بعد أمر من الحكومة الهولندية، ستقوم شركة ASML - الشركة الرائدة في العالم لمعدات صناعة الرقائق المتطورة - بتقييد شحنات اثنتين من أجهزتها إلى الصين، وعلى وجه التحديد، ألغت الحكومة جزئيًا ترخيص التصدير لأنظمة الطباعة الحجرية NXT:2050i وNXT:2100i، حسبما ذكرت الشركة في بيان لها، مثل منتجاتها الأخرى، تستخدم آلتا الطباعة الحجرية الضوء لطباعة مخططات للأنماط.
وقد تم بالفعل منع الشركة التي يقع مقرها في فيلدهوفن من بيع أجهزتها الأكثر تطورا إلى الصين منذ عام 2019، وفي سبتمبر 2023، بعد أشهر من الضغوط من قبل الولايات المتحدة، فرضت هولندا أيضا ضوابط أكثر صرامة على التصدير بحجة "مصالح الأمن القومي".
وفي الوقت نفسه، في أكتوبر، قامت واشنطن بتحديث قيود التصدير الخاصة بها لتشمل جهاز TWinscan NXT1930Di من ASML – إذا كان يحتوي على مكونات أمريكية الصنع، وهذا يتطلب من الشركة التقدم بطلب للحصول على ترخيص أمريكي على الرغم من أن اللوائح الهولندية تسمح بتصدير المنتج إلى الصين، وفقا لما أوردته TheNextWeb.
وقالت ASML في بيانها، إنه لن يكون للضوابط الأمريكية ولا الإلغاء الأخير لهولندا "تأثير مادي" على التوقعات المالية للشركة لعام 2023، ومع ذلك أضافت أن القيود الهولندية ستؤثر على عدد صغير من العملاء الصينيين.
وردا على هذه الإجراءات، حث المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين الحكومة الهولندية على احترام مبادئ السوق، وحماية المصالح المشتركة للبلدين، وضمان استقرار سلاسل التوريد الدولية.
رقائق في قلب مسرحيات القوة الجيوسياسية
مع بروز رقائق أشباه الموصلات باعتبارها السلعة الأكثر سخونة في السباق العالمي نحو التفوق التكنولوجي، تكافح القوى الاقتصادية العظمى في العالم للحصول على القطعة الأكبر من الكعكة.
التنافس أكثر حدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تنفذ الأولى تدابير تصدير كاسحة واستراتيجية فصل واضحة لشل طموحات بكين لتعزيز قدرتها المحلية على إنتاج الرقائق المتطورة.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي كان يلاحق علناً نهجاً للحد من المخاطر، فقد أكد المفوض تييري بريتون على التزام الاتحاد بدعم هدف الولايات المتحدة المتمثل في تقييد صناعة أشباه الموصلات في الصين.
وقال خلال خطاب ألقاه العام الماضي: "لا يمكننا السماح للصين بالوصول إلى التكنولوجيا الأكثر تقدما في أشباه الموصلات، والكم، والسحابة، والحافة، والذكاء الاصطناعي، والاتصال، وما إلى ذلك".
ويبقى أن نرى كيف ستؤثر القيود الأخيرة التي فرضتها هولندا على أجهزة ASML على العلاقات مع الصين، وبالتالي ستؤدي إلى مزيد من التحول فيما يشبه حرب الرقائق المتصاعدة، ولكن على الرغم مما قد تكون عليه التطلعات العالمية للسيادة على الرقائق، يرى الخبراء أنه لا الاتحاد الأوروبي، ولا الولايات المتحدة، أو الصين - أو أي شخص آخر - لديه أي فرصة لاستقلال أشباه الموصلات.