أثارت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الداعية إلى تشجيع الفلسطينيين على الهجرة غضب واسع داخل حكومة نتنياهو وخارجها، حيث اعرب عدد من زعماء العالم عن رفضهم لتهجير سكان قطاع غزة بأي شكل، وسط استمرار الحرب الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال على القطاع منذ اكثر من 3 اشهر وتسببت في ازمة انسانية غير مسبوقة.
رفض منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل بالتصريحات، التي وصفها بـ"التحريضية وغير المسؤولة". وشدد بوريل على أن عمليات التهجير القسري محظورة تماما في القانون الإنساني الدولي.
وانضمت ألمانيا إلى الانتقادات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر إن برلين ترفض هذه التصريحات بأشد العبارات، مؤكدا أنها ليست مفيدة وحذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إسرائيل من التفكير في التهجير القسري لسكان غزة. وقال إن هذه الدعوات غير مقبولة، وتتعارض مع حلّ الدولتين، الذي يشكل الحل الوحيد القابل للتطبيق.
كما رفض وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، طارق أحمد تهجير الفلسطينيين، وشدد على أنه لا يجوز تهديد أي فلسطيني بالتهجير أو النقل من قطاع غزة. وأكد الوزير البريطاني أن القطاع سيكون جزءا من الدولة لفلسطينية المقبلة.
كما انتقد وزراء في الحكومة الإسرائيلية نفسها التصريحات الصادرة عن زميلهما التي ركزت على إعادة توطين الفلسطينيين في قطاع غزة خارج حدوده، مؤكدين أن تلك السياسات "غير واقعية".
وعبر وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار، والوزيرة، يفئاط ساشا بيتون، عن غضبهم تجاه تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بشأن تهجير الفلسطينيين
ووصف زوهار تلك التصريحات بأنها "غير واقعية"، وقال: "من الواضح أن المجتمع الدولي لن يتقبلها.. في أمور كتلك، حتى لو كان أمرا تؤمن به أو هدفا بهذا الشكل، يمكن مناقشته والبحث فيه خلف الأبواب".
وأضاف خلال مقابلة مع موقع ynet الإسرائيلي: "من الواضح أنه لن يكون هناك أحدا في إسرائيل سعيدا في حال قرر الغزاويون الرحيل طوعا إن كانوا مسرورين بذلك"، مضيفا أنه أمر ليس واقعيا وأن طرحه للنقاش العام لا يمهد في تسهيل الأمور، وقال: "نحن نرى تبعات ذلك، نرى ما حصل مع الأميركيين".
ووجهت وزارة الخارجية الامريكية، انتقادا لاذعا للوزير الإسرائيلي، على لسان التحدث باسمها، ماثيو ميلر، الذي وصف تصريحات سموتريتش بأنها "تحريضية" و"عديمة المسؤولية".
ورد بن غفير على واشنطن بعد وقت قصير من انتقاداتها سموتريتش، قائلا في تغريدة إن "هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح لسكان غلاف غزة بالعودة إلى ديارهم والعيش في أمان وستحمي جنود الجيش الإسرائيلي"، وأكد: "أنا معجب حقا بالولايات المتحدة الأميركية، ولكن مع كل الاحترام الواجب، نحن لسنا نجما آخر في العلم الأميركي".
و قال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، إنه "منزعج للغاية" من التصريحات التي أدلى بها وزيران من اليمين المتشدد في الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع، وكتب ، على منصة "إكس" : "حوالي 85% من سكان غزة نزحوا داخليا بسبب الحرب ولهم الحق في العودة إلى منازلهم"، وأكد أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن النقل القسري للأشخاص المحميين داخل أو من الأراضي المحتلة محظور.
واجابت شاشا بيتون، التي انضمت إلى الائتلاف كجزء من حزب الوحدة الوطنية بزعامة جانتس في أعقاب عملية طوفان الأقصى على سؤال عما إذا كانت تعتقد أن الخطاب المتنامي حول نقل السكان الفلسطينيين في غزة يضر بمكانة إسرائيل الدولية، قائلة: "إن سموتريتش، وبن غفير يسببان الضرر، على كل مستوى يمكن اعتباره".
وأضافت: "أعتقد أن كل من يجلس على طاولة الحكومة وحول طاولة مجلس الوزراء يجب أن يتذكر أن لدينا مسؤولية ثقيلة تجاه مواطني دولة إسرائيل". مضيفة "أعتقد أن سموتريتش وبن غفير لا يفهمان حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهما".
وتستمر الدعوات من العالم العربي لانهاء الحرب وتحذر من كل سيناريوهات التهجير، وفي مقدمتهم تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والأسرى وإنفاذ المساعدات الإنسانية وإغاثة المدنيين الذين تعرضوا للنزوح وهو ما شدد عليه خلال استقبال وفد أمريكي يضم كل من السيناتور كريستوفر فان هولين والسيناتور جيفري ميركلي عضوي مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، مؤكدا ضرورة بدء مسار جاد بإجماع دولي للتسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة