"قلنا هنبنى وآدى إحنا بنينا السد العالى" البُناة يروون تاريخ الكفاح فى ذكرى إنشائه.. إبراهيم: همة الشعب كانت سببا فى استكماله.. فخرى: كنت أتقاضى 7 جنيهات فى الشهر.. رشاد: روسيا شاركت بأحدث المعدات وقتها.. صور

الثلاثاء، 09 يناير 2024 05:00 ص
"قلنا هنبنى وآدى إحنا بنينا السد العالى" البُناة يروون تاريخ الكفاح فى ذكرى إنشائه.. إبراهيم: همة الشعب كانت سببا فى استكماله.. فخرى: كنت أتقاضى 7 جنيهات فى الشهر.. رشاد: روسيا شاركت بأحدث المعدات وقتها.. صور أبناء السد العالى يتذكرون لحظات الكفاح
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"قلنا هنبنى وآدى إحنا بنينا السد العالى" و"يا ناصر يا حرية يا رئيس الجمهورية".. هكذا كان يغنى عمال وبُناة السد العالى خلال فترة الستينيات من القرن الماضى، بعد أن واجهوا الظروف الصعبة وتحدوا قوى العالم وبنوا لنا هذا المشروع العملاق بأيادٍ مصرية خالصة.

وفى 9 يناير 1960، كانت مصر على موعد مع صناعة التاريخ وكتابة أمجاد جديدة تضاف إلى رصيد مكانتها الدولية، بعد أن تم بدء تنفيذ مشروع السد العالى، أعظم المشروعات الهندسية فى العالم خلال هذا التوقيت، والذى شارك فيه بنائه سواعد مصرية خالصة وبمعاونة معدات وخبرة روسية.

ومع حلول هذه الذكرى السنوية، التى تحتفى بها مصر عامة وأسوان خاصة، باعتبار منتصف يناير هو عيداً قومياً للمحافظة، التقت "اليوم السابع" بعددٍ من بُناة السد العالى، ليرووا قصص النجاح ولحظات كفاح العمل وتحدى الصعاب حتى خرجت مصر بنجاح استكمال هذا المشروع القومى.

ذكريات الكفاح وسط صفارات الإنذار وأصوات التفجير
 

ابتسم أبو المكارم زكى عبد الجليل، البالغ من العمر 83 سنة، من بُناة السد العالى، ابتسامة خفيفة واسترجع معها ذكريات عمله فى هذا المشروع القومى، ثم تحدث قائلاً: تعينت فى السد العالى خلال المرحلة الأولى لإنشائه سنة 1962، وكنت وقتها أعمل فنى تخريم، نقوم بتثبيت ماكينات التخريم فى الصخور، ثم يفجرونها لفتح أنفاق أمام جسم السد، وكانوا يضعون "بوارق" وهى أعلام فى المنطقة التى سيحدث فيها تفجير الألغام، بهدف إعلام الناس والعاملين فى المشروع.

وتابع أبو المكارم، حديثه قائلاً: كان هناك رجلاً اسمه "الريس مبارك" وهذا الشخص أنقذ حياتى عندما أبعدنى من منطقة التفجير قبل لحظات من انفجار أحد الألغام، وكنت وقتها حديث عهد بالعمل ولا أدرى متى سيتم تفجير الجبل، وهكذا مرت الأيام ما بين تفجير الألغام وأصوات صفارات الإنذار وسقوط ضحايا من عمال السد، زملاء العمل، فى سبيل هذا المشروع المصرى.

وأشار إلى أن عمال السد كانوا يقضون كل الوقت مع بعضهم، يعملون بالنهار ويسهرون سوياً فى الليل، والعمل كان لا يتوقف ليل نهار ولكنه يقسم ورديات بين العمال، وكان هناك الآلاف يعملون دون ملل أو تعب، ورغم رغم قلة الموارد وضعف توافر وجبات الطعام التى كان معظمها "حمص الشام"، إلا أن همة العمال كانت هى الوقود المحرك فى استكمال مشروع السد العالى.

وعلق: التحقت بالسد العالى بالصدفة، عندما كنت فى زيارة لأحد أقاربى فى أسوان، وهو من أشار على بالعمل فى هذا المشروع القومى الذى تبنيه مصر لمستقبل أجيالها، والتحقت بالعمل فى السد منذ ذلك الوقت، وكرمنا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بشهادات تقدير ووسام استحقاق وميداليات تذكارية عليها اسم عبد الناصر ومشروع السد، وكانت الحياة بسيطة وغير مكلفة.

أغانى التحفيز وطرب رفع الهمة بين العاملين فى السد
 

جلس إبراهيم محمد حامد، أحد شهود ملحمة بناء السد العالى، والذى بلغ من العمر 81 سنة، شارداً بذهنه لذكريات العمل والكفاح، ثم أخذ يغنى ويردد: "يا ناصر يا حرية يا رئيس الدولة المصرية.. يا ناصر يا حرية يا رئيس الجمهورية".

تحدث إبراهيم محمد حامد، لـ"اليوم السابع" قائلاً: التحقت بالعمل فى السد العالى قبل تحويل مجرى النيل سنة 1964، وكنت مسعف فى موقع العمل بالسد وتم تخصيص كشك إسعاف لى فى منطقة القناة الأمامية التى تحتوى على 12 توربين، وكنت أعالج المرضى والمصابين من عمال السد، وكنت أتابع حماسهم وهمتهم فى العمل وإصرارهم على استكمال المشروع حتى وبعضهم فى جراحه وتعبه.

وأضاف، أن ميدان العمل كان لا يتوقف عن الحركة، الكل يعمل على مدار 12 ساعة متواصلة، ويقسم العمل ورديات بين العاملين، الذين واصلوا الليل بالنهار دون توقف، حتى استكملوا بناء السد وقهروا كل الظروف والصعوبات وصنعوا المستحيل بأيادى مصرية وخبرة روسية، وواجهوا بذلك تحكم الاستعمار الغربى بعد أن رفض البنك الدولى تمويل السد.

وأوضح، أن العمالة المصرية كانت متنوعة ما بين: "لحام وميكانيكى وخرام وسائقين وفنيين كهرباء وسباكين" وغيرهم، لافتاً إلى أن جميع العمال يتجمعون فى فترات انتهاء العمل ويسهرون مع بعض يغنون ويطربون ويسلون أنفسهم، خاصة فى ظروف ترك كثير منهم لأهله وأولاده وسفرهم إلى أسوان للمساهمة فى هذا المشروع القومى لمصر.

وأشار إلى أنه رغم العمل فى هذه الظروف الصعبة إلا أن الروح المعنوية كانت مرتفعة والهمة كانت عالية لشعور العمال وسعادتهم بالمشاركة فى إنجاز عمل كبير لمصر يفيد المصريين فى الوقت الحالى وأجيال المستقبل، وهذه هى الأسباب التى كانت الدافع الأكبر والمحفز الرئيسى لإنهاء أعظم مشروع فى مصر والشرق الأوسط.

أبناء السد العالى يتقاضون مرتبات ضعيفة وتحملوا صعوبة المعيشة لإنجاز الوعد
 

فخرى أحمد حماد، 80 سنة، يصف نفسه بأنه "ابن السد العالى" فهو شهد مشروع السد فى كل مراحله من بدايته حتى انتهاءه، وقال: التحقت بالعمل فى مشروع السد العالى عام 1960، وكنت أتعامل مع معدات العمل والحفر فى السد، وجئت إلى أسوان بأسرتى وأبنائى وكانوا صغار وكنت أحكى لهم عن أمجاد زملائى فى العمل بمشروع مصر القومى، وكنا نتقاضى 7 جنيهات فى الشهر، إلا أن روح العزيمة على استكمال مشروع قومى لمصر والمصريين كانت المحفز الأكبر.

وعلق ابن السد العالى قائلاً: "ربنا كرمنا بالرئيس عبد الناصر، هو صاحب فكرة هذا المشروع والذى أصر على إنشائه بأياد مصرية خالصة بعد أن رفض الغرب تمويل المشروع، وكان الزعيم الراحل يحب السد ودائم الزيارة لهذا المشروع وكان يحرص على لقاء العمال ويسألهم عن أحوالهم ويشجعهم على مواصلة واستكمال هذا الإنجاز القومى"، وأضاف قائلاً: "كنت أنا ضمن الذين التقوا بالرئيس الراحل واتصورت معاه واليوم اللى كان يزور فيه موقع العمل كنا بنحوله عيد ".

المعدات الروسية الأحدث فى العالم وقت بناء السد
 

رشاد خليفة عبد الحليم، من محافظة سوهاج، يتحدث عن نفسه قائلاً: التحقت بالعمل فى السد العالى سنة 1964، وكنت أعمل على ونش لرفع الأحمال ورفع التوربين وصيانتها، وكان هناك تعاون ومودة ومحبة بين العمال لأن طبيعة العمل كانت قاسية تفرض علينا تذليل الصعوبات ومقاومة التحديات.

وكشف أحد بُناة السد العالى، أنهم كانوا يستخدمون معدات روسية حديثة على أعلى كفاءة فى العالم، والتوربين الواحد يصل وزنه إلى نحو 131 طنا، وكان يدخل إلى مصر عبر مياه البحر ويصل ميناء الإسكندرية ومنها إلى مشروع السد العالى، ومن المعدات أيضاً الونش الروسى ذات حمولة 400 طن، وكان هذا الونش موجود فقط فى روسيا ومشروع السد العالى بمصر.

ولفت إلى أنه كان يعمل مع خبير روسى مكث مع العمال فى المشروع إلى وقت معين وبعدها استكملوا بسواعدهم المشروع حتى تم الانتهاء منه بالكامل، وتم افتتاحه بحضور الرئيس الراحل أنور السادات.

السد مشروع عظيم عاد بالخير لمصر والمصريين
 

قال هاشم محمد أحمد، كبير فنيين تشغيل السد العالى إنه تتلمذ على يد خبراء كانوا يسافرون إلى روسيا لأخذ الخبرة، فهو تلميذ مدرسة السد العالى ما بين خبراء روس ومصريين، موضحاً أن السد العالى مشروعاً عظيماً كان يعمل فيه آلاف العمال يومياً وهم فخورون بالمشاركة فى هذا الإنجاز، وتجمعهم الألفة والمحبة، وكرمهم الرئيس السادات بعد الانتهاء من المشروع، وكان يصفهم بأنهم "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

ابتسامة-بناة-السد
ابتسامة-بناة-السد

 

إبراهيم-حامد-أحد-شهود-ملحمة-إنشاء-السد-العالى
إبراهيم-حامد-أحد-شهود-ملحمة-إنشاء-السد-العالى

 

أبناء-السد-العالى-يتذكرون-لخظات-الكفاح
أبناء-السد-العالى-يتذكرون-لخظات-الكفاح

 

أبو-المكارم-زكى-أحد-بناة-السد
أبو-المكارم-زكى-أحد-بناة-السد

 

أحد-المشاركين-فى-ملحمة-السد-العالى
أحد-المشاركين-فى-ملحمة-السد-العالى

 

احد-جدران-رمز-الصداقة-الذى-تمثل-علاقة-مصر-وروسيا
احد-جدران-رمز-الصداقة-الذى-تمثل-علاقة-مصر-وروسيا

 

أحد-عمال-السد
أحد-عمال-السد

 

السد-العالى
السد-العالى

 

بناة-السد
بناة-السد

 

بناة-السد-العالى
بناة-السد-العالى

 

بناة-السد-فى-أسوان
بناة-السد-فى-أسوان

 

بناة-السد-مع-أحفادهم
بناة-السد-مع-أحفادهم

 

بناة-السد-يروون-لحظات-الكفاح
بناة-السد-يروون-لحظات-الكفاح

 

شهادات-تكريم-بناة-السد
شهادات-تكريم-بناة-السد

 

صحفى-اليوم-السابع-مع-أبناء-السد-العالى
صحفى-اليوم-السابع-مع-أبناء-السد-العالى

 

صحفى-اليوم-السابع-مع-بناة-السد
صحفى-اليوم-السابع-مع-بناة-السد

 

صورة-قديمة-لأنفاق-السد
صورة-قديمة-لأنفاق-السد

 

صورة-نادرة-لبعض-بناة-السد
صورة-نادرة-لبعض-بناة-السد

 

محمد-يوسف-ابن-السد-العالى
محمد-يوسف-ابن-السد-العالى

 

ميداليات-تذكارية
ميداليات-تذكارية

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة