أحد الأشياء التي تجعل حرب طروادة حدثًا مشهورًا في الأساطير اليونانية أنها مرتبطة بحصار استمر لمدة عشر سنوات، والشيء الآخر الذي يجعلها مشهورة جدًا هو حقيقة أنها شاركت فيها قوات من جميع أنحاء اليونان .
ومع ذلك، إذا كانت قوات كل اليونان تحاصر مدينة واحدة، فكيف استغرق الأمر وقتًا طويلاً لهزيمتها؟ ومن المؤكد أنه مع كل هذه القوة العسكرية، فإن مدينة واحدة كانت ستسقط على الفور تقريباً، وهذا المنطق يقود الكثيرين إلى الاعتقاد بأن حرب طروادة لا يمكن أن تكون حدثاً حقيقياً.
بداية، يجب أن نشير إلى أن فكرة استمرار الحصار لمدة عشر سنوات ليست مستحيلة على الإطلاق، لقد شهد التاريخ حصارات استمرت لفترة أطول من ذلك وفقا لما ذكره موقع جريك ريبورت. .
على سبيل المثال، استمر حصار صور من قبل القوات البابلية لمدة ثلاثة عشر عامًا، فقد حوصرت مدينة فيلادلفيا في آسيا الصغرى لمدة اثنتي عشرة سنة في القرن الرابع عشر الميلادي.
بالنسبة لطروادة، هناك سبب واضح وراء تمكن مدينة واحدة من الصمود أمام القوات اليونانية لمدة عشر سنوات، والسبب هو أنها لم تكن مجرد مدينة واحدة تصمد أمام تلك القوى، في الواقع يصف هوميروس في الإلياذة (المكتوبة عام 650 قبل الميلاد تقريبًا) تحالفًا من دول الأناضول وحتى أجزاء من أوروبا إلى جانب أحصنة طروادة.
لو كانت مدينة طروادة المعزولة تقف في وجه اليونانيين فحسب، لكانت قد سقطت بسرعة على الأرجح، ومع ذلك، فإن هذا بالتأكيد ليس ما وصفه هوميروس، وعندما نرى ما وصفه، فليس من المستغرب على الإطلاق أن تستمر حرب طروادة لفترة طويلة.
ويرجع السبب الدقيق، وراء استمرار حرب طروادة لمدة عشر سنوات حسب ظن العلماء، "إن صعوبة العيش جعلت الغزاة يقللون من أعداد الجيش لمواصلة الحرب، ويبدو أنهم قد تحولوا إلى الزراعة بسبب نقص الإمدادات، وكان هذا هو ما مكن أحصنة طروادة حقًا من الحفاظ على الميدان ضدهم لمدة عشر سنوات".
وعلاوة على ذلك، خلال هذا الحدث الذي دام عشر سنوات، كان لأحصنة طروادة العديد من الحلفاء، وكان الكثير منهم أقوياء، ولم يقتصر القتال على مدينة طروادة، إذ لم تكن حرب طروادة عبارة عن حصار لمدينة رئيسية واحدة، ولكنها كانت حدثًا شارك فيه العديد من الدول وانتشر على مساحة واسعة جدًا.