لا تزال أزمة مرض وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن وبقائه فى المستشفى عدة أيام دون علم الرئيس جو بايدن وكبار المسئولين محل جدال، فى ظل دعوات لاتخاذ إجراءات تأديبية ضد أوستن أو حتى إقالته.
ويعد أوستن هو التالى لبايدن مباشرة على قمة التسلسل القيادي للجيش الأمريكي، وتتطلب واجباته أن يكون متاحا في أي لحظة للتعامل مع أي شكل من أشكال أزمات الأمن القومي.
قالت مجلة بولتيكو إن الضغوط تتزايد على الكونجرس وداخل إدارة الرئيس جو بايدن "كى يخسر أحدهم منصبه"، فى إشارة إلى لويد أوستن الذى تسبب فى إحراج للإدارة بعد أن أخفى دخوله المستشفى لعدة أيام عن كبار المسئولين داخل وزارته وحتى الرئيس نفسه.
وذكرت بولتيكو إن أوستن يعد أحد قادة البنتاجون الأكثر عزلة فى العقود الأخيرة، وهو ما يخلق مشكلة كبيرة بالنسبة له فى الوقت الراهن. فقد أدى فشل أوستن فى إبلاغ كبار مستشاريه وقادة الكونجرس وبايدن بدخوله إلى المستشفى يوم الاثنين الماضى بسبب مضاعفات إجراء طبى إلى جدل ترك كبار مسئولى البيت الأبيض والبنتاجون فى حالة غضب وارتباك. وسرعان ما دعا بعض الجمهوريين إلى إجراء تحقيق أو حتى تأديب أو إقالة أوستن.
ولم يتم إخبار رئيس الأركان الجنرال سى كيو براون بوضع أوستن إلا بعد يوم من دخوله المستشفى، وفقا لأحد كبار مسئولى البنتاجون. وحتى نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس، التى تولت بعض مهامه أثناء وجوده فى الستشفى، لم تعرف مكان وجوده حتى يوم الخميس، وفقا لمسئول أخر.
ونقلت المجلة عن أحد كبار مسئولى الدفاع قوله إنه يشعر أن رغبة أوستن فى الخصوصية بشأن إجراء طبى روتينى قد أدى إلى ردود فعل عنيفة عندما لم يمض كما كان مخططا له، موضحا أن أوستن شديد الإخلاص، والأمر كله غريب للغاية.
ويقول مسئولون أمريكيون سابقون وحاليون ممن عملوا مع أوستن، إنه معروف بأنه انطوائى ويتجنب الكاميرات واحتفظ بعدد قليل من المقربين خلال مسيرته العسكرية التى استمرت لعقود بصفته جنرال ذى أربع نجوم بشرف على القيادة المركزية الامريكية أثناء الانسحاب الأمريكى من العراق، وكان نادرا ما يعتقد مؤتمرات صحفية.
وعندما تولى وزارة الدفاع، وعلى العكس من أسلافه، كان قليلا ما يرد على الإعلام أثناء سفره الرسمى. ولم يشارك فى مؤتمر صحفى بالبنتاجون منذ يوليو الماضى، على الرغم من تعامله مع الصحافة بشكل منتظم خلال رحلاته.
من ناحية أخرى، قال مسئولون أمريكيون إن الرئيس بايدن يظل يثق فى وزير دفاعه لويد أوستن، برغم المفاجأة الواسعة والجدل الذى أثير عقب فشل الأخير فى الكشف عن دخوله المستشفى لعدة أيام للبيت الأبيض أو الرأى العام الأسبوع الماضى.
وبحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فقد سارع المسئولون لجمع المعلومات عن أسباب دخول أوستن غرفة العناية المركزة فى مركز والتر ريد العسكرى الوطنى خارج واشنطن فى الأول من يناير. ولم يتم الكشف عن الأمر إلى مساء الخامس من يناير عندما أعلن متحدث باسم البنتاجون أن أوستن، البالغ من العمر 70 عاما، قد تم إدخله للعناية المركزة بسبب مضاعفات ناتجة عن إجراء طبى اختيارى.
وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك ريدر إن أوستن نقل بسيارة إسعاف إلى والتر ريد بعد أن عانى من ألم شديد فى أعقاب إجراء طبى أجراه فى 22 ديسمبر. وتم وضعه فى العناية المركزة، وظل فيها جزئيا بسبب اعتبارات المساحة بالمشفى والخصوصية.
وفى حين لم يتضح بعد موعد خروج أوستن من المستشفى، إلا أن رايدر قال إنه يراقب الأنشطة العالمية للجيش الأمريكى، وتلقى تحديات من مساعديه منذ استئناف مهام عمله مساء الجمعة.
وقال مسئول رفيع، تحدث دون الكشف عن هويته، أن العلاقة بين أوستن وبايدن وثيقة بشكل استثنائى، حيث كان نجل بايدن الراحل بيو محاميا عسكريا تحت قيادة أوستن عندما كان الأخير أرفع قائد عسكرى أمريكى فى العراق.
وذكر المسئول إن هناك كثبر من الثقة بين كلا الطرفين، وأن ما حدث لم يقضى على هذه الثقة. وأوضح أن الرئيس يتطلع إلى مواصلة الوزير لخدمته.
فيما قال مسئول بالبيت الأبيض إن بايدن لديه ثقة كاملة فى أوستن ويتطلع إلى عودته للبنتاجون.
من جانبها، قالت وكالة بلومبرج إن فشل البنتاجون فى إبلاغ بايدن بوضع أوستن كان ناتجا عن سلسلة من الأخطاء، منها الارتباك بشأن رغبات أوستن ومرض رئيس موظفيه. ونقلت بلومبرج عن أحد المصادر إن فريق أوستن يدرك أن تعامله مع المرض، وخاصة عدم إخبار البيت الأبيض أو الكونجرس، كان غير مقبول، ولا يمكن أن يحدث مرة أخرى. فيما أشارت مصادر إلى أن أوستن لا يخطط للاستقالة.