لا قلب بين ملايين المسيحيين إلا ويهفو للمناسبة التى تحل بعد يومين؛ إذ يحجز عيد الميلاد ترتيبه ثانيًا فى مدوّنة أهم الأعياد؛ لكن فيه من البهجة والبشارة والاتحاد بالعالم ما قد يجعله «الأول مُكرر». وفى مصر يُمثل مناسبة بهيّة وجامعة للقلوب على اختلاف العقائد، فيحتفل كثيرون من المسلمين مع إخوتهم، ويتبادلون التهانى والزيارات، وربما لا يغيب القداس فى أية كنيسة عن زائر أو مُشارك من غير المسيحيين. إنه يوم للمحبة الصافية، ويوم يُشبه روح مصر وهويتها، ويُجسد تآلفها الحقيقى ووحدة شعبها التى لم تنقطع. ويترأس قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الميلاد المجيد فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد كبير من المطارنة والأساقفة ورؤساء الكنائس، وكثير من الضيوف والمهنئين.
وتشمل قائمة الزوار فى تلك المناسبة، عددا من كبار الشخصيات العامة: أعضاء مجلسى النواب والشيوخ ورؤساء الأحزاب ورؤساء تحرير الصحف والقنوات الفضائية، فى أجواء مُعتادة تسودها البهجة والأخوّة، لا سيما مع زيارة الرئيس السيسى للتهنئة، وكلمته المبهجة فى أجواء القداس واجتماع المصريين على لحظة جليلة. ويقول الأب متياس عبدالصبور، كاهن كنيسة العذراء مريم بحارة زويلة، إن ولادة المسيح تمثل العمل العجيب الذى يفوق عقل البشر، لافتا إلى أن قراءات عيد الميلاد لها علاقة بتجسد المسيح وولادته، والاحتفالات تبدأ باليوم السابق للعيد، ويُسمّى البرامون، ويتحدث إنجيل قداس البرامون عن ميلاد المسيح، وإنجيل قداس الميلاد عن زيارة المجوس.
وفى سياق متصل، يقول الإيبذياكون الإكليريكى جرجس صفوت، الشماس بكنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بأطلس بحلوان، إن عيد الميلاد له مذاق كنسى خاص، يجعله مُختلف كل الاختلاف عن بقية المناسبات، إذ إن ألحانه شجية ويستغرق الشمامسة شهر كيهك فى إتقان مراجعتها، وتتميز بموسيقى تخترق الآذان والقلوب، مثل «إى بارثينوس»، و«بى جين ميسى».
وعن إحساسه بالمناسبة، أوضح أن الاحتفال بالنسبة له كشماس يتمثل فى الاحتفال «الليتورجى»، ومعناه الشكل الكنسى أو الطقسى، ويتمثل فى المراسم وطقوس القداس، إذ لا احتفال حقيقى من دون القداس.