استمرارا لجولة وزير الخارجية الأمريكي، انتونى بلينكن للمنطقة فى زيارته الرابعة خلال 3 أشهر، وصل إلى إسرائيل أمس الاثنين لبحث سبل وقف الحرب المستعرة فى غزة والتي بدأت يتسع مداها إقليميا.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن زيارة بلينكن لإسرائيل تعكس مساعي الولايات المتحدة لوقف الحرب المستعرة فى القطاع وسط تعنت من الجانب الإسرائيلي والذى أثار غضب واشنطن فى الآونة الأخيرة.
وأضافت الصحيفة فى التقرير الذي شارك في كتابته جاسون بورك وبيتر بيمونت وجوليان بورجر، أن الزيارة تأتي كذلك في ظل مؤشرات واضحة على رفض الجانب الإسرائيلي لكل الضغوط التي تمارسها واشنطن من أجل وضع نهاية للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويضيف المقال أن وزير الخارجية الأمريكية وصل إلى إسرائيل قادما من المملكة العربية السعودية حيث عقد مباحثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حول الأوضاع في قطاع غزة خاصة في مرحلة ما بعد الحرب.
ويشير المقال إلى تصريحات بلينكن التي يوضح فيها رغبة الولايات المتحدة في تنسيق الجهود مع الدول العربية من أجل إعادة الاستقرار في غزة وإعادة بناء ما دمرته الحرب هناك من أجل تحقيق سلام دائم وشامل ليس في غزة فحسب ولكن في جميع أرجاء المنطقة.
ويلفت المقال إلى أن زيارة بلينكن للمنطقة، وهي الرابعة في غضون ثلاثة أشهر، تهدف إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بالانخراط في مباحثات جادة لوضع تصور لمرحلة ما بعد الحرب في غزة ووضع ضمانات لحماية المدنيين في القطاع والسماح بتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
ويوضح المقال أن الولايات المتحدة كانت قد أبدت تأييدا مطلقا للجانب الإسرائيلي منذ بداية الصراع الحالي في أكتوبر الماضي، إلا أن تعنت الحكومة الإسرائيلية الرافضة لكل مقترحات واشنطن لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب وإقامة دولة فلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية أثار غضب البيت الأبيض.
ويلفت المقال إلي تصريحات مسئولين أمريكيين يقولون فيها إن الإدارة الأمريكية كانت قد اقترحت خطة لمرحلة انتقالية بعد نهاية الحرب في غزة إلا أن الحكومة الإسرائيلية عارضت كل المقترحات الأمريكية في هذا الصدد ورفضت الانخراط في أي مفاوضات جادة مع الجانب الأمريكي في هذا الشأن.
وينوه المقال إلى ارتفاع حدة التوتر في المنطقة أمس الإثنين بعد قيام القوات الإسرائيلية باغتيال قيادي بارز في حركة حزب الله اللبنانية في جنوب لبنان، والذي ينذر باندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط مع استمرار الحرب في قطاع غزة ووقوع العديد من الضحايا من المدنيين.
ويشير المقال في هذا السياق إلى البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة والتي توضح قيام القوات الإسرائيلية بقتل 249 فلسطينيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ليرتفع بذلك عدد الشهداء من الجانب الفلسطيني منذ نشوب الحرب إلى 23,000 معظمهم من النساء والأطفال.
ويشير المقال كذلك في سياق متصل إلى تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله أمس التي يقول فيها أن إسرائيل تسببت في إيجاد جيل كامل من الأيتام الفلسطينيين جراء تلك الحرب الشرسة الحالية في غزة، موضحا أن عدد الأطفال الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب الحالية في غزة يفوق جميع القتلى من الأطفال في جميع أرجاء العالم خلال العام الماضي بأكمله.
ويشير المقال، في الختام، إلى تأكيد الملك عبد الله على أن القصف العشوائي لن يسهم أبدا في تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة وأن العدوان على المدنيين لن يضمن كذلك تحقيق الأمن والاستقرار.