كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أبرز 14 ظاهرة فلكية تزين السماء خلال شهر أكتوبر الحالي أبرزها آخر كسوف للشمس في عام 2024 وقمرالصيد وشهب الجباريات واقترانات للكواكب والنجوم.
وقال تادرس فى تصريحات له، إن أولى تلك الظواهر ستظهر غدا الأربعاء وهي كسوف حلقي للشمس لن يرى في مصر، ويحدث عندما يكون القمر في منطقة الأوج (المنطقة البعيدة عن الأرض في المدار) بحيث لا يغطي قرص الشمس بالكامل، فينتج عن ذلك حلقة من الضوء حول القمر المظلم، مكونا حلقة النار كما يسمونه أو الكسوف الحلقي .
وأضاف أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن مسار الكسوف سيبدأ في المحيط الهادئ قبالة سواحل أمريكا الجنوبية، ويتحرك عبر أجزاء من جنوب تشيلي والأرجنتين، كما سيتراءى هذا الكسوف جزئيا في معظم أنحاء جنوب أمريكا الجنوبية.
وأوضح أنه في ذلك اليوم لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل، إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يتراءى أبدا إذ يكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجهه المظلم مواجها للأرض وإلى ان يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد.
ولفت أستاذ الفلك إلي أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار.
وأكد أن أيام المحاق تعد هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة بالنسبة للفلكيين لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة ، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة.
ونوه إلى أن كسوف الشمس عامة لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقا لذلك يحدث هذا الكسوف في نفس يوم المحاق.
وقال الدكتور اشرف تادرس إنه في 5 أكتوبر سيتراءى القمر في ذلك اليوم مقترنا مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية ) حيث يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة بعد غروب الشمس مباشرة باتجاه الغرب ، حيث نجد كوكب الزهرة مع القمر متجاورين في السماء ، وسيظلان هكذا حتى بداية غروبهما في الـساعة الثامنة مساء تقريبا.
وأضاف أنه في 7 أكتوبر سيتراءى القمر في ذلك اليوم مقترنا مع النجم العملاق(قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب بعد غروب الشمس مباشرة، ويمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء حيث يكون القمر جوار ذلك النجم ، ويترافقان معا في السماء إلى أن يبدأ المشهد بالغروب في الـتاسعة مساء تقريبا .
وأوضح أن أنتاريس هو نجم أحمر عملاق يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف، ويبعد عن الأرض بحوالي 600 سنة ضوئية، لافتا إلى أنه في 10 أكتوبر سيتراءى القمر في ذلك اليوم في طور التربيع الأول حيث يتراءى القمر في منتصف مساره في السماء وقت غروب الشمس تقريبا حيث تبلغ نسبة لمعانه 50% .
وأضاف أن الجزء المضيء من القمر يشير دائما إلى اتجاه الشمس حتى لو كانت الشمس تحت الأفق ومن ثم يتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب عند منتصف الليل تقريبا .
وذكر انه في 14 أكتوبر سيترائى القمر مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) حيث نراهما متجاورين بالسماء بعد غروب الشمس مباشرة وسيظلان متجاورين حتى بداية غروب المشهد في الرابعة صباحا تقريبا من صباح اليوم التالي .
وتابع "إنه في 17 أكتوبر سيكتمل القمر (بدر ربيع الآخر) ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم حيث تبلغ نسبة لمعانه 100% ،ويشرق القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي".
وأضاف أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر؛ لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر، موضحا أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم "قمر الصيد" لأنه في هذا الوقت من العام تتساقط أوراق الشجر كاشفة عن الطيور السمينة التي تكون جاهزة للصيد فوق الأشجار، كما يُعرف أيضا باسم قمر السفر والترحال.
وأكد أستاذ الفلك أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة .
ونوه إلى انه في 19 أكتوبر سيشرق كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) عند منتصف الليل تقريبا مقترنا مع النجم بولوكس Pollux في برج الجوزاء/ التوأم ، حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاه الشرق ، وسيظلان هكذا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس في صباح اليوم التالي .
وأشار إلي انه في 20 أكتوبر سيشرق القمر في ذلك اليوم في الـثامنة مساء تقريبا مقترنا مع الحشد النجمي Pleiades (الثريا أو الأخوات السبعة)؛ وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، مبينا بأنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة باتجاه الشرق، ويظل مرئيا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس صباح اليوم التالي .
وذكر الدكتور أشرف تادرس أن حشد الثريا يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض ويتكون من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة ، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبعة .
ولفت إلى انه في 21 أكتوبر؛ ستنير شهب الجباريات السماء، وهي من الزخات الشهابية المتوسطة حيث يصل عدد الشهب فيها إلى 20 شهابا في الساعة عند الذروة .
وأوضح أن شهب الجباريات تأتي نتيجة دخول الأرض في مخلفات غبار مذنب هالي التي تدخل الغلاف الجوي الأرضي وتحترق فيه في صورة شهب، مؤكدا أن أفضل مشاهدة ستكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن ضوء المدينة بعد منتصف الليل ، ولكن قد يحجب ضوء القمر الأحدب بعض الشهب الخافتة في تلك الليلة موضحا أن الشهب تسقط كما لو كانت آتية من كوكبة الجبار وهو سبب تسميتها ، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان أخر في السماء .
وتابع إنه في 24 سبتمبر سيتراءى القمر في هذا اليوم في طور التربيع الثاني حيث يشرق القمر متأخرا بعد منتصف الليل؛ حيث تبلغ نسبة لمعانه 50%، علما بأن الجزء المضيء من القمر يشير دائما إلى اتجاه الشمس حتى ولو كانت الشمس تحت الأفق ومن ثم يصبح القمر في وسط السماء تقريبا عند شروق الشمس.
وأضاف أن القمر سيستمر في التحرك نحو السماء الغربية إلى أن يبدأ بالغروب عند حلول الظهر تقريبا ، أي عندما تكون الشمس في منتصف النهار.
ونوه الدكتور أشرف تادرس إلى انه في 24 أكتوبر سيشرق القمر في الـساعة 11:45 مساء تقريبا مقترنا مع كوكب المريخ (الكوكب الرابع بعدا عن الشمس ، ويشتهر بالكوكب الأحمر أو كوكب الحرب) ، وفي نفس الوقت يكون القمر مقترنا مع النجم بولوكس Pollux في برج الجوزاء/ التوأم ، وهو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية .
وأشار إلي أنه سيتم رؤية هذا الاقتران الثلاثي الرائع بالعين المجردة السليمة في السماء إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس في صباح اليوم التالي .
ولفت الى انه في 25 أكتوبر سيشرق القمر في ذلك اليوم بعد الـساعة الواحدة صباحا تقريبا مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان، لكن لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة ننصح باستخدام تلسكوب صغير.
وأوضح أن هذا الاقتران سيظل مرئيا بالتلسكوب حتى يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس ،منوها الى أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها عالم الفلك "جاليليو" لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 إذ تمكن من رؤية 40 نجما فقط .
ولفت إلى أن آخر الظواهر الفلكية لشهر أكتوبر ستحدث يوم 26 حيث سيتراءى كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية ) مقترنا مع النجم العملاق أنتاريس أو قلب العقرب بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل في ذلك اليوم .
وأضاف أن هذا الاقتران سيظل مرئيا بالعين المجردة السليمة حتى غروب المشهد في الـ 7:50 مساء تقريبا ،موضحا أن أنتاريس (قلب العقرب) هو نجم عملاق أحمر تبلغ كتلته 10 أضعاف كتلة الشمس ويبعد عنا 600 سنة ضوئية .