قال السفير كريستيان بيرجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، إن مصر تعمل على أن تكون منصة لإدارة المياه في أفريقيا، رغم التحديات التي تواجهها من ندرة المياه والتغيرات المناخية التي تطال العالم كله، مشيرًا إلى مساهمة التوسع في العلاقات المصرية الأوروبية خلال الفترة الأخيرة في دعم التعاون في هذا القطاع بالتحديد.
وأكد برجر خلال لقاءه بأعضاء الاتحاد العام للغرف التجارية على هامش جولته بمدينة الإسكندرية، لتفقد عدد من المشروعات التي يساهم فيها الاتحاد الأوروبي، إلى رغبته في الاستماع إلى رجال الأعمال بمصر والخبراء المتخصصين في مجال المياه على وجه التحديد لتبادل الخبرات والمعرفة والأفكار والتحديات التي يواجهونها لمعرفة أين يتم العمل في الفترة المقبلة.
ولفت برجر إلى أهمية الإسكندرية بالنسبة للاتحاد الأوروبي خاصة مع ارتباطها بالكثير من دول أوروبا فيما يتعلق بالكثير من القنوات المائية، ومشكلات تتعلق بالأمطار والجفاف وعوامل التغيير المناخى.
وكشف بيرجر عن انضمام مصر مؤخرًا لاتفاقية المياه مع الاتحاد الأوروبى والتي تستطيع مصر من خلالها الانضمام إلى البرامج البحثية، من خلال مشاركة الشركات والجامعات، التي ممكن أن تدخل في هذا الإطار للوصول إلى أساليب جديدة ليس فقط من الناحية البحثية ولكن التجارية والاقتصادية.
ومن جانبه، أكد أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، على أن مصر تتخذ بالفعل تدابير لإعداد البلاد للمستقبل، وتغطية العجز الحالي للمياه في مصر الذى يصل إلى 21 مليار متر مكعب سنويا، ويتم تغطيته أساسا من خلال إعادة استخدام الصرف الزراعي إما من خلال محطات الخلط أو إعادة الاستخدام المباشر غير القانوني لمياه الصرف للري، مع تأثير سلبي كبير على معايير الصحة البيئية.
وأشار الوكيل تقديم الاتحاد الأوروبى مئات الملايين من اليوروهات على مدى العقدين الماضيين، خلال مشروعات تغطى جميع جوانب الأعمال التجارية، وتدعم المبتكرين والشركات الناشئة، وكذلك المياه التي أصبحت احتياجات مصر منها آخذة في الازدياد بسبب تزايد عدد السكان، وتحسين مستويات المعيشة، وتوسيع الأراضي الزراعية لضمان الأمن الغذائي.
وأوضح الوكيل، أن التخطيط السليم والإدارة المتكاملة للموارد المائية في مصر عملية معقدة تتطلب النظر في العديد من الجوانب المختلفة مثل الموارد المائية المتاحة، والاحتياجات المائية من مختلف القطاعات، ونوعية المياه.
وأكد رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، وتؤكد قضية الندرة على الحاجة إلى اتخاذ تدابير مبتكرة لتحسين استخدام الموارد الحالية، لإنشاء منصة متكاملة لتنسيق الاستثمارات في قطاع المياه وتعظيم فوائد الأنشطة الاقتصادية، هذا إلى جانب مشاريع تحلية المياه الضخمة التي تعمل بالطاقة الشمسية، وضخ المياه بالطاقة الشمسية للزراعة، وتقليل النفايات إلى الحد الأدنى، وإعادة استخدامها وإعادة التدوير.
من جانبه، قال أيمن عياد، مدير برنامج المياه لدى الاتحاد الأوروبى فى مصر، إن الاتحاد الأوروبى يمثل أكبر المساهمين لمصر في الاستثمار بقطاع المياه، وهو الأمر الذى يفتح المجال للكثير من الفرص الجيدة على العديد من المستويات، خاصة مع وجود مشكلات في البنية التحتية ومحطات معالجة مياه الصرف الصحى، بالإضافة إلى أن قطاع المياه لاعب جديد فى مصر يقدم الكثير من الفرص للقطاع الخاص لكى يدخل في سياسة الدولة بشكل كبير.
وأكد عياد العمل مع الحكومة المصرية على تطوير الاستراتيجة، وزيادة الموارد والانتقال من الاستراتيجية الى الخطط لدعم الخطط المحلية القومية لزيادة فرص التميز.
وبدأ وفد الاتحاد الأوروبي بمصر برئاسة السفير كريستيان بيرجر، جولته داخل مدينتي الإسكندرية وكفر الشيخ، لتفقد مشروعات البنية التحتية والصرف الصحى بالمدينتين، كما يناقش خلال جدول أعمال مكثف، في زيارته الممتدة على مدار يومين قضايا المياه مع الشباب ورجال الأعمال من القطاع الخاص.
وشارك في الزيارة سفراء السويد والدنمارك وفنلندا واستونيا وبلجيكا وسلوفينيا وليتوانيا واليونان وأيرلندا ومالطا وقبرص وإسبانيا والنمسا والمجر والتشيك والبرتغال ولاتفيا و سلوفاكيا ورومانيا وهولندا، بالإضافة إلى ممثلي بنك الاستثمار الأوروبي.