وقال أبوسيف- في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان- إن مصر لعبت دورا محوريا في التصدي للمخطط الإسرائيلي الذي كان يستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري أو التطوعي لسكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن إعلان مصر والأردن الرفض القاطع لهذه المحاولات الإسرائيلية التهجيرية أفشل هذا المخطط.

وأضاف أن العنصر الحاسم في منع التهجير القسري لسكان غزة هو الموقف المصري والأردني، بالإضافة إلى صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مؤكدا أن مصر لها دور ريادي إزاء القضية الفلسطينية والحفاظ عليها ومنع تصفيتها وكذلك الأردن.


ونوه وزير الثقافة، إلى أن جموع الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية يقدر الموقف المصري والأردني إزاء رفض التهجير ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدا أن موقف مصر تاريخي من القضية الفلسطينية ويسعى إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن رغم كل المحاولات الإسرائيلية وكذلك الدول الغربية المساندة لهذه الحرب، في الترويج الآن لما يعرف بالتهجير التطوعي الذي يستهدف جذب الفلسطينيين للهجرة بأوروبا وترك أراضيهم، إلا أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم ولن يخرجوا منها.

ولفت أبوسيف إلى أن مصر والأردن استطاعا أن يكشفا زيف الرواية الإسرائيلية بشأن الحرب على قطاع غزة بكونها حرب إبادة تسعى إلى تصفية الشعب الفلسطيني وقضيته، مشيدا بالجهود التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في هذا الشأن.

وتابع أن التنسيق الدائم والمستمر بين القيادة الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس والقيادة المصرية والأردنية ساهم في إفشال المخطط الإسرائيلي، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني موحد ضد الحرب على قطاع غزة، ولن يسمح بتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.

وأكد وزير الثقافة الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لطمس الهوية الفلسطينية ومحوها من الذاكرة، وذلك من خلال استهدافه متحف رفح، الذي يحتوي على 320 قطعة تراثية، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال دمرت أكثر من 70% من مباني غزة، حيث لا توجد مدارس مجهزة لاستكمال العام الدراسي لطلاب غزة، مؤكدا أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، بعد أن تم استهداف وحشي لكافة المؤسسات الثقافية داخل القطاع، بالإضافة إلى استهداف العنصر البشري الثقافي خلال الحرب.

وشدد على أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي ثقافية بالأساس، منوها بأن الفلسطينيين مازالوا حتى اليوم يسمون أسماء مخيماتهم بأسماء أحيائهم القديمة؛ حفاظا على الهوية وتذكيرا للأجيال القادمة بما جرى قبل سنوات وهذا أسلوب حياة لدى الشعب الفلسطيني للحفاظ على هويته التاريخية والثقافية.
وكشف وزير الثقافة الفلسطيني، عن أن الآثار الفلسطينية دمرت من قبل الاحتلال كهدف أول، حيث ضربوا المساجد الأثرية والنادي الأرثوذوكسي، موضحا أنهم استهدفوا مسجد السيد هاشم الذي يعتبر من أقدم مساجد غزة، والمسجد العمري الكبير وغيرها من المساجد الأثرية والكنائس.

وحول محاولات البعض التقليل من الدور المصري والأردني.. أوضح وزير الثقافة الفلسطيني، أن الجميع يعلم الموقف المصري والأردني التاريخي بشأن القضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذه المحاولات تخرج من منابر الاحتلال ذاته وكذلك من يدور في فلكه، والشارع الفلسطيني والشارع الثقافي يقدر الدور المحوري للقاهرة وعمان إزاء الحرب على غزة ومن اليوم الأول.

وبشأن إنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة.. قال أبوسيف إنه رغم الجهود المصرية في هذا الشأن وإدخال المساعدات عبر معبر رفح إلا أن ما يحتاجه القطاع أكثر بكثير من ذلك، مشيدا بدور مصر الذي ساهم في إنفاذ المزيد من المساعدات لأهلنا في القطاع في ظل التعنت الإسرائيلي والصمت الدولي.

وأعرب الوزير الفلسطيني، عن أسفه للصمت الدولي إزاء ما يحدث في غزة من حرب إبادة وقتل جماعي، مؤكدا أن الأمر ليس فقط إدخال مساعدات للفلسطينيين، وإنما يتطلب موقفا دوليا رافضا للتهجير القسري ووقف العدوان فورا الذي يستهدف المدنيين في القطاع.

وحول زيارته لمصر ثم الأردن.. أوضح وزير الثقافة الفلسطيني، أنه كان موجودا وعالقا في قطاع غزة منذ بداية الحرب، وحينما خرج من القطاع يعمل على نقل الحقائق التي تدور في غزة عبر الإعلام المصري والأردني في إطار توضيح الحقائق التي تحاول إسرائيل تزيفها للعالم، مؤكدا أن الوضع في غزة كارثي بمعنى الكلمة.

وشدد على ضرورة أن يتحرك وزراء الثقافة العرب من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الثقافة والتاريخ والتراث الفلسطيني المستهدف من قبل الاحتلال، مشيرا إلى أنه سيعمل على التواصل مع نظرائهم العرب من أجل تقديم شكوى ضد الاحتلال، الذي يدمر كل تاريخ وثقافة وتراث الشعب الفلسطيني، الذي هو جزء من التراث العالمي.

كما أعرب عن أسفه لصمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عما يحدث من تدمير للتاريخ البشري والإنساني العالمي في قطاع غزة، مشددا على ضرورة أن تتحرك المنظمة باعتبارها المسئول الأول عن التراث والتاريخ والثقافة العالمية لإنقاذ ما يدمر في غزة.

وكشف وزير الثقافة الفلسطيني، عن أن السلطة الفلسطينية تسعى حاليا ومن خلال وزرائها ومندوبها في كافة المحافل الدولية لتوضيح ما حدث من دمار وخراب في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن العالم الصامت إزاء هذه الانتهاكات عليه فورا أن يتحرك ويوقف هذه الجريمة الإنسانية ويحاسب من ارتكبها.

وحول حديث البعض عن مستقبل غزة ما بعد الحرب.. أشاد وزير الثقافة الفلسطيني بالموقف المصري والأردني الذي يرفض أن يتحدث أحد عن مستقبل غزة ما بعد الحرب إلا الفلسطينيين أنفسهم والتأكيد على أن صاحب الشأن هو من يتحدث فقط، معربا عن استغرابه من تصريحات أمريكا والغرب عن مستقبل غزة بعد الحرب وكأنهم أهم أصحاب القضية، وهذا لن يقبله الشعب الفلسطيني والعربي.