حالة من القلق تسود الولايات المتحدة من احتمال التصعيد بين إسرائيل وحزب الله فى ظل زيادة وتيرة الهجمات المتبادلة بينهما. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن حديث إسرائيل عن توسيع الحرب إلى لبنان يثير قلق الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن تقييما استخباراتيا أمريكيا وجد أنه سيكون من الصعب على تل أبيب أن تنجح فى حرب ضد حزب الله فى ظل استمرار حربها على غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس جو بايدن أرسل كبار مساعديه على الشرق الأوسط بهدف حاسم، وهو منع اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وكانت الدولة العبرية، أوضحت أنها ترى أن تبادل إطلاق النار المنتظم بينها وبين حزب الله على طول الحدود أمر لا يمكن الدفاع عنه، وأنها قد تشن عملية عسكرية كبيرة فى لبنان. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يواف جالانت إنهم يفضلون الطريق نحو تسوية دبلوماسية يتم الاتفاق عليها، إلا أننا نقترب من نقطة "انقلاب الساعة الرملية".
ويخشى المسئولون الأمريكيون أن نتنياهو قد يرى اتساع القتال فى لبنان مفتاحا لنجاته السياسية فى ظل الانتقادات الداخلية لفشل حكومته فى منع عملية طوفان الأقصى. وفى المحادثات الخاصة، فإن الإدارة حذرت إسرائيل من التصعيد الخطير فى لبنان. ولو أنها فعلت ذلك، فإن تقييما سريا جديدا لوكالة استخبارات الدفاع وجد أنه يكون من الصعب على جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يمنح لأن أصوله وموارده العسكرية ستصبح منتشرة على نطاق واسع فى ظل الحرب على غزة، بحسب ما قالت مصادر مطلعة على التقرير.
وقالت واشنطن بوست إن أكثر من 20 من مسئولي الإدارة ودبلوماسييها تحدثوا إلى واشنطن بوست عن هذا التقرير، وبعضهم رفض الكشف عن هويتهم بسبب الحساسية العسكرية للأمر.
ووفقا للمسئولين، فإن حزب الله يريد أن يتجنب التصعيد الكبير، وأن الأمين العام للحزب حسن نصر الله يسعى إلى ابتعاد واضح عن الحرب الواسعة.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن إلى إسرائيل غدا الاثنين، حيث سيناقش خطوات محددة لتجنب التصعيد، بحسب ما قال المتحدث باسمه قبل توجهه إلى المنطقة.
وقال المحدث مات ميلر إنه ليس فى صالح أحد، لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم، أن ينتشر هذا الصراع خارج غزة، إلا أن هذه الرؤية لا يتبناها البعض داخل الحكومة الإسرائيلية.
فمنذ عملية طوفان الأقصى، ناقش مسئولون إسرائيليون شن هجوم وقائيا على حزب الله، بحسب ما يقول المسئولون الأمريكيون. وهذا الاحتمال واجه معارضة أمريكية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران إلى النزاع، وهو الذى قد يجبر الولايات المتحدة فى النهاية على الرد عسكريا نيابة عن إسرائيل.
ويخشى المسئولون أن الصراع الشامل بين إسرائيل ولبنان سيتجاوز إقامة الدماء التي شهدتها حرب عام 2006 فى ظل ترسانة الأسلحة الأكبر التي يمتلكها حزب الله من الأسلحة طويلة المدى، والتي تتسم بالدقة. وقال بلال صعب الخبير اللبناني فى معهد الشرق الأوسط بواشنطن إن عدد الضحايا فى لبنان يمنكن ان يكون ما بين 300 ألف إلى 500 ألف، والإجبار الكامل لكافة سكان شمال إسرائيل.
وتقول واشنطن بوست إن التهديد بالصراع الأوسع استمر أمس، السبت، بعد أطلق حزب الله نحو 40 صاوروخ على إسرائيل ردا على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسى لحماس صالح العارورى وستة أخرين فى قصف على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكانت تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود قد أصبحت أكثر شدة فى الأسابيع الأخيرة، وأثار انتقادات من واشنطن فى المحادثات المغلقة، بحسب ما قال مسئولون أمريكيون.
ووفقا للتقرير الاستخباراتى الأمريكي الذى أطلعت عليه واشنطن بوست، فإن الجيش الإسرائيل ضرب مواقع للقوات اللبنانية المدربة والممولة من الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ الساعب من أكتوبر، بحسب ما قال مسئولون مطلعون على الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة