صغيرة ورخيصة وفتاكة.. حرب المسيرات تقلب موازين الصراعات والحروب فى العالم.. أهداف عسكرية واستخباراتية وتكتيكية تنجزها الطيارات المسيرة.. والولايات المتحدة الأمريكية فى مقدمة الدول الرائدة بمجال تصنيعها.. صور

الأحد، 07 يناير 2024 02:00 ص
صغيرة ورخيصة وفتاكة.. حرب المسيرات تقلب موازين الصراعات والحروب فى العالم.. أهداف عسكرية واستخباراتية وتكتيكية تنجزها الطيارات المسيرة.. والولايات المتحدة الأمريكية فى مقدمة الدول الرائدة بمجال تصنيعها.. صور طائره مسيره
كتب عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع انتشار النزاعات المسلحة في مناطق متفرقة من العالم، الذي يشهد حروبا وصراعات تقترب من اندلاع حرب عالمية ثالثة، ساهم ما يعرف بـ "الطائرات المسيرة" في تلك الاشتباكات بشكل كبير، لأنها صغيرة ورخيصة التكلفة وفتاكة في تنفيذ أهدافها العسكرية، وحيث إن سوق المسيرات الحربية منخفضة التكلفة، فإن تأثير تلك الطائرات في أعاد تشكيل ساحات القتال وقلب موازين المعارك أمر كبير للغاية.

فالطائرات من دون طيار هي طائرات لا يوجد على متنها طيار أو طاقم أو ركاب ويمكن أن تكون ذاتية الإدارة أو يتم التحكم فيها عن بعد، وتستطيع هذه الطائرات أن تحلق لمدد طويلة على ارتفاعات وسرعات يتم التحكم فيها.

طراز المُسيَّرة الأميركية
طراز المُسيَّرة الأمريكية

 

في الفترات الأخيرة من السنوات الماضية، تم تطوير تلك التكنولوجيا في الأساس للاستخدام في الجوانب العسكرية والاستخباراتية، كالرصد والتجسس ومهاجمة الأهداف، ووصل الأمر حتى أصبحت تلك الطائرات انتحارية.

مسيرة صينية
مسيرة صينية

 

ظهرت الطائرات المسيرة للساحة العامة بشكل كبير مع تنفيذ عمليات استخباراتية للقوات الأمريكية في حرب الخليج عام 1991، وأيضا خلال الغزة الأمريكي للأراضي الأفغانية عام 2001، حيث لم تكن قادرة على شن غزو بري بسبب الطبيعة الجغرافية لأفغانستان الوعرة.

مسيرة روسية
مسيرة روسية

 

وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية، تفرض شروط تعجيزية على تصدير التكنولوجيا الخاصة بالطائرات المسيرة حتى على حلفائها، إلا أن الدول بدأت تعتمد على نفسها في تصنيع تلك الطائرات الفتاكة والرخيصة، وخرج الأمر عن السيطرة وأصبحت الجماعات والمليشيات تصنع طائراتها المسيرة بنفسها وتستخدمها في شن عمليات عسكرية تؤثر على قدرات الآليات العسكرية التقليدية من مدرعات ودبابات.

وتأتي الولايات المتحدة في مقدمة الدول الرائدة في مجال تصنيع الطائرات المسيرة، وتملك طائرة "إم كيو-9 ريبر" و"إم كيو-1 برِداتور".

ثم تأتي الصين بوصفها أحد أكبر المصدرين للطائرات المسيرة في العالم، وقد اختبرت الصين عام 2013 أول طائرة مسيرة مقاتلة تسمى "شارب سورد" (أي السيف الحاد)، وكذلك تصنع مسيرات "وينغ لونغ 1 و2"، وتعد المسيرات الصيني أرخص بكثير من نظيرتها الأمريكية.

طائرة بيرقاد
طائرة بيراقدار  

 

وبخصوص روسيا فإنها تعتزم إنتاج أكثر من 32 ألف طائرة مسيرة سنويا بحلول عام 2030، كما تخطط لأن يمثل الإنتاج المحلي 70 % من السوق.

واستخدمت موسكو وكييف الطائرات المسيرة على نطاق واسع منذ الحرب بينهم في فبراير 2022، وفي خضم الحرب، سطع نجم 4 مسيرات روسية، حيث استهدفت عدة منشآت أوكرانية ومواقع عسكرية وعطلت مراكز للقيادة والتحكم لكييف.

فمن الطائرة "إيليرون-3"، التي تلقب بـ"صيادة المخربين" إلى "غروشا"، والتي تعنى "الكمثرى" حتى " أورلان 10" المعروفة بـ"الساحرة والصامتة" أطلقت روسيا مسيراتها في الأجواء الأوكرانية للاستطلاع والرصد التكتيكي، وتنفيذ المهام العسكرية.

مسيرة إسرائيلية
مسيرة إسرائيلية

 

أما تركيا فهي نجحت في إخراج نسخة ناجحة من طراز "بيراقدار TB2" عام 2015، ووفقا لبيانات رسمية تركية، وقعت شركة "بايكار" المنتجة للمسيرات في عام 2022 عقود تصدير مع 27 دولة.

وفي إيران أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية في أغسطس عام 2023، إزاحة الستار عن طائرة "مهاجر 10" المسيرة وانضمام صاروخي "خرمشهر" و"قاسم سليماني" الباليستيين إلى القوات المسلحة الإيرانية والقوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني.

طائرات إيران
طائرات إيران

 

أما إسرائيل فهي تعد من أكبر منتجي ومصدري الطائرات المسيرة، وأشهرها "إيتان" التي تستطيع البقاء في الجو لمدة 36 ساعة متواصلة وحمل 1000 كيلوجرام من الصواريخ المتفجرة، بالإضافة إلى طائرتي "هيرمس 450" و"هيرمس 900"، اللتين استخدمتهما تل أبيب في حروبها على غزة، وفي شن هجمات واغتيالات وعمليات نوعية.

ففي أثناء حرب غزة عام 2021، استخدم الاحتلال الإسرائيلي أسرابا من الطائرات المُسيَّرة المقاتلة لتحديد مواقع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية حماس ومهاجمتهم دون تدخل إسرائيلي مباشر.

أما عام 2023 فاستخدم الاحتلال الطائرات المسيرة في تنفيذ عمليات اغتيال لعناصر المقاومة وقيادات الفصائل، وبدأت عام 2024 بعملية اغتيال  القائد بحركة حماس، صالح العاروي، حيث استهدفت مكتبه في العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء الموافق 2 يناير من العام الجاري.

وتملك أيضا الجماعات المسلحة، العديد من الطائرات المسيرة، حيث أطلقت جماعة أنصار الله الحوثي أسراب من المسيرات على الأراضي المحتلة (إسرائيل) تضامنا مع غزة، وتستخدم التنظيمات الإرهابية أيضا المسيرات في عمليات العسكرية، ضد الجيوش النظامية.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة