- كاتبة إسبانية تعلن تضامنها مع القضية الفلسطينية من معرض الكتاب.. وزاهى حواس: بنينا 50 مخزنا لإنقاذ الآثار المصرية.. والرئيس السيسى يتابع حملة عودة حجر رشيد
يشهد معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ55، إقبالا جماهيريا ضخما، إذ سجل خلال أيامه الستة الأولى رقما قياسيا جديدا، قارب أن يتخطى عدد الزوار 2 مليون زائر.
يستمر الإقبال على المعرض بشكل يومى، إذ يتوافد عدد كبير من الزوار منذ الساعات الأولى على افتتاح أبواب المعرض بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، من الأسر والشباب وكبار السن، فى لقاءات تجمع بين مختلف الأجيال فى الأسر المصرية، ويجمع بينها هدف اقتناء الكتب وحضور الفاعليات والأنشطة، داخل قاعات المعرض المختلفة، بحضور كبار الأدباء والشعراء والمفكرين والسياسيين.
وفى معرض القاهرة الدولى للكتاب، تم تخصيص جناح الأطفال الذى شهد حضورا كثيفا من الأسر مصطحبين أطفالهم، لقضاء وقت ممتع وسط مجموعة من الأنشطة والفعاليات التى تعمل على تنمية وعى الطفل، إلى جانب البحث عن كل ما يخص أولادهم الصغار.
ومن المحتويات التى يشملها جناح الطفل فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الألعاب والأنشطة المجانية والكتب التعليمية المخفضة، بالإضافة إلى ورش الرسم والتصوير والأنشطة الرياضية ضمن مجموعة من الفعاليات المختلفة، مما جعل الجمهور يتوافد بكثافة للاستمتاع بهذا التنوع الثقافى.
كما يعرض بداخل الجناح كتب الرسم وأدوات التلوين، التى تتفاوت أسعارها وتبدأ من 5 جنيهات وحتى 15 جنيها، إلى جانب العروض والخصومات التى يقدمها العارضون داخل الجناح.
ببراءة البراعم الصغيرة، قدم أطفال معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ55، الدعم على طريقته للشعب الفلسطينى، من خلال رسم علم فلسطين على أيديهم الصغيرة، وذلك فى جناح الطفل.
يقام أيضا داخل جناح الأطفال أنشطة وورش تفاعلية، يتم من خلالها تبسيط التراث وحكايات سيناوية وورش حكى بعنوان الشارونى صندوق الحكايات، وسر البطولة فى حياة طه حسين وحكايات انتصار أكتوبر وفى بيتنا روبوت وغيرها.
فيما يقدم ركن الحكى ورشة عن العرائس وحكايات من بلادى وتمكين الفتيات وورش لفن الدوبلاج وورشة طباعة على الورق وتلوين الفخار، وورشة عن كيف تختار غذاءك الصحى، وورشة حول الكتابة المسرحية، وورش فنية متنوعة وورشة ألعاب شعبية للأطفال وورشة حكى بالتمثيل وغيرها من الأنشطة المتنوعة التى يقدمها الجناح على مدار اليوم، كما خصص المعرض هذا العام ركنا يضم بعض الألعاب للصغار، وساحة كاملة لاستضافة الأنشطة المختلفة على مدار اليوم.
وخلال فعاليات المعرض يلاحظ الإقبال على اقتناء كتب كبار الأدباء والمفكرين، مثل مؤلفات المفكر الكبير عباس محمود العقاد، بعناوين «ابن رشد، حقائق الإسلام، هتلر، إبراهيم، جحا، فى بيتى، سارة، حياة المسيح، إبليس، أفيون الشعوب، التفكير فريضة إسلامية، الإسلام فى القرن العشرين، الإنسان فى القرآن، عالم السدود والقيود، فاطمة الزهراء، الصديقة، عبقرية الإمام، عثمان، عبقرية عمر، عبقرية محمد، الله» غيرها من الإصدارات.
ومن بين الكتب التى يحرص القراء على اقتناء قدر كبير منها مؤلفات عميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، وقالت إحدى القائمين على عن جناح الهيئة العامة لقصور الثقافة: إن هناك إقبالا كبيرا على شراء كتب الدكتور طه حسين، إذ يعرض الجناح ما يتجاوز الـ30 كتابا لعميد الأدب العربى وبأسعار رمزية.
كما يقدم جناح دار نشر الجامعة الأمريكية العديد من الكتب المخفضة، حيث تبدأ الأسعار من 20 جنيها للكتاب، وأوضح المسؤولون عن الجناح داخل أروقة معرض الكتاب، أن الجناح يمنح خصومات على جميع الكتب المعروضة للجمهور تبدأ من 20 % إلى 75 %، لجميع الفئات، إلى جانب تخصيص ركن خاص لكتب الأطفال.
يعرض سور الأزبكية الذى يستقبل آلاف الزوار يوميا، نوادر الكتب بأسعار مخفضة للغاية، فتجد مجلدات تبدأ أسعارها بـ45 جنيها فقط، وتأتى العناوين كالآتى «تحفة المودود بإحكام المولود» من تأليف شمس الدين أبى عبدالله بن أبى بكر ابن قيم الجوزية، ومجلد «نقدات الأصمعى» تأليف الدكتور مصطفى عبدالحفيظ سالم، ومجلد «أحكام أهل الذمة» تأليف شمس الدين أبى عبدالله.
وعن الكتب النادرة والقديمة يقول أحد المسؤولين فى جناح سور الأزبكية، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»: إن أقدم الكتب العربية الموجودة كتاب «رفيق المسيحى» العمانى، يقدر ثمنه بـ150 جنيها فقط، وهو كتاب دينى يحوى كل ما يحتاجه المسيحى الأرثوذكسى من صلوات خاصة وعامة موضحة بشروحات وافية، صدر وطبع عن الشركة الصناعية «عمان».
يقدم جناح الأزهر فى المعرض ورشة لترميم وصيانة الكتب والمخطوطات، التى تهدف إلى مساعدة الجمهور لمعرفة طريقة الحفاظ على الكتب المهمة والمخطوطات، وكيفية علاجها أو ترميمها وطريقة التعامل المناسبة معها، حيث تعد المخطوطات وعاء ثقافيا يعكس التطور والتقدم والعلوم فى الحياة الزمنية الذى يعود إلى المخطوطة.
وأوضح محمود سعد نائب مدير إدارة الترميم، أن من أهم المخطوطات الموجودة مصحف مملكوى، تم نسخه فى عام 866 هجريا، ويرجع إلى زوجة الأمير كتخدا، أوقفته على الجامع الأزهر فى رواق الأتراك عام 1165 هجريا، حتى لا يباع ولا يرهن ولا يؤجر ولا يتغير، وقد شهد المصحف بعض الدراسات الفنية، بالإضافة إلى كونه جزءا من رسالة الدكتوراه، وذلك لتحديد أسباب ومظاهر التلف لتحديد خطة الترميم المناسبة لإعادة ترميم المصحف، ومع الترميمات وجد عنصر تم اكتشافه بعد ذلك فى عام 1801، أى تم اكتشاف العنصر بعد حوالى 600 عام من تاريخ المخطوط، وهو عنصر النايوبيام، ومن خصائه أنه مقاوم للحرارة والأكسدة، ويستخدم حاليا فى صناعة السفن والطائرات وغيرها.
وقد تبين من الفحص أنه ورق عربى غير أوروبى أو مستورد، وبعد تحليل الأحبار ونوع الكتاب يتم تحديد نوع الترميم، حيث يمنع استخدام المياع فى حالة وجود الحبر الكاربونى الذى يتفاعل مع المياه، ويقدم الجناح مجموعة من الصور للمصحف قبل وبعد الترميم، بالإضافة إلى صور لجلد المصحف الذى تمت صناعته من جلود الماعز.
وأثناء الترميم، كان هناك بعض الحشرات التى تتغذى على الكتب والأوراق، وهدف نشر صورة تلك الحشرات هو رسالة لجميع محبى ومقتنى الكتب والمخطوطات المهمة توضح أن فى حالة وجود أى أتربيه يتم علاجها حتى لا تتسبب فى تدمير المخطوطة.
هذا وقد أعلنت «المكتبات المتنقلة»، التابعة لمكتبات مصر العامة إطلاق مبادرة «مصر تقرأ» ضمن مشاركتها للمرة الأولى فى فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، بجانب مجموعة من الفعاليات لتعريف الجمهور بما تقدمه من أنشطة متنوعة تؤكد دورها الثقافى والمعرفى.
المبادرة تهدف تشجيع النشء والكبار على القراءة، من خلال أنشطة من داخل المكتبة المتنقلة بجوار جناح الطفل، حيث ثمنت وزيرة الثقافة التجربة الأولى لمشاركة المكتبات المتنقلة بمعرض الكتاب، وأهمية ذلك فى تشجيع الأطفال على القراءة من خلال مبادرة المكتبة «مصر تقرأ»، فضلا عن تعريف الجمهور من النشء والكبار بأنشطة المكتبة وفعالياتها بالقاهرة والمحافظات، وتعظيم دورها فى اكتشاف الموهوبين والمبدعين فى مجالات الأدب والفنون، والتعرف على الاهتمامات المعرفية للجمهور، والعمل على توفير الكتب فى كل مناحى المعرفة، مؤكدة مواصلة الجهود إزاء تقديم أفضل خدمة ثقافية للجمهور المصرى فى مختلف أنحاء الجمهورية، مشيدة بحالة الوعى المتزايد لدى الأسرة المصرية بأهمية المعرفة وقدرتها على بناء الشخصية الإنسانية.
تقام على مدار أيام المعرض مجموعة من الندوات، التى تستضيف كبار الكتاب والأدباء المصريين والعرب والأجانب، لطرح ومناقشة مختلف القضايا المجتمعية، وكان من أبرز تلك الجلسات التى عقدت، «استرداد الآثار المصرية»، ضمن محور الخروج إلى النور، تحدث خلالها عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، دكتور زاهى حواس، والسفير عمر سليم حفيد عالم الآثار المصرى وشخصية المعرض سليم حسن.
روى عالم الآثار دكتور زاهى حواس جانبا من مسيرته فى استعادة الآثار المنهوبة، التى عثر عليها خارج البلاد، موضحا أن المتحف المصرى بعد 2011 سرقت منه 54 قطعة أثرية بسيطة، وتمت استعادتها بالكامل، ولكل قطعة قصة طريفة فى استعادتها، مع العلم أن المتحف البريطانى سرق منه 2000 قطعة.
قال عالم الآثار الدكتور زاهى حواس: إن وقت المطالبة بعودة رأس نفرتيتى فى عام 2011، قامت أحداث يناير 2011، ونسيت نفرتيتى، كما أن الطلب بعودة حجر رشيد من المتحف البريطانى، جاء عندما كنت فى إحدى زياراتى فى لندن، وتحدثت عن عودة حجر رشيد.
وأكد زاهى حواس، أنه قام بعمل وثيقة للمطالبة بعودة حجر رشيد ومن المفترض تجميع مليون توقيع، ولكن للأسف الذين قاموا بالتوقيع 200 ألف فقط، وأغلبهم من الأجانب، قائلا: أنا انتهز الفرصة لأطالب بجمع توقيعات الناس، والأمر اللافت للنظر، هو حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على متابعة الحملة بنفسه لعودة حجر رشيد إلى مصر، خاصة بعدما سرقت أكثر من 200 ألف قطعة أثرية من المتحف البريطانى.
ومن جانبه، قال السفير عمر سليم، مساعد وزير الخارجية بالشؤون الثقافية، وحفيد المؤرخ الراحل الدكتور سليم حسن: إن الدولة تعمل يوميا على استرداد الآثار المصرية، وتقوم اللجنة الوطنية بتجميع المادة العلمية والقانونية التى نحتاجها لاسترداد الآثار، إلى جانب المخاطبات الرسمية لجميع السفرات لوقف بيع الآثار المصرية عبر صالات المزادات العالمية، وتقوم تلك السفرات والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات القانونية التى تضعها كل دولة وسياستها.
وأشار عمر سليم إلى أن السفارات تقوم بمتابعة القضايا المرفوعة ضد الأشخاص، الذين يقومون ببيع الآثار المسروقة من خلال صالات المزادات العالمية بالخارج، ووقت التأكد أن تلك القطع مسروقة، نقوم باتخاذ الإجراءات والتعاون مع الجهات المعنية لعودتها إلى مصر بسلام.
كما حلت الكاتبة الإسبانية «كارمن رويث» ضيفة خلال لقاء فكرى بعنوان «إسبانيا والثقافة العربية»، التى عبرت عن امتنانها وتعاطفها مع القضية الفلسطينية، معلنة فرحها بوجودها على بعد مسافة قليلة من دولة فلسطين الشقيقة، وأعربت قائلة: «سعيدة بوجودى على مسافة قليلة من فلسطين فى قلب العروبة والعالم العربى، فى نفس اليوم الذى ركبت فيه الطائرة من مدريد، كان هناك تظاهرة كبيرة قائمة لصالح فلسطين».
وحددت «كارمن» الفارق بين المدرستين الأدبيتين فى مدريد فى الأسلوب قائلة: أسلوب تناول الموضوعات هو الذى يحدد انتماءك إلى المدرسة التقليدية أو المعاصرة، وأن تدرس القرون الوسطى أو الأندلس لا يعنى أنك تنتمى إلى المدرسة التقليدية، ومن يدرس عالم الأدب المعاصر لا يعنى أنه هو نفسه متجدد، الفارق يقع فى الأسلوب هل هو حديث فى أسلوبه وتناوله الموضوع أم لا؟
ومن بين اللقاءات التى عقدت بالمعرض، لقاء مع الشاعر المكسيكى خوان أرماندو روخاس، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية فى جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، الذى عبر عن سعادته بتداول أعمال لكتاب من أمريكا اللاتينية فى مصر والدول العربية، وهو ما يعكس المجهود الكبير الذى تقوم به دور النشر لطرح عناوين من دول مختلفة.
وأوضح خوان أرماندو، أن انتشار الثقافة العربية فى أوروبا ودول العالم، يحتاج إلى مجهود أكبر من دور النشر العربية، مشيرا إلى أن تحول الشعر إلى عمل يمكن التكسب منه، هو أمر صعب، أكد: على سبيل المثال أنا أعمل فى تدريس الشعر والأدب، وأكتب الشعر وأبحث عن فرص لطباعة وطرح الأعمال من خلال عرض أعمالى على دور النشر، ولكن لا يمكن أبدا أن يكون مصدرا لكسب المال.
وأضاف: إن الشعر يعتبر ليس مادة لكسب الرزق، لكنه يكتب من أجل الاستمتاع فقط، حيث إنك دائما ما تعمل من خلال كتابة الشعر على التعبير عن مكنونات الذات، أما كسب الرزق والعمل فهو شأن آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة