.7 مليون طن خلال العام، وقد جاءت غالبية الشحنات من الولايات المتحدة الأمريكية بإجمالي 4 مليون طن، تلتها أنجولا بـ 330 ألف طن، النرويج 170 ألف طن، وترينيداد وتوباغو بـ 130 13 ألف طن، ودولة الإمارات أبو ظبي بنحو 50 ألف طن .
ويعد وصول الغاز من الولايات المتحدة إلى السوق الألماني سابقة تاريخية، حيث لم تكن تملك ألمانيا في السابق أية بنية تحتية تمكنها من استيراد الغاز الطبيعي المسال من السوق العالمي، لكن أدى تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وما نتج عنها من غلق خط أنابيب "نورد ستريم" الرابط بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق، والذي كانت تعتمد عليه ألمانيا لتوفير احتياجاتها من الغاز، إلى سعي ألمانيا نحو إيجاد بدائل عاجلة للغاز الروسي، وهو ما مكن الولايات المتحدة من اختراق السوق الألماني من بوابة الغاز الطبيعي المسال، لتشكل وحدها نحو 85% من إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا خلال عام 2023، لكن تستقبل ألمانيا في المقابل كميات كبيرة من الغاز من النرويج عبر خطوط الأنابيب.
وإجمالاً على مدار عام 2023، بلغ إجمالي ما استوردته أوروبا دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وتركيا من الغاز الطبيعي المسال نحو 126 مليون طن وفق بيانات أوابك الأولية، وهي تقريباً نفس مستويات عام 2022 التي بلغت حوالي 126.1 مليون طن خلال عام 2022. لكن بالنظر إلى دول الاتحاد الأوروبي (EU27) على وجه الخصوص، فقد بلغت وارداتها مجتمعة من الغاز الطبيعي المسال خلال عام 2023 نحو 100.3 مليون طن، مقابل 95.6 مليون طن عام 2022، بنسبة نمو سنوي %4.9.
لكن في المقابل تراجعت واردات كل من تركيا وبريطانيا خلال عام 2023 إلى 25.6 مليون طن، مقابل 30.3 مليون عام 2022 بنسبة تراجع 15.5%.
وعلى مستوى المصدرين، جاء نحو 80% من شحنات الغاز الطبيعي المسال الواردة إلى أوروبا خلال عام 2023 من أربعة مصدرين، حيث احتلت الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى بإجمالي 60 مليون طن، بما يعادل نحو 48% من إجمالي الواردات، بينما احتلت روسيا المرتبة الثانية بإجمالي 16.3 مليون طن بما يعادل نحو 13%، ثم دولة قطر في المرتبة الثالثة بحصة 12%، والجزائر في المرتبة الرابعة بحصة 8% وقد شكلت الدول العربية مجتمعة حصة 22% من إجمالي واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا خلال عام 2023.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة