فى موكب رئاسى كبير ووسط جمهور غفير من العاملين فى مشروع السد العالى خلال ستينيات القرن الماضى، تتحرك سيارة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بين عمال السد لتتفقد مشروع القرن الجديد الذى اعتبروه ملحمة كفاح وتحدٍ.
هكذا وصف العاملون فى السد العالى وقتها، زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمشروع أسوان، متحركاً بينهم بسيارة مكشوفة يلقى عليهم التحية ويبادلونه التحية أيضاً، وسط حضور كبير يحرص كل منهم مصافحة الرئيس والحديث معه.
ويسلط "اليوم السابع" فى التقرير الحالى الضوء على السيارة التاريخية المخصصة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان يستقلها خلال زيارته لأسوان لمتابعة وتفقد مشروع إنشاء السد العالى آنذاك، والموجودة حاليا داخل المركز الثقافى الأفريقى بمدينة أسوان، بعد أن تحولت إلى مزار سياحى يمكن لكل زائرى المركز التقاط الصور التذكارية مع السيارة الرئاسية، خلال الأعياد والمناسبات المختلفة.
وأكد بُناة مشروع السد العالى لـ"اليوم السابع"، أنهم كانوا يتذكرون جيداً تلك الأيام التى يزورهم فيها الرئيس عبد الناصر بهذه السيارة المكشوفة، مؤكدين أنه كان دائم الزيارة للمشروع ومتابعته فى كل مراحله منذ بدء العمل فيه 1960، ثم تحويل مجرى النيل 1964، حتى وفاته واستكمال راية المهمة من بعده للرئيس الراحل محمد أنور السادات، حتى تم افتتاح المشروع فى 1971.
وأضافوا، أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كان الجميع يحبه وكان هو يحب السد العالى ويعتبره ابنه الذى يرعاه لأنه كان بمثابة التحدى للغرب بعد أن رفضوا تمويل المشروع، وكانت زيارة بالسيارة الشهيرة مكررة باستمرار وكان يركب معه سفراء وخبراء من روسيا وكذلك الوزير صدقى سليمان وزير السد العالى وقتها.
وبحسب المعلومات التى أفادت بها المهندسة إيرين فايز، مدير عام المركز الثقافى الأفريقى "متحف النيل" سابقاً، لـ"اليوم السابع"، فإن السيارة كانت مخصصة للوزير المهندس محمد صدقى سليمان وزير السد العالى آنذاك، ويعد أول وآخر وزير للسد، وكان يستقلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال جولاته التفقدية لمشروع إنشاء السد العالى خلال فترة الستينيات من القرن الماضى.
والسيارة تم تكهينها منذ أكثر من 30 سنة، فى مخازن "الخردة" بوزارة الرى، ونظراً للأهمية التاريخية للسيارة أعطى الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى، توجيهاته بتجديد وصيانة السيارة مرة أخرى وإعادتها بدقة شديدة لوضعها الذى كانت عليه قديماً، باعتبارها رمزا وقيمة تاريخية، ووضعها فى المتحف المكشوف بالسد العالى والتى تم نقلها بعد ذلك للمتحف المكشوف بالمركز الثقافى الأفريقى.
وكلف وزير الرى السابق، الدكتور محمد عبد العاطى، لجنة من وزارة الرى برئاسة المهندس أشرف سيدهم مدير عام الحملة الميكانيكية بوزارة الرى، للبحث عن السيارة التى وجدت فى مخزن تابع للوزارة بمنطقة شبرا وسط أكوام من الخردة، وعلى مدار 10 أشهر كاملة واصل فريق عمل من الوزارة، يضم مهندسين وسائقين وميكانيكيا، محاولات إعادة السيارة إلى حالة جيدة، ونجحوا فى ذلك بتكلفة لا تتجاوز 146 ألف جنيه، وهناك جهود كبيرة بذلت لإعادة السيارة لهيئتها الأصلية التى كانت عليها قديمة، حتى لدرجة استخدام قطع الغيار الأصلية لها، والقطع التى يعجزون عن توفيرها كانت تصنع خصيصاً بالخراطة داخل الورشة الميكانيكية بوزارة الرى.
يشار إلى أن السيارة موديل 1958، ماركة شيفرولية، موديل بِل إير، نادرة الصنع حيث أن محرك السيارات من هذا الطراز كان فى العادة 8 سلندر وهذه السيارة مزودة بمحرك 8 سلندر، بسعة 3 آلاف سى سى، وقدرة 167 حصانا، ولونها بين درجتى الأخضر: "البترولى والكرمبى"، ويبلغ سمك الصاج الذى صُنعت منه، نحو 1.25 ملم، والسرعة القصوى لها نحو 120 كم فى الساعة، لكن سرعتها الفعلية تصل إلى 100 كم فى الساعة، ومزودة بناقل حركة يدوى، بـ 4 سرعات (3 أمامى – والرابع خلفى)، ويبلغ مقاس الإطارات الخاصة بها (15 × 7.25 بوصة)، وتم بيعها لأحد تجار الخردة بـ 1000 جنيه، لكن تراجع المشترى عن شرائها بحجة أنها لا تصلح.
إعادة-تصميم-السيارة-بالشكل-القديم
السيارة-مزار-سياحى
السيارة-من-الداخل
المركز-الأفريقى-بأسوان
سيارة-السد-العالى
سيارة-عبد-الناصر-التاريخية
سيارة-عبد-الناصر-بالمركز
طابلون-السيارة
مقدمة-السيارة
مؤخرة-السيارة
موديل-السيارة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة