نجم وادى النيل.. حكاية الدكتور الراحل طلبة عويضة صاحب الطفرة الهائلة فى تأسيس جامعة الزقازيق.. الأب الروحى للطلاب السودانيين الدارسين فى مصر.. منح العديد من الأوسمة.. وودعه الآلاف فى جنازة حاشدة.. صور

الأحد، 07 يناير 2024 09:30 م
نجم وادى النيل.. حكاية الدكتور الراحل طلبة عويضة صاحب الطفرة الهائلة فى تأسيس جامعة الزقازيق.. الأب الروحى للطلاب السودانيين الدارسين فى مصر.. منح العديد من الأوسمة.. وودعه الآلاف فى جنازة حاشدة.. صور الدكتور الراحل طلبة عويضة
الشرقية - فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
 
"نجم وادى النيل".. اسم أطلق على الدكتور الراحل محمد طلبة عويضة، مؤسس جامعة الزقازيق، صاحب أيادى بيضاء على آلاف الموظفين بجامعة الزقازيق والأب الروحى لكل الطلاب السودانيين الدارسين بمصر، وصاحب الطفرة الهائلة فى إنشاء وتأسيس جامعة الزقازيق التى أصبحت من أفخم وأعرق الجامعات المصرية التى تضم ما يقرب من 20 كلية ومعهدا ويتخرج فيها سنويا الآلاف من المصريين والعرب خاصة السودانيين التى أصبحت الزقازيق مدينتهم المفضلة بمصر.
 
الدكتور عويضة، لم يتردد لحظة فى إصدار قرارات تدعم العملية التعليمية بجامعة الزقازيق، وتحمل الكثير من المعاناة فى سبيل هذا الهدف النبيل ولم يؤمن بالشعار القديم بأن ليس فى الإمكان أبدع مما كان، وظلت حياته حتى بعد رحيله من المهد إلى اللحد عطاء فى عطاء فى رحلته العلمية، وخلال السطور القادمة نلقى الضوء على السيرة الذاتية للدكتور طلبة عويضة، على لسان نجلته "أمل".
 
وقالت "أمل" محاضر مادة التمويل بجامعة أكتوبر الحديثة للعلوم والأدب، الابنة الصغرى للدكتور طلبة عويضة رائد حركة التنوير بمحافظة الشرقية، فى حديثها لـ"اليوم السابع"، إن والدها ولد عام 1921 بمحافظة الشرقية، لأسرة تمتد أصولها لقرية النمروط مركز فاقوس، متابعة: كان والدى الابن الأكبر لأسرته وكان لميلاده فرحة كبيرة، ثم يليه شقيقه الراحل الدكتور أحمد ثابت عويضة رئيس مجلس الدولة، ثم شقيقتهما "منيرة" وتوفى والده وعمره تسع سنوات، وكان والدى وشقيقه من أوائل دفعتهما طوال مرحلة الدراسة.
 
وتابعت أن والدها حصل على الشهادتين الابتدائية والاعدادية ثم التحق بمدرسة أحمد عرابى الثانوية، وبعدها التحق بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول "القاهرة حاليا" وحصل على بكالوريوس العلوم قسم الرياضة البحتة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وعين معيدا بكلية العلوم فى 1943، وتزوج فى عام 1944، من ابنة خالته السيدة "الهام الهلباوى"، وهى من جذور شرقاوية من مدينة ههيا ورزقهما الله بثلاثة من الأبناء النابغين، الأول كمال، أستاذ هندسة البيئة بجامعة الزقازيق، وكان من الأوائل الذين حصلوا على الدكتوراه فى البيئة من إحدى الجامعات بإنجلترا، وحصل على جوائز من الأمم المتحدة، والثانى يسرى طلبة عويض، أستاذ محاسبة بكلية تجارة الزقازيق، وأنا الابنة الصغرى، محاضر مادة التمويل بجامعة أكتوبر الحديثة للعلوم والأدب.
وتابعت: ثم أكمل والدى رحلته العملية بالحصول على درجتى البكالوريوس والماجستير ثم سافر إلى بريطانيا وتمكن من استكمال دراسته والحصول على درجة الدكتوراه فى الرياضة البحتة من جامعة ليفربول، وبعد عودته فى بداية خمسينات القرن الماضى، سافر إلى دولة العراق لتأسيس كلية العلوم بجامعة بغداد، والذى لم يتردد لحظة لمد يد العون للأخوة العراقيين واستمر فى العمل بها حتى اندلاع الثورة العراقية، وبعد انتهاء عمله عاد إلى جامعة القاهرة أستاذا مساعدا بكلية العلوم، حيث تم اختياره ليشغل منصب رئيس فرع جامعة القاهرة بالخرطوم، وازدهرت الجامعة فى عهده لعلاقته الوطيدة بالسوادنين، الذين أطلقوا عليه نجم وادى النيل، ودفع بجيل من أستاذة جامعة القاهرة لعمل محاضرات جامعة الخرطوم، وكان عنده رؤية أن التعليم يخلق ولاء وانتماء لمصر، فكلما تتخرج أجيال من السودانيين من جامعة القاهرة يساهم ذلك فى زيادة الترابط الوجدانى بين السودانيين والمصريين كإخوة.
 
واستطردت: أن والدها حريص على اكتشاف مهارات الطلاب ومواهبهم، وذلك بإقامة الحفلات الفنية ومعارض الفنون التشكيلية، وكان يشجع نشاط الاتحادات الطلابية داخل الجامعة بعيدا عن السياسة والتعددية الحزبية، وكان دائما يحرص على إدخال البهجة والسرور على قلوب الأساتذة أعضاء هيئة التدريس والطلاب فى إقامة حفلات فنية فى المناسبات الدينية والقومية منها على سبيل المثال حفل شارك فيها عدد كبير من الفنانين منهم وردة الجزائرية وفرقة محمد نوع الفنية، موضحة أن والدها الراحل حرص على ممارسة الحياة السياسية، وقام بالترشح لعضوية مجلس الشعب عن الدائرة الاولى، بمحافظة الشرقية ومقرها قسم أول الزقازيق، ورغم شدة منافسيه وقوته إلا أنه استطاع التفوق عليهم واستمر نائبا عن الدائرة الأولى حتى رحيله.
 
وتقول ابنته أمل، إن والدها نال العديد من التكريمات فى حياته، تقديرا لدوره فى تأسيس وتطوير جامعة الخرطوم على مدار 15 عاما، منحته جامعة الخرطوم الدكتوراه الفخرية عام 1981، وفى عام 1982 منحته جامعة سانت إيتيان الفرنسية الدكتوراه الفخرية نظرا لجهوده المتميزة لتوطيد العلاقات العلمية والثقافية بينها وبين جامعة الزقازيق، وحصل على الدكتوراه الفخرية من السودان، وخلال مشواره العلمى والعملى نال عداد من الأوسمة تقديرا لجهوده منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى للأعمال المتميزة خلال حرب أكتوبر، ثم وسام العلوم والآداب والفنون الذهبى من جمهورية السودان عام 1976، وسام الجمهورية من السودان عام 1982، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى من مصر عام 1983.
 
وتابعت: أن والدها تحدث عنه الكثير حيث قال عنه "مسيو كارل فاساك" مدير حقوق الإنسان بمنظمة اليونسكو "تحية عرفان وتقدير إلى جامعة الزقازيق وإلى رئيسها الدكتور طلبة عويضة على هذا الجهد الجاد وهذا التنظيم الراقى والمساهمة الطيبة فى بلورة المفهوم الحقيقى لحقوق الإنسان" فيما أرسل إليه هذه البرقية " تحية إلى الدكتور طلبة عويضة الرجل الذى جعل لجامعة الزقازيق مكانا مرموقا بين جامعات مصر كله " الدكتور صوفى أبوطالب رئيس مجلس الشعب" فيما سردت هذة الكلمات وهى " جامعة الزقازيق هذة الجامعة الشامخة بحق العلم الثقافى والعلمى والحضارى تحية إلى الدكتور طلبة هذا الرجل العالم المؤمن، الوطنى الأب الحنون ابن الشرقية الذى يتفانى فى خدمة المحافظة وهى الأخرى تكن ل الحب والتقدير" عن الدكتور مصطفى كمال حلمى نائب رئيس الوزراء، وتلك العبارات " أن الدكتور طلبة عويضة هو الواجهة الحضارية التى تطل منها مصر على جامعات فرنسا" على لسان الدكتور لونجان رئيس جامعة سانت اتيان"، فيما قال عنه الدكتور محمد صبرى زكى وزير الصحة المصرى، "لقد ارتبط اسم جامعة الزقازيق واسم الدكتور طلبة عويضة بكل عمل ناجح يستهدف خدمة ابناء مصر".
 
فيما رثاه الكاتب الكبير هشام الزينى، قائلا: "لولا شجاعته ما كان قسم الإعلام بجامعة الزقازيق، فهو صاحب قرار إنشاء قسم الدراسات الإعلامية المتخصصة متحديا كل الصعاب والبيروقراطية فى اللجان المختصة المنوط بها الموافقة على إنشاء القسم وزادت الحرب الشرسة ضد الوليد الجديد فلم يتسرب الخوف إلى قلبه وذلك من أجل خلق جيل من حاملى مشاعل التنوير والإعلام فى المستقبل".
 
وعن مغادرته الحياة تقول الدكتورة أمل ابنته، إنه أصيب بألم مفاجئ فى الصدر وتوجه على أثرها إلى مستشفى مصر الدولى لإجراء رسم، قلب وأثناء ذلك أصيب بأزمة قلبية مفاجئة أودت بحياته، فى شهر يناير من عام 1999، وتم تأدية صلاة الجنازة عليه بمسجد عمر مكرم، وأدى الصلاة عليه الشيخ طنطاوى، شيخ الأزهر حينها، ليودعه الآلاف من محبيه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بمنطقة المقطم، وحضر جنازته كبار رجال الدولة المصرية، ونعته الصحافة المصرية والسودانية، كما أقامت جامعة الزقازيق له عزاء كبير، وأطلق محافظ الشرقية فى ذلك الوقت اسمه على شارع يحمل اسم طلبة عويضة بمنطقة القومية بمدينة الزقازيق تخليدا لمسيرته العلمية والنهضة التعليمية التى أقامها على أرض المحافظة، كما أقامت له دولة السودان 2005، بحضور نائب رئيس الجمهورية بالسودان تكريما كبيرا له، وفى عام 2010، تم إقامة تكريم آخر له من دولة السوادن، فى احتفالية كبرى أقيمت بدار الأوبرا المصرية وحضره عدد من الشخصيات الهامة بالدولة المصرية. 
 
وفى نهاية حديثها حرصت نجلة الدكتور طلبة عويضة، على توجيه لمسة وفاء إلى المخلصين الذين ساندوا والدها فى رحلته وأقرب المحبين إليه، منهم، على البطراوى، أمين عام جامعة الزقازيق، وكان خير عون له فى مسيرته للنهوض بجامعة الزقازيق واستكمال منشآتها التعليمة، وسمير رشوان، الذى شغل منصب مدير مكبته، منذ تولى منصب رئيس الجامعة حتى بلوغه سن المعاش، منوهة إلى أنه بعد رحيل والدها ظلت تتلقى الاتصالات ورسائل الاطمئنان عليها وعلى الأسرة من العديد من أصدقائه من بينهم فتحى عبد المقصود، مدير مكتب رفعت المحجوب، والدكتور مصطفى السعيد، والدكتور مصطفى طلبة، الذى شغل منصب نائب رئيس الامم المتحدة. صديق عمر الوالد، والدكتور عبد الفتاح القصاص، وزملائه فى جامعة بغداد وكلية العلوم.
 
الدكتور الراحل طلبة عويضة
الدكتور الراحل طلبة عويضة
 
الدكتور طلبة ،صاحب أيادي بيضاء على الآلاف الموظفين بجامعة الزقازيق
الدكتور طلبة ،صاحب أيادي بيضاء على الآلاف الموظفين بجامعة الزقازيق

الدكتور طلبة عويضة ونجلته فى احدى الحفلات مع السيدة ام كلثوم
الدكتور طلبة عويضة ونجلته فى احدى الحفلات مع السيدة ام كلثوم

الدكتور طلبة عويضة
الدكتور طلبة عويضة

الدكتور طلبة عويضه مع ابنائه
الدكتور طلبة عويضه مع ابنائه

الدكتور عويضة مع افراد اسرته
الدكتور عويضة مع افراد اسرته

الدكتور عويضة مع الرئيس جمال عبد الناصر
الدكتور عويضة مع الرئيس جمال عبد الناصر

الدكتور محمد طلبة عويضة ،
الدكتور محمد طلبة عويضة ،

الدكتور محمد طلبة عويضة ،مؤسس جامعة الزقازيق اسمه واسمها لا يفترقان ابدا،
الدكتور محمد طلبة عويضة ،مؤسس جامعة الزقازيق اسمه واسمها لا يفترقان ابدا،

الدكتور محمد طلبة عويضة ،مؤسس جامعة الزقازيق
الدكتور محمد طلبة عويضة ،مؤسس جامعة الزقازيق

الرئيس السادات أثنا تكريمه للدكتور طلبة عويضة
الرئيس السادات أثنا تكريمه للدكتور طلبة عويضة

السيدة امل نجلة الدكتور طلبة عويضة
السيدة امل نجلة الدكتور طلبة عويضة

الصحف التى نلقت جنازة الدكتور طلبة عويضة
الصحف التى نلقت جنازة الدكتور طلبة عويضة

جانب من الأوسمة التى حصل عليها الدكتور طلبة عويضة
جانب من الأوسمة التى حصل عليها الدكتور طلبة عويضة

صاحب الطفرة الهائلة فى إنشاء وتأسيس جامعة الزقازيق التى أصبحت من أفخم وأعرق الجامعات المصرية
صاحب الطفرة الهائلة فى إنشاء وتأسيس جامعة الزقازيق التى أصبحت من أفخم وأعرق الجامعات المصرية

مقتطفات من حياة الدكتور طلبة عويضة
مقتطفات من حياة الدكتور طلبة عويضة

وداعا الدكتور طلبة  عويضة
وداعا الدكتور طلبة عويضة

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة