فى ذكرى رحيله الـ42.. قصة مدينة ألمانية عاش فيها البطل رفعت الجمال "رأفت الهجان" دارمشتات شهدت سنوات بزوغ نجمه وخداعه لإسرائيل كرجل أعمال شهير باسم جاك بيتون.. اليوم السابع تقرأ الفاتحة أمام مقبرته.. فيديو

الثلاثاء، 30 يناير 2024 06:00 ص
فى ذكرى رحيله الـ42.. قصة مدينة ألمانية عاش فيها البطل رفعت الجمال "رأفت الهجان" دارمشتات شهدت سنوات بزوغ نجمه وخداعه لإسرائيل كرجل أعمال شهير باسم جاك بيتون.. اليوم السابع تقرأ الفاتحة أمام مقبرته.. فيديو مقابر دارمشتات
رسالة ألمانيا - عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قصته الموحية وتاريخه النضالي الطويل في خدمة الوطن كان دفعا قويا للوصول إلى المدينة التي عاش فيها رغم تساقط الثلوج في مدينة فرانكفورت في طريقى إلى مدينة دارمشتات المدينة التي عاش فيها البطل المصري رفعت الجمال أو رأفت الهجان كما يطلق عليه العامة .

 

 

وبينما تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الـ42 لرحيله ، والتي توافق 30 يناير 1982 ، قررنا قراءة الفاتحة له في المقابر التي دفن فيها هناك بعيدا عن الوطن في ألمانيا ومع جنسيات كثيرة وديانات متعددة ، فبطلنا يرقد دون ان يعرفه الكثيرون هناك في مقابر تضم امواتا من الحرب العالمية الاولي بل ومن قبلها، تحدثت مع مرافقى ماجد سعد رئيس المنظمة المصرية الألمانية فى المقابر عن بطولات الهجان، لكنه قال : لقد مر وقت طول على وفاته وغالبا لا يعرفه إلا أفراد أسرته وكبار المصريين المقيمين فى دار مشتات هم من يعرفون تحديدا مكان مقبرته وبطولاته.

2
 

وتحت الثلوج بات الطريق إلى مدنية دارمشتات بألمانيا، والذى يستغرق نحو 15 دقيقة من مدينة فرانكفورت التابعة لولاية هيسن الألمانية، رائعا وقريبا من اللون الأبيض الذى بات يغطى كل شيء تقريبا .

وتبعد المسافة نحو 35 كيلومترا فقط، ولا سيما أن الطريق الرابط بينها، هو طريق دولى مفتوح فيه السرعات، وعلى جانبيه محطات الأتوبيس الكهربائي الجديد، التى تمتد لمسافة نحو 10 كيلومترات على جانبى الطريق وهو المشروع الذى نقلته مصر، وتم تنفيذه بالفعل على الطريق الدائرى من خلال الاتوبيس الترددي الكهربائي.

3
 

مدخل المدينة من اتجاه فرانكفورت تقع فيه شركة مرسيدس العملاقة، ثم محطة القطارات المركزية، وعلى بعد نحو 10 دقائق بالسيارة من وسط المدينة تقع مقابر دارمشتات الكبيرة، والتى تضم قبر رفعت الجمال أو رأفت الهجان، وقبور بعضها يرجع إلى عام 1846.

الملاحظ أن هناك خارطة للمقابر على اليمين من البوابة، وعلى اليسار كافيتريا تقدم المأكولات الخفيفة والمشروبات للزائرين، يقطع المقابر طريقا طويلا يصل لنحو 800 متر تقطعه عدة طرق جانبيه فى منطقة أشبه بالغابات الشجرية، المقابر تضم رفات متوفين على اليمين من الحرب العالمية الأولى.

 وبينما ننتقل للمقبرة تحيط الغابات بتك المناطق التي تشبه الأحياء الريفية وسط اقبال ضعيف أو منعدم تقريبا عن زيارة تلك المقابر التي تحكي كل مقبرة منها قصة لبطل أو انسان عاني في حياته وربما يكون قد عاش سعيدا هربا من الحروب التي لم تتوقف خلال القرنيين الماضيين وبينها بطل يرقد بعيدا عن وطنه الذى ناضل من أجله ، وبينما يعرف كل المصريين اسم وتاريخ البطل رفعت الجمال فهناك في بلاد الغربة يرقد مجهولا لكنه محاطا بحب ودعوات ملايين المصريين .

4

ورأفت الهجان هو الاسم الحركى للمواطن المصرى رفعت على سليمان الجمال الذى ولد فى 1 يوليو 1927 في مدينة دمياط وتوفى فى 30 يناير 1982، والده يعمل فى تجارة الفحم ووالدته ربة منزل تستطيع التحدث بثلاث لغات، هى الإنجليزية والفرنسية والعربية، قرر والده الانتقال بعائلته إلى القاهرة، ورأى أنه من الضرورى تسجيل رفعت الجمال بمدرسة التجارة المتوسطة بالرَّغم من رفض رأفت لذلك، وبعد تسجيله فى المدرسة يُعجب بكفاح البريطانيين المستميت ضد الزحف النازي، وفى تلك الفترة يتعلَّم الإنجليزية ويتحدث بها باللكنة البريطانية إضافةً لتعلمه الفرنسية باللكنة الباريسية أيضا.

وتندلع ثورة 1952 ويلقى القبض عليه فى ليبيا، وبالرغم من امتلاكه لجواز سفر بريطانى فقد شكَّ الضَّابط بأنّه ضابطٌ يهودى اسمه "ديفيد أرتسون"، ويُرسل إلى مصر وهناك تقوم المخابرات المصرية بالتحقيق معه، ويكون الضابط حسن حسنى من الشرطة السرية هو المسؤول عن التحقيق معه، ويعثر حسن حسنى على شيكات موقعة باسم "رفعت الجمال" ليدرك بعدها أنه يتحدث العربية بطلاقة.

وبطلنا رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية فى إطار خطة منظمة فى يونيو عام 1956 مع بداية هجرته إلى المانيا واقامته فى دار مشتات وهى منطقة تسكنها جالية يهودية، وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة فى تل أبيب وأصبح شخصية بارزة فى المجتمع الإسرائيلى.

3
 

الهجان قام ولسنوات طويلة تحت اسم ديفيد شارل سمحون بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصرى بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل حيث زودنا بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال فى الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط بارليف.

عاش الهجان نحو 17 عاما فى إسرائيل ثم غادرها  بعد انتصار اكتوبر 1973 وظل بقية حياته فى ألمانيا تحت اسم جاك بيتون، حيث أنجب طفله الوحيد دانيال من زوجته الألمانية وله حفيد يدعى اسكندر التى لم تعرف حقيقته إلا يوم وفاته، تزوج مرتين الأولى من إلى فالفرود والثانية من فالتراود بيتون.

5
 

والمدينة التى عاش فيها رافت الهجان "دارمشتادت" بالألمانية Darmstadt هى مدينة تقع فى ولاية هسن الألمانية، وبحسب المعلومات يزيد عدد سكانها حاليا على 250 ألف موطن، وتضم المدينة جامعة دارمشتادت التقنية، أحد أقوى جامعات ألمانيا فى المجال الهندسى، وتقع قرب مطار فرانكفورت وتشتهر بالصناعات التكنولوجية وبها مقر المركز الفضائى الأوروبى.

تنتمى أغلب كنائسها إلى الكنيسة البروتستانتية، كما بها مساجد للجاليات المسلمة التركية والعربية والأمازيغية أشهرها مسجد الأمير سلطان (جالية الأتراك) ومسجد السلام (جالية المغاربة) ومسجد الرحمة (جالية العرب).

فى المدينة يقع فى المدينة قبر بطلنا لكن لا أحد يعرفه هناك لا من الألمان ولا حتى من الجاليات العربية والمسلمة التى تعيش فى المدينة بل تفاجأ بعض ممن سألناهم عن مكان قبره بذلك وبأنه مدفون هناك.

 وتتميّز هذه المدينة بطرازها المعمارى الذى مازال محافظاً على شكله القديم الساحر والعريق، إضافة إلى وجود بعض الأبنية الحديثة وتبلغ مساحتها حوالى 122.23كم²، وترتفع فوق مستوى سطح البحر بما يقرب 144م.

6
 

 

كما تضم المدينة التى تشبه المدن الخضراء متحف ميسيل وهو من أهمّ المتاحف المتعلّقة بالأحفوريّات، والذى يقصده معظم علماء العالم، ويبعد حوالى خمسة كيلومترات عن المدينة.

 كما أن حفرة ميسيل التى تقع على مقربةٍ من المدينة دار لها شهرة كبيرة، وخاصّة بعد إعلانها من منظمة اليونسكو بأنّها من مواقع التراث العالمى، وكان ذلك فى عام 1990م.

 تُعتبر هذه الحفرة منجماً مهماً فى تاريخ المنطقة، حيث عثر فيها على أحافير لحيوانات تعود لأكثر من أربعين مليون عاماً، وتعود للعصر الإيوسينى، وأغلبها من الحيوانات المنقرضة، وهى متنوعة ما بين حشرات أو فقاريات أو نباتات متحجّرة، وأهمّ الأحافير التى عُثر عليها من الحيوانات المنقرضة هما الحصانان Eurohipus، وPropalaeotherium، وطائر الكركى المنقرض والمعروف باسم ميسيلورنيس كريستاتا، وداروينيوس ماسيلاى، وثعبان ذو حجم كبير يعود إلى عائلة بيثور المنقرضة، ويُعرف باسم Palaeophthon fischeri، وأسماك Amphiperca multiformis المنقرضة، وأيضاً الخنفساء ذات الدرع البرّاق، ولوجود هذه الحفرة بالقرب من دار مشتات علا شأن المدينة، وكثر روّادها وقاصدوها.

7
 

 

وتمتاز مدينة دار مشتات بطاعب معمارى مميز، فعند دخولك إلى مدينة دارمشتات يمكنك ملاحظة أبنية فخمة تعود إلى القرن الثامن عشر، حين كانت المدينة مقراً للدوق الأكبر.

ويقع قصر الدوق فى مركز المدينة تقابله دار البلدية التى تطل على ساحة السوق، والتى يرجع بناؤها إلى عصر النهضة.

 ولا يقتصر الأمر على المبانى، فالحدائق العامة منتشرة فى شتى أنحاء المدينة وتتميز بمقصوراتها وقصورها الصغيرة من عصر الباروك أيضاً.

  أما مرتفعات ماتيلدا، فهي تحوي العديد من المباني الفنية المتميزة، فبها متحف ومبنى للمعارض وبرج حفلات الزفاف وحديقة كبيرة وبيوت الفنانين مكونة بذلك منتجع فني كبير وجميل أنشئ قبل مئة عام. تشكل مرتفعات ماتيلدا مركزاً جاذباً لعدد من المعاهد الفنية العالمية المشهورة، لذلك اختار عدد منها أن يجعل مركزه الرئيسي في هذا المجمع الفني الجميل.

8

 ومن مزايا تلك المدينة أيضا ووفق المعلومات المعلنة والمتداولة، أن عدد العاملين فى مجال البحث والتطوير يضعها على رأس المدن الألمانية فى هذا المجال. جامعتها التقنية شهدت اختراع الساعة اللاسلكية على يد البروفسير هيلبرت، علاوة على ذلك أنشأت المدينة جامعات ومعاهد تدرس اختصاصات جديدة، وحضرت الأفواج من الطلبة إلى المدينة.

فى أواخر القرن التاسع عشر، أقيمت أول كلية للالكترونيات فى ألمانيا فى تلك المدينة الصغيرة، وفى عام 1913 ً أسس معهد لتدريس علم الملاحة الجوية وهندسة الطيران.

 فى مذكراته يكشف "رفعت الجمَّال" بأنه قد انضمّ، أثناء وجوده فى الإسكندرية، إلى الوحدة اليهودية (131)، التى أنشأها الكولونيل اليهودى إبراهام دار، لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية "أمان"، والتى شرع بعض أفرادها فى القيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم فضيحة لافون، نسبة إلى بنحاس لافون، وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك. وفى الوحدة (131)، كان (رفعت الجمَّال) زميلاً لعدد من الأسماء، التى أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية مثل مارسيل نينو وماكس بينيت، وإيلى كوهين، ذلك الجاسوس الذى كاد يحتلّ منصبًا شديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، فى سوريا.

9
 

 

16
 

وتابع فى المذكرات: روعتنى فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد. فليس ثمة مكان للاختباء فى إسرائيل، وإذا قُبض على هناك فسوف يسدل الستار على نهائيًا والمعروف أن إسرائيل لا تضيع وقتًا مع العملاء الأجانب. يستجوبونهم ثم يقتلونهم. ولست مشوقًا إلى ذلك. ولكنى كنت أصبحت راسخ القدمين فى الدور الذى تقمصته، كما لو كنت أمثل دورًا فى السينما، وكنت قد أحببت قيامى بدور "جاك بيتون". أحببت اللعبة، والفارق الوحيد هذه المرة هو أن المسرح الذى سأؤدى عليه دورى هو العالم باتساعه، وموضوع الرواية هو الجاسوسية الدولية. وقلت فى نفسى أى عرض مسرحى مذهل هذا؟... لقد اعتدت دائمًا وبصورة ما أن أكون مغامرًا مقامرًا، وأحببت مذاق المخاطرة. وتدبرت أمرى فى إطار هذه الأفكار، وتبين لى أن لا خيار أمامي.

10
 

 

سوف أؤدى أفضل أدوار حياتى لأواجه خيارين فى نهاية المطاف: إما أن يُقبض على واستجوب وأشنق، أو أن أنجح فى أداء الدور واستحق عليه جائزة الأوسكار.

وقرر الهجان أن يكتب مذكراته، وأودعها لدى محاميه، على أن يتم تسليمها لزوجته بعد وفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد استعادت رباط جأشها ولديها القدرة على أن تتماسك وتتفهم حقيقة زوجها الذى عاش معها طوال هذه السنوات الطوال ويروى فى مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصرى، فى عام 1977 ليعود أخيرًا إلى مصر وفى نهاية مذكراته، يتحدَّث رفعت الجمَّال عن إصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائى، فى أكتوبر، وقد كتب "الجمال" وصية تفتح فى حال وفاته، وكان نصها كالتالى : رأفت الهجان هذه وصيتي. أضعها أمانة فى أيديكم الكريمة. السلام على من اتبع الهدى. بسم الله الرحمن الرحيم إنّا لله وإنّا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وها أنا ذا أقدم لسيادتكم وصيتى بعد تعديلها إلى ما هو آت: فى حالة عدم عودتى حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أى أن تكتشف حقيقة أمرى فى إسرائيل، وينتهى بى الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد فى هذه الحال، وهو الإعدام شنقا، فإننى أرجو صرف المبالغ الآتية:

لأخى من أبى سالم على الجمال، القاطن برقم شارع الإمام على مبلغ جنيه.

 أعتقد أنه يساوى أن لم يكن يزيد على المبالغ التى صرفها على منذ وفاة المرحوم والدى عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.

لأخى حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم، مبلغ كان يدّعى أنى مدين له به، وليترحم على أن أراد.

مبلغ لشقيقتى العزيزة حرم الصاغ والمقيمة بشارع الفيوم رقم بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة منى لها، وأسألها الدعاء لى دائما بالرحمة.

11
 

 

المبلغ المتبقى من مستحقاتى يقسم كالآتي: نصف المبلغ لنجل الصاغ وشقيقتى، وليعلم أننى كنت أكن له محبة كبيرة. النصف الثانى يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتى أمام الله، بعد أن بذلت كل ما فى وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة إنا لله وإنا إليه راجعون.

وفيما يتعلق بزوجته وحسب ما ذكره الكاتب الصحفى الكبير، سعيد الشحات فى زاويته "ذات يوم" المنشورة باليوم السابع يوم 3 فبراير 2017 تلقت «فالتر واد بيتون» زوجة «جاك بيتون» مكالمة من المستشفى بألمانيا بوفاة زوجها يوم 30 يناير 1982، بعد معاناة من سرطان الرئة، فأجرت عدة اتصالات بأصدقائه لإبلاغهم بالخبر، كان من بينها اتصال بـ«محمد الجمال»، الذى جاء وفور وصوله طالبا منها بأن ينفرد بها لبضع دقائق، وفيها أخبرها بالمفاجأة المذهلة: «زوجك ليس اسمه جاك بيتون، بل رفعت على سليمان الجمال، رأفت الهجان فى المسلسل الشهير، الذى حمل نفس الاسم» وهو عمى، شقيق أبى سامى، وهو ليس يهوديًا بل مسلم، وأنه عميل سرى لجهاز المخابرات المصرية، الذى زرعه فى إسرائيل».

12

انقلبت حياة الزوجة رأسا على عقب فور سماعها هذا الكلام حسب تأكيدها فى كتاب «18 عامًا خداعًا لإسرائيل - قصة الجاسوس المصرى رفعت الجمال»، «مؤسسة الأهرام - القاهرة»، ويحتوى الكتاب على نص رسالة طويلة من الجمال تركها لدى محامى الأسرة شرط أن يتم فتحها بعد ثلاث سنوات من وفاته، وفيها يكشف عن حقيقته، كما يحتوى على مذكراتها هى معه منذ بداية تعارفهما حتى زواجهما واستقرارهما فى ألمانيا موطنها، غير أن كشف «محمد الجمال» «لحقيقة عمه لها عجل بمعرفتها أصل الزوج، الذى عاشت معه وأحبته وأنجبت منه ولدا دون أن تعرف حقيقته، التى أخفاها عنها بتقديم نفسه إليها وإلى غيرها كما تؤكد هى، بأنه يهودى فرنسى ولد فى مدينة المنصورة يوم 23 أغسطس 1929، وأبوه كان رجل أعمال فرنسيا عمل فى مصر .

 اتصلت «فالتر» بمحمد الجمال، لأنه كان حسب قولها: «صديقا مصريا لزوجها يعيش فى ألمانيا»، وتتذكر: «لازمنا الجمال طوال فترة مرض جاك، كان يأتى ويذهب باستمرار ويجلس معه ساعات طويلة يثرثران باللغة العربية، قبل ذلك كان محمد  قد بقى معنا فى البيت عندما جاء لألمانيا لأول مرة وعاش معنا لفترة باعتباره ابن أستاذه ومدرسه السابق فى مصر، حتى هيأنا له وظيفة فى مستشفى «ماينز» الجامعى كطبيب وعندها انتقل من عندنا ليعيش فى «ماينز».

13

اشترت الزوجة تابوتا من نوع جيد، وبدأت إجراءات الجنازة كما تؤكد فى العاشرة من صباح 3 فبرايرووفقا للزوجة: «التزمنا فيها بجميع القواعد والمراسم المتبعة فى ألمانيا واخترنا له الملابس، التى سيرتديها ووسادة حرير وغطاء من الحرير لونه أبيض ضارب إلى الصفرة، وقامت بكل هذه الإجراءات شركة لدفن الموتى لأنه من غير المسموح به فى ألمانيا إبقاء جثث الموتى فى البيوت.. أغلقنا التابوت وغطيناه بـ600 زهرة حمراء، وأجرى القس جميع الإجراءات،ثم حملوا التابوت فى سيارة مغلقة إلى المقبرة، حيث تحدث القس مرة ثانية عن مناقبه، وتلا صلاة قصيرة، وهناك وقف محمد يقرأ القرآن من مصحف معه بصوت عال، والناس مندهشون ينظرون إليه باستغراب، لم يكونوا يعرفون ماذا يقول أو يفعل، وبعد ذلك أنزلوا التابوت فى المقبرة، ونثر الحاضرون الزهور والتراب ثم قدموا إلى عزائهم».

17
 

 

 عقب الدفن تناول المعزون الطعام كما تقضى التقاليد فى ألمانيا، وتؤكد «فالتر» أن القصة التى رواها «محمد الجمال» لم تفارقها، فجاءت إلى مصر فى العاشر من فبراير 1982 لتجرى عملية بحث واسعة النطاق عن الحقيقة.

14
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة