مع اقتراب إجراء الانتخابات البريطانية العامة فى وقت لاحق من العام الجارى، يستعد كل من حزب المحافظين برئاسة ريشى سوناك وحزب العمال برئاسة السير كير ستارمر لحشد الناخبين بالتركيز على القضايا المختلفة، مثل الاقتصاد والهجرة ودعم مختلف فئات العمال.
وفيما ركز سوناك على ملف الاقتصاد ومواجهة الهجرة غير الشرعية، رفع كير ستارمر ملف حقوق العمال ودعم الصناعات المحلية والزراعة.
وفى رسالة العام الجديد قال رئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك، إن البريطانيين يجب أن يتطلعوا "بفخر وتفاؤل" إلى عام 2024، حيث أصر على أن خطته للاقتصاد البريطانى كانت ناجحة بالفعل، وفقا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وحث رئيس الوزراء الناخبين على التركيز على الوعد بـ"مستقبل أكثر إشراقا" بينما يستعد لحملة الانتخابات العامة فى الأشهر المقبلة.
وقال سوناك إنه سيدعو لإجراء انتخابات فى عام 2024، حيث يكافح المحافظون للتشبث بالسلطة، حيث تشير استطلاعات الرأى إلى تقدم كبير وثابت لحزب العمال.
واستخدم زعيم حزب المحافظين رسالته للادعاء بأنه "يعمل على تنمية الاقتصاد" ووعد "بمواصلة تنمية اقتصادنا" العام المقبل.
وقالت الصحيفة إنه ربما يكون قد أوفى بوعده بخفض التضخم إلى النصف فى عام 2023، لكن تعهده الرئيسى بالنمو تعرض لضربة كبيرة فى وقت سابق من هذا الشهر من خلال الأرقام التى أظهرت انخفاض الناتج المحلى الإجمالى بين يوليو وسبتمبر.
وسلط سوناك الضوء على التخفيض القادم للتأمين الوطنى كمثال على التغيير تحت قيادته، وتفاخر بـ "الإجراء الحاسم" لوقف قوارب المهاجرين فى القناة.
ومع ذلك فهو يواجه دعوات من النواب المتمردين فى حزبه للمضى قدمًا فى التخفيضات الضريبية، وتشديد مشروع قانون رواندا الرئيسى لبدء رحلات الترحيل بحلول الربيع.
وهدد أعضاء البرلمان من "العائلات الخمس" من يمين المحافظين ــ بما فى ذلك أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ومجموعة الأبحاث الأوروبية ــ بإلغاء مشروع القانون إذا لم توافق الحكومة على التعديلات فى العام الجديد.
أما حزب العمال فتعهد بتحسين الأمن الغذائى وتعزيز قطاع الزراعة فى المملكة المتحدة من خلال "صفقة جديدة للمزارعين"، بما فى ذلك هدف أن يكون نصف الطعام المستخدم على الأقل فى المستشفيات والمدارس والسجون مزروع فى البلاد. ويدلى كير ستارمر بخطاب الخميس يفصل فيه استراتيجية الحزب حال فوزه فى الانتخابات.
وتتضمن الخطة أيضًا تكرارًا لاقتراح حزب العمال بالسعى إلى التوقيع على اتفاقية بيطرية جديدة مع الاتحاد الأوروبى، وإدانة ما وصفه الحزب بالتخلى عن المزارعين فى عهد المحافظين.
وأوضحت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه إذا نجح هذا، فسيؤدى ذلك إلى خفض الروتين الروتينى للمزارعين البريطانيين بشكل كبير من خلال التخلص من العديد من عمليات التفتيش على السلع الغذائية والزراعية فى الموانئ، لكن التوصل إلى اتفاق سيتطلب مفاوضات طويلة ومعقدة، وقد يعنى توقيع المملكة المتحدة على معايير الاتحاد الأوروبى بشأن تلك السلع.
وهاجم حزب العمال "تدمير حزب المحافظين لاقتصادنا الريفى"، وقال إن تحليله أظهر أن أكثر من 6300 شركة فى القطاع الزراعى فى المملكة المتحدة قد توقفت عن العمل منذ عام 2017، بما فى ذلك ما يقرب من 5000 شركة منتجة للحوم والفواكه والخضروات ومنتجات الألبان.
وأضاف الحزب أنه خلال الفترة نفسها، كان هناك انخفاض بنسبة 30% فى عدد الوظائف فى الزراعة والغابات وصيد الأسماك.
وفى حين يلقى كثيرون فى القطاعات اللوم على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وتنفيذه فى الإضرار بقدرتهم التنافسية، فإن خطة حزب العمال لا تذكر صراحة ترك الاتحاد الأوروبى، بل مجرد التعهد بالسعى إلى اتفاق بيطري. ومع ذلك، يقول الحزب إنه من الواضح أن الحواجز التى خلقها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى كانت أحد العوامل.
وكانت صحيفة "إندبندنت" البريطانية قالت إن رئيس الحكومة البريطانية ريشى سوناك يواجه معركة شرسة لجعل الانتخابات العامة أشبه بالسباق الرئاسى، حيث كشف استطلاع رأى جديد صادم أن رئيس الوزراء المفضل لدى الناخبين فى عدد قليل للغاية من الدوائر الانتخابية فى مختلف أنحاء بريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع كشف أن زعيم العمال كير ستارمر هو القائد الأكثر شعبية فى 390 مقعدا فى إنجلترا وويلز واسكتلندا، بينما كان سوناك الخيار الأول للناخبين فى أربع مقاعد.
ويتقدم ستارمر على سوناك حتى فى الدائرة الانتخابية الخاصة برئيس الوزراء فى نورث يورك شاير فى ريتشموند، فى سلسلة من النتائج المحبطة للمحافظين.
ويأتى هذا فى الوقت الذى كشف فيه قائد المحافظين ريتشارد هولدن أنه لا يزال هناك ثُلث فرصة أن يصمد سوناك فى الانتخابات العامة المقررة فى مايو 2024، لو أجريت فى موعد مبكر عن المتوقع.