تصعيد غير مسبوق تشهده منطقة الشرق الأوسط تصعيدا غير مسبوق على جبهات متعددة، بداية من قطاع غزة وجنوب لبنان، مرورا بالبحر الأحمر وصولا إلى اليمن.
ونتيجة لهذا التصعيد عبر عدد من المسئولين عن قلقهم من احتمالية اشتعال حرب إقليمية فى المنطقة، وهو ما ذهب إليه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوتي بلينكن، الذي قال على هامش مشاركته في دافوس، إن "هناك فرصة كبيرة لامتداد الحرب في أنحاء الشرق الأوسط"، لكن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جو بايدن، سعى إلى طمأنة كبار القادة العالميين ورجال الأعمال إلى أن الحرب في الشرق الأوسط لن تتصاعد إلى "صراع عالمي".
اشتعال الجبهات في عدة مناطق بالشرق الأوسط بعد التوتر والتصعيد في البحر الأحمر، والقصف المتبادل بين لبنان وإسرائيل، والضربات الإيرانية على العراق وسوريا، كل ذلك جاء على وقع تصاعد أوضاع في قطاع غزة التي تشن عليها إسرائيل عدوانا غاشما منذ 7 أكتوبر 2023.
ماذا حدث في 7 أكتوبر 2023؟
في فجر السابع من أكتوبر 2023، شنت فصائل المقاومة الفلسطينية، هجوماً مباغتاً على مدن وبلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة، أودى بحياة أكثر من 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 240 إسرائيلياً في قطاع غزة، فيما ردت تل أبيب بغارات جوية ومدفعية، إضافة إلى توغل بري خلف ما يقرب من 27 ألف شهيد فلسطيني.
الحرب الإسرائيلية التي دخلت يومها اليوم الـ117 من العدوان على الشعب الفلسطيني، ردا على عملية طوفان الأقصى، خلفت ما يقترب من 27 ألف شهيد، هم من تمكنت جثامينهم من الوصول إلى المستشفيات، لإنه بحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة هناك نحو 7000 مفقود تحت أنقاض وركام المنازل المدمرة.
وبحسب إحصائيات الوزارة فإن هناك ما يزيد على 66 ألف مصاب، بينهم 7000 إشخص تستدعى إصاباتهم العلاج العاجل خارج غزة.
65 ألف طن من المتفجرات على غزة
وفى شهور الحرب الأربعة ارتكب قوات الاحتلال الإسرائيلى أكتر من 2000 مجزرة، وأسقطت أكثر من 65 ألف طن من المتفجرات على غزة، السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية.
وأضاف خلال اجتماع لجامعة الدول العربية، أن إسرائيل لم تعد قوة الاحتلال غير القانوني فقط ولا نظام الفصل العنصري فقط، ولكنها أضافت لتاريخها الحافل بالجرائم مرحلة دموية جديدة وهي جريمة الإبادة الجماعية عن سابق نية وقصد وإصرار.
الأرقام المأساوية فى غزة لم تتوقف عند هذا الحد، فقوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 390 مدرسة وجامعة ما بين تدمير كلى وجزئى و282 مسجدا بين تدمير كلى وجزئى، بالإضافة إلى تدمير 3 كنائس، ونحو 359 ألف منزلا منها حوالى 70 ألف بيت تم تدميرها كليا، كما تسببت الحرب الوحشية فى نزوح 2 مليون من أهالى غزة، وانتشار الأمراض بسبب تكدس مخيمات اللجوء.
قصف صاروخي متبادل في الجبهة اللبنانية
الحرب في غزة فتحت جبهة جديدة لها، حينما دخل حزب الله اللبنانى لساحة المعركة التي بدأت بقصف صاروخى متبادل على الحدود اللبنانية الجنوبية، ووصلت لعشرات الكيلو مترات على جانبى الحدود بالعمق اللبنانى والإسرائيلى.
ويعتبر ذروة الأحداث فى لبنان هو اغتيال إسرائيل، لنائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس صالح العارورى، و6 من كوادر الحركة
فى غارة جوية بالضاحية الجنوبية لبيروت فى 2 يناير الجارى، كما اغتالت القيادى الميدانى البارز فى حزب الله وسام طويل فى غارة على سيارته بجنوب لبنان فى 9 يناير، ووفقا تقارير من حزب الله فإن 161 من عناصر الحزب سقطوا خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
الاغتيالات والقتل والقصف الإسرائيلى تم رغم تأكيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله أن أى اغتيال يحدث على أرض لبنان سيتم الرد عليه بقوة ولن يسكت عليه، وقال إنه إذا شنت إسرائيل الحرب على لبنان فسيكون ردنا بلا سقف
وبحسب إحصائيات حزب الله فإن الحزب نفذ حوالى 670 ضربة ضد مصالح إسرائيلية، وبلغ عدد عملياته ضد أهداف إسرائيلية 23 استهدافا فى بعض الأيام، في أول 3 أشهر للحرب.
وأجبر هذا القصف المتبادل بين الطرفين أكثر من 82 ألف مدنى إلى النزوح من منازلهم من قرى حدودية بالجنوب اللبناني إلى أماكن أخرى.
صواريخ الحوثيين تستهدف سفن إسرائيل في البحر الاحمر
الجبهة الثالثة التي فتحتها الحرب في غزة كانت في اليمن، حينما أعلنت حركة الحوثيين الدعم الكامل للفلسطينيين وللمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة.
هذه الجبهة بدأت بإطلاق الحوثيون مجموعات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت أكثر من هدف إسرائيلي، كما أنها تمكنت من الوصول إلى ميناء إيلات.
وانتقلت تهديدات الحوثي من الحدود والعمق الإسرائيلي إلى مصالح إسرائيلية في البحر الأحمر، حيث أعلنت الحركة فى منتصف شهر نوفمبر 2023، استهداف سفن إسرائيلية فى البحر الأحمر.
ومن اليمن جاء الخبر اليقين، حينما بثت الحركة فيديو لاحتجاز السفينة جالاكسى ليدر، وهو ما أشعل مواجهة جديدة لكنها بعيدة عن تل أبيب.
فمع تواصل الهجوم على مزيد من السفن فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، قررت كبريات الشركات العاملة بقطاع الشحن البحري لتغيير مسار سفنها لتجنب المرور فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ما جعل العديد من الشركات تعلن وقف نقل أي بضائع إلى الموانئ الإسرائيلية، ليس هذا فحسب لكن تغيير مسار السفن أثر على سلاسل الإمداد الغذائية.
ورغم كل التداعيات السابقة واصل الحوثيون استهداف السفن، حتى قررت الولايات المتحدة إنشاء تحالف دولى بحرى لمواجهة الهجمات فى البحر الأحمر وتوجيه ضربات استهداف نقاط حوثية في اليمن.
3 قتلى أمريكان في الأردن
لم تنته جبهات الحرب على غزة، حيث، كانت الأردن التغيير الأبرز منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، لأنه لأول مرة منذ هذا التاريخ يقتل 3 جنود أمريكان في الشرق الأوسط، وذلك عقب هجوم بطائرة بدون طيار على موقع أمريكى فى الأردن على الحدود السورية، تسبب في مقتل 3 وأصيب 30 آخرون، وحتى الأسبوع الماضي، تعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف فى العراق وسوريا لـ 158 هجوما، وفقا لما ذكرته شبكة سي إن إن الامريكية.
