شيخ الأزهر: تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومشاركتهم الفرحة والمساواة «فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة».. بناء مسجد أمام كنيسة تضييق على الآخر والإسلام نهانا عنه.. والقرآن والسنة النبوية لم يحرما تهنئة المسيحيين

الجمعة، 05 يناير 2024 05:13 م
شيخ الأزهر: تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومشاركتهم الفرحة والمساواة «فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة».. بناء مسجد أمام كنيسة تضييق على الآخر والإسلام نهانا عنه.. والقرآن والسنة النبوية لم يحرما تهنئة المسيحيين شيخ الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- الإسلام الذى نزل على محمد صلى الله عليه وسلم يقدم نفسه بحسبانه الحلقة الأخيرة فى سلسلة الدين الإلهى.. كما يقرر أن أصل الدين واحد في جميع هذه الرسالات.

- يذكر القرآن التوراة والإنجيل بعبارات غاية في الاحترام ويعترف بأثرهما القوى في هداية البشرية من التيه والضلال.. ولذلك يصف الله تعالى كلا من التوراة والإنجيل بأنهما «هدى ونور»

- تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومشاركتهم في أوقات الفرحة والمساواة «فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة».. لم تعرفه مصر قبل سبعينيات القرن الماضي

- الإسلام ليس ضد بناء الكنائس.. ولا يوجد لا في القرآن ولا في السنة النبوية ما يحرم هذا الأمر

- ما يحدث في بعض القرى والنجوع من مضايقات عند بناء أى كنيسة هو ميراث وليد عادات وتقاليد والناس تناقلته وليس له أصل في الإسلام
 
- بناء مسجد أمام كنيسة والعكس هو نوع من التضييق على الآخر والإسلام نهانا عن المجيء بمثل هذه المضايقات ولا تضيقوا عليهم ولا تضايقوهم».. ولمن يأتون بهذه الأفعال أقول: أرض الله واسعة.. فلتبن المساجد بعيداً عن الكنائس ولتبن الكنائس بعيداً عن المساجد
 
 
 
نشرت جريدة صوت الازهر ملف حول آراء فضيلة الامام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف، حول تهنئة الاقباط بأعيادهم حيث أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الأديان السماوية هى أولاً وأخيراً ليست إلا رسالة سلام إلى البشر، بل هي رسالة سلام إلى الحيوان والنبات والطبيعة بأسرها. وقال فضيلته إن الإسلام لا ينظر لغير المسلمين من المسيحيين واليهود إلا من منظور المودة والأخوة الإنسانية، وهناك آیات صريحة في القرآن تنص على أن علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين لهم - أياً كانت أديانهم أو مذاهبهم - هي علاقة البر والإنصاف. واستشهد الإمام في كل مرة تطرق فيها لهذا الإمر بأن الإسلام الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم يقدم نفسه بحسبانه الحلقة الأخيرة في سلسلة الدين الإلهى، كما يقرر أن أصل الدين واحد في جميع هذه الرسالات ومن هنا يذكر القرآن التوراة والإنجيل بعبارات غاية فى الاحترام ويعترف بأثرهما القوى في هداية البشرية من التيه والضلال، ولذلك يصف الله تعالى - في القرآن الكريم - كلاً من التوراة والإنجيل بأنهما هدى ونور»، كما يصف القرآن نفسه بأنّه الكتاب المصدق لما سبقه من الكتابين المقدسين: التوراة والإنجيل. وأضاف شيخ الأزهر الشريف أنه لا محل ولا مجال أن يُطلق على المسيحيين أهل ذمة ، مؤكداً أنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، مشيراً إلى أن مصطلح الأقليات» لا يعبر عن روح الإسلام ولا عن فلسفته، وأن مصطلح المواطنة هو التعبير الأنسب والعاصم الأكبر والوحيد لاستقرار المجتمعات، وأوضح أن المواطنة معناها المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين جميعاً، بخلاف مصطلح «الأقليات» الذي يحمل انطباعات سلبية تبعث على الشعور بالإقصاء، وتضع حواجز نفسية تتداعى وتتراكم فى نفس المواطن الذي يطلق عليه انه مواطن من الأقليات.

الكل متساوون

 

ونبه شيخ الأزهر إلى أن المواطنة لا تتوقف عند اختلاف دين أو اختلاف مذهب فالكل متساوون في الحقوق والواجبات والجميع سواسية أمام القانون في الدولة، وعلى الجميع أن يدافعوا عن هذا وتابع أن الحضارة الإسلامية أول من حفظ حقوق غير المسلمين
الوطن ويتحملوا المسئولية الكاملة.
 
وأكدت المساواة التامة بين المواطنين من خلال الصيغة التعاقدية بين غير المسلمين وبين الدولة الإسلامية، موضحاً أنه يجب ألا ينتزع هذا المصطلح من محيطه التاريخي ويُحاكم بانطباعات الناس، ولذلك فإن الكارهين للتراث بسبب أو بآخر الذين يأتون بفتوى قيلت في وقت عصيب ليقولوا هذا هو الإسلام وفقهه وتراثه والمتشددون الذين يستوردون حكماً كان يواجه التتار أو الصليبيين في بلاد الإسلام ليطبقوه الآن على غير المسلمين كلاهما كاذب لأن الإسلام غير ذلك تماماً .
 
وأشار إلى أن هذا المصطلح ليس كما يشاع علامة اضطهاد لانه كان في زمنه يضمن كل الحقوق لغير المسلم، ويرفع عنه حق الدفاع عن الدولة، وهذا ليس إقصاء لهم بقدر ما هو احترام لدينهم ولعقيدتهم، لافتاً إلى أن الجزية فرضت على غير المسلم كما فرضت الزكاة على المسلم، بل كانت الجزية أقل تكلفة من أنصبة الزكاة، بل غير المسلم كان يستفيد من الجزية بأكثر مما يستفيد به المسلم من الزكاة، والجزية تعفى غير المسلم من الدفاع عن الدولة، لكن الزكاة لم تُعْفِ المسلم من الدفاع عن الدولة بمن فيها من غير المسلمين بروحه وبدمه.

التعامل مع الآخر

 

وعن الأصوات التي تُحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وتنهى عن أكل طعامهم ومواساتهم في الشدائد، ومشاركتهم في أوقات الفرحة، قال فضيلة الإمام الأكبر : إن هذا فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة، وهو فكر لم تعرفه مصر قبل سبعينيات القرن الماضي؛ فمنذ السبعينيات حدثت اختراقات للمجتمع المصرى مست المسلمين والمسيحيين، وهيأت الأرض لأن تؤتى مصر من قبل الفتنة الطائفية، وتبع هذا أن التعليم الحقيقي انهار، والخطاب الإسلامي انهار أيضاً، وأصبح أسير مظهريات وشكليات وتوجهات، وكنا نرى عشرات القنوات الفضائية تبث خطاباً إسلامياً. دون  أن يتحدث القائمون عليها في قضية محترمة ، أو أن يتطرقوا إلى مسألة ترسيخ أسس المواطنة، ونشر فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخر وبخاصة المسيحيون، والسبب في ذلك أن هؤلاء كانوا غير مؤهلين، وفاقدين لثقافة الإسلام في هذا الجانب، وغير مطلعين على هذه الأمور، وكانوا يسعون إلى نشر مذاهب يريدون من خلالها تحويل المسلمين إلى ما يمكن أن نسميه شكليات فارغة من جوهر الإسلام الحقيقي، وأصبح عندنا ما يمكن أن نطلق عليه كهنوت إسلامى جديد»، بحيث إن أي مسلم لا يستطيع أن يقدم خطوة إلا إذا بحث عن هل هذه الخطوة حلال أو حرام ؟ .

بناء الكنائس

 

وشدد شيخ الأزهر على أن من يحرمون تهنئة المسيحيين أعيادهم غير مطلعين على فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخر شكل عام، ومع المسيحيين بشكل خاص، والتي بينها لنا الخالق عز وجل في قوله : «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا ا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» ، بينها لنا أيضاً سبحانه وتعالى في قوله : (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ تَبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ، وإذا قرأنا كلام المفسرين والمحدثين في هذا جانب سنجد أنهم وصفوا المسيحيين بأنهم أهل رأفة ورحمة شهامة، وأنهم لا يحملون ضغينة، وأن هذه الصفات مستمرة فيهم الى يوم القيامة، وهذا الكلام موجود في أمهات الكتب التي يدرسها الأزهر لطلابه .
 
وعن موقف الأزهر الشريف من مسألة بناء الكنائس، قال فضيلة لإمام الأكبر إن الأزهر ليس لديه أى غضاضة على الإطلاق في هذه لمسألة؛ لأن الإسلام ليس ضد بناء الكنائس، ولا يوجد لا في القرآن ولا في السنة النبوية ما يحرم هذا الأمر، ولذلك لا يمكن أن يتدخل الأزهر لمنع بناء كنيسة، وأنا أرى أن دور العبادة لا تحتاج في قانون ينظم بناءها ؛ فمن أراد أن يبنى مسجداً وكان لدى وزارة الأوقاف الإمكانات اللازمة لهذا البناء فليبن، وكذلك من أراد أن يبنى كنيسة وتوافرت الإمكانات فليبن.
 
ووصف شيخ الأزهر ما يحدث في بعض القرى والنجوع من مضايقات عند بناء أى كنيسة بأنه ميراث وليد عادات وتقاليد الناس تناقلته، وليس له أصل في الإسلام قائلاً: «أنا من الذين يرون أن بناء مسجد أمام كنيسة هو نوع من التضييق على المسيحيين والإسلام نهانا عن المجيء بمثل هذه المضايقات: ولا تضيقوا عليهم ولا تضايقوهم ؛ لأن بناء مسجد أمام كنيسة يزعج المسيحيين، وهو نوع من الإيذاء المنهى عنه : ومن آذى ذميا فقد آذاني ، وكذلك أنا ضد بناء كنيسة أمام مسجد لأن هذا الأمر أيضاً يُزعج المسلمين، وهو نوع من الإيذاء والتضييق، ولمن أتون بهذه الأفعال أقول : أرض الله واسعة، فلتبن المساجد بعيداً من الكنائس، ولتبن الكنائس بعيداً عن المساجد؛ لماذا الإصرار على بناء المسجد أمام الكنيسة؟ ولماذا الإصرار على بناء الكنيسة امام المسجد ؟ هذا عبث بالعبادة، وعبث بدور العبادة، وتصرف لا يرضاه الإسلام؛ لأنه ليس مطلوباً منى أنا المسلم أن أغلق الكنيسة وأطفئ أنوارها ، وأمنع الصلاة فيها ، بل المطلوب مني أنه لو تعرضت كنيسة لاعتداء يجب على أن أدافع عنها .

المصريون إخوة

 

وحول أهمية قراءة التاريخ يقول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب: يجب أن نستقرئ ونسأل : منذ أن دخل الإسلام مصر  قبل ما يزيد على الأربعة عشر قرنا .. هل وقعت حادثة بين الأقباط وبين المسلمين على أساس الدين أو على أساس أن هذا مسلم وأن هذا مسيحى؟ والجواب بالتأكيد لا ؛ لن نجد واقعة واحدة تقول إن المصريين عرفوا الطائفية، بل لن نجد واقعة واحدة تقول إن الشرق كله من أقصاه إلى أقصاه عرف الطائفية الدينية، وهذا يرجع إلى أن الإسلام حينما اختلط بالمسيحية اختلط كحبيبين أو کمتوادين، ولم يختلط بقتال ينتج عنه غالب ومغلوب، والجميع
يعلمون أن مصر لم يدخلها عمرو بن العاص ويقتل الناس فيها وإنما دخلها واستقبل من أهلها الذين كانوا فى اضطهاد مرير من زملائهم في العقيدة في الغرب، وهنا أؤكد أن التاريخ يشهد بأن الأقباط والمسلمين في مصر إخوة». 
 
فضيلة الإمام الأكبر يوضح أن علاقة الأخوة والمحبة والسلام التي تجمع المسلمين بالمسيحيين تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، حيث يؤكد فضيلته: علاقة المحبة والمودة بين الإسلام والمسيحية قديمة جداً، وهى علاقة بدأت قبل مجيء الإسلام إلى مصر، بل قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث بدأت العلاقة عند ذهابه صلى الله عليه وسلم حينما كان صغيراً في سن الثانية عشرة مع عمه إلى الشام، وفى الطريق التقى الراهب بحيري  وهذا اللقاء كان أول عهد بين نبي الإسلام - قبل أن يُنبئ - وبين راهب من رهبان المسيحيين وبعد الرسالة هاجر المسلمون مرتين إلى دولة مسيحية وهى الحبشة، ونزلوا بجوار ملك مسيحي. 

قساوسة في مسجد النبي

 

فضيلة الإمام الطيب يشير إلى أن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن المسلمين الذين آمنوا به في السنوات الأولى من الرسالة هم كما يقولون رأس ماله، وحين فزع وخاف عليهم أمرهم بالهجرة إلى بلد مسيحى وهو الحبشة، وعند ملك مسيحى لاطمئنانه إلى أن هذا المسيحى أخوه، وسيرعى أتباعه بالرغم من مخالفتهم له فى الدين، وبالفعل أكرم الملك المسيحى المسلمين وقدم لهم كل سبل الرعاية؛ أما اللقاء أو الالتحام الثالث بين الإسلام والمسيحية فحينما كان النبى صلى الله عليه وسلم في المدينة، ووفد إليه نصارى نجران وفيهم القساوسة ليناقشوه في أمر الدين الجديد، واستضافهم في مسجده أول مسجد أسس في الإسلام ولما حان وقت صلاتهم، قالوا : يا محمد هذا وقت صلاتنا ونريد أن نصلى، فقال صلى الله عليه وسلم : دونكم هذا الجانب من المسجد فصلوا فيه؛ فصلى القساوسة في مسجد النبي وهو جالس ينتظرهم ؛ ثم إنهم بعد المحاورات والنقاشات لم يدخلوا فى الإسلام، وما كان من نبي الإسلام إلا أن ودعهم وأكرمهم وعقد معهم الاتفاقيات. 
 
 
فضيلة الإمام الأكبر يشير إلى أننا لو قرأنا عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى نصارى نجران والله سنتعجب؛ فمن ضمن ما جاء فيه : ومن تزوج بنصرانية فعليه أن يرضى بنصرانيتها، ولا يجبرها على الدخول فى الدين، والأزهر يدرس هذه الأحكام لطلابه، ويعلمهم أن المسلم الذي يتزوج بمسيحية يذهب معها إلى الكنيسة وينتظرها حتى تؤدى طقوس دينها، ويحرم عليه أن يضطرها إلى اعتناق دين الإسلام، وهذا التحريم ليس مجاملة إنما هو حكم شرعى أو مسألة جنة ونار، ويجب أن يرضى بها وبطقوسها، ومعنى هذا أن بيت الزوج المسلم سيكون نصفه طقوسا وأعيادا واحتفالات مسيحية والنصف الثاني طقوسا وأعيادا واحتفالات إسلامية؛ هذا هو الإسلام الذي نعرفه والذي درسناه؛ لأن الإسلام حينما يأذن بزواج المسلم من مسيحية يُعلم أتباعه أن الدينين يستطيعان العيش تحت لحاف واحد، وأن الأديان جاءت لتجمع الناس وتسعدهم؛ لا لتفرقهم وتشقيهم.

تضليل الناس

 

فضيلة الإمام الأكبر يؤكد : هذه الخطابات التي لا يعرفها الإسلام تريد أن تختطف عقول الناس، وتضللهم، وتأمرهم كيف يسيرون فى الطرقات؟ ومتى يستيقظون من نومهم؟ ومتى ينزلون من بيوتهم ؟ وكيف يذهبون إلى أعمالهم؟ وتحرم عليهم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وغير ذلك مما أسميه كهنوت» لا يمت للإسلام بصلة، وللأسف هذا خطاب موجود بيننا الآن ويريد أصحابه أن يوجهوا أمة هى فى حاجة إلى النهوض وإلى النهضة مما تردّت فيه، وكلنا أمل في أن المصريين سيتخلصون من رواسب هذا الفكر الغريب قريباً ، خاصة وأن الجميع تنبه منذ سنوات لتلك الأصابع السوداء العليا والجبارة والقوية التي تريد أن تعصف بوحدتهم.
 
 فضيلة الإمام الطيب يشير إلى أنه من الغريب أن نجد الآن من يسأل عن موقف القرآن والسنة النبوية من مسألة التعامل مع إخوتنا المسيحيين؛ لأن هذه مسألة محسومة، وكل ادعاء يُحرم أصحابه تهنئة المسيحيين في أعيادهم، وينهى عن أكل طعاهم ومصافحتهم ومواساتهم، وغير ذلك هي أقوال متطرفة لا يعرفها الإسلام؛ بل إننى أتعجب كثيراً حين ترد إلى مسامعي أقوال يدعى أصحابها أن المسلم إذا قتل مسيحياً أو يهودياً لا يُقتل، ولهؤلاء أقول إنه جاء فى مذهب الإمام أبي حنيفة، وكذلك النخعى أن المسلم يُقتل بالذمى، وتُقطع يد المسلم إذا سرق الذمى ، وهذه مذاهبنا ، وتلك أحكام الفقه الذي درسناه، ويدرسه طلابنا في الأزهر .

الدفاع عن الكنائس

 

وهنا أريد أن أتوقف قليلاً لأقول معلومة لمن يتصدرون للفتاوى في القنوات ويروجون أن الإسلام ضد بناء الكنائس، أقول لهؤلاء إن أول آية نزلت لتأذن للمؤمنين بالقتال مكتوبة في سورة الحج يقول الله فيها : أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا»، وكما نرى فإن العلة الأولى التي تبيح للمسلم استخدام القوة أو القتال أو المواجهة بالسلاح هي الظلم. 
 
والعلة الثانية هى وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ كأن القرآن يريد أن يقول للمسلمين الآن أذن لكم بالقتال لأنكم أولاً مظلومون، وثانياً لأجل أن تدافعوا عن عقائدكم وعن بيوت العبادات، لأجل أن تدافعوا عن الكنائس وعن الصلوات وعن البيع وعن المساجد، لأن هذه البيوت يُذكر فيها اسم الله: «أَذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرُ الَّذِينَ أَخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٌّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّه»، وهنا نرى العلة الثانية أو التشجيع الثاني لإباحة القتال: «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ يعنى : لولا هذا القتال لهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً»، ولو طالعنا تفسير الفخر الرازي مثلاً سنجده يقول : يجب على المسلمين أن يدافعوا عن الكنائس، وكلام عبد الله بن عباس وهو ترجمان القرآن صريح في هذا، حيث يقول : معنى هذه الآية أن الله يدفع عن أهل الذمة بالمسلمين يعنى تسيل دماء المسلمين دفاعاً عن كنائس المسيحيين وعن معابد اليهود، وهذا موجود في كتبنا، وفي تراثنا، ومن أراد أن يقرأه فليطالع تفسير الفخر الرازي، وعلى من يتحدثون فى القنوات ويقولون: لا تصافح المسيحي، ويحرمون تهنئته في الأعياد أن يقرأوا هذا الكلام في الفخر الرازي، وفي القرطبي، وفى أى تفسير من التفاسير، ليعرفوا ويفهموا لماذا أدرج القرآن الكنائس وبيوت العبادة الأخرى مع المساجد في خطة دفاع المسلمين عن هذه البيوت ؟ والعلة لما سئل ابن عباس : كيف يدافع المسلمون عن الكنائس؟ قال: «لأنها بيوت عبادة . وهذه الأحكام يدرسها الأزهر لطلابه.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة