370 يوما، ومازالت الانتهاكات مستمرة في كل الأراضي الفلسطينية، وعلى رأسها قطاع غزة، في ضوء العديد من العديد من الغارات التي تشنها قوات الاحتلال وحالة الحصار التي تنفذها بحق السكان، الذين باتوا يواجهون الموت والدمار والتشرد، يوما بعد يوم، وسط تقاعس دولي، يبدو متجاهلا لأبسط حقوق الإنسان، ليضع دول العالم في مأزق أخلاقي ربما يصعب تداركه في المستقبل، حيث بلغ عدد الشهداء القطاع 72 شهيدا خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
ففي غزة، استشهد 8 مواطنين وأصيب أخرين في مناطق شمال وجنوب القطاع، من بينهم 5 من عائلة واحدة، خلال قصف الاحتلال لمدينة خان يونس، ثلاثة أخرين في مخيم جباليا.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فإن مدفعية الاحتلال استهدفت منازل المواطنين شمال مخيم النصيرات، ومخيم البريج وسط قطاع غزة، ومحيط منطقة التوام والعطاطرة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ومحيط شارع 8 جنوب حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
كما نسف جيش الاحتلال مبانٍ سكنية في منطقة التوام شمال قطاع غزة، فيما شنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت أرض البراوي مقابل بنك فلسطين بمنطقة الشيخ زايد شمال القطاع.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال يفرض حصارا مطبقا على شمال قطاع غزة ويعزله عن مدينة غزة بشكل كامل، ويمنع منذ الأحد الماضي دخول الإمدادات الأساسية إلى شمال القطاع.
كما استشهد عدد من الفلسطينيين، في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين غربي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بينما استشهد شخصين في قصف استهدف مدينة رفح الفلسطينية.
ومن جانبه، أكد الدفاع المدني بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصارا مطبقا على شمال القطاع ويعزله عن مدينة غزة بالكامل.
وأشار إلى أن الاحتلال يمنع منذ الأحد الماضي دخول الإمدادات الأساسية إلى شمال غزة.
وأوضح الدفاع المدني أن القصف المستمر والعنيف يحول دون انتشال عشرات الجثث من الطرقات في شمال قطاع غزة.
وقال إن الاحتلال دمر البنية التحتية في محافظة شمال غزة وجعل التنقل أمرا شبه مستحيل، وحذر من أن إخلاء مستشفيات شمال القطاع قد يؤدي إلى انهيار كامل في النظام الصحي.
بينما حذر ممسؤولون أمريكيون جراء أزمة إنسانية كبيرة في قطاع غزة، جراء نقص حاد في المواد الغذائية، وذلك خلال اجتماعهم مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين.
وفي الضفة الغربية، بثت منصات فلسطينية محلية مشاهد توثق استمرار قوات الاحتلال في اقتحامها لمخيم الفارعة بطوباس منذ الساعات الأولى من اليوم الخميس.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينة عن مصادر بالهلال الأحمر أن "قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي على بؤرة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر داخل المخيم، وطالبت الطواقم والمتطوعين بإغلاق البؤرة والانسحاب منها."
وأفادت قناة القاهرة الإخبارية فى خبر عاجل لها قبل قليل، عن تنفيذ إضراب شامل في مدينة نابلس، وذلك بعد اغتيال القوات الخاصة الإسرائيلية لأربعة مقاومين.
ومن جانبها، قالت مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوتن، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، إن "قطاع غزة أصبح موطناً لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث."
وأضافت دوتن، في الاجتماع الذي بحث الأوضاع الإنسانية في غزة، أن "كل يوم يفقد 10 أطفال إحدى الساقين أو كليهما"، مشيرة إلى أن "احتمالات أن تتعرض النساء الحوامل للإجهاض تزداد بمقدار 3 مرات، وأكثر عرضة بثلاث مرات للوفاة بسبب الولادة."
وأكدت المسؤولة الأممية أن "أوامر الإخلاء التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية مؤخراً لمناطق واسعة من شمال غزة، إلى جانب العمليات البرية المكثفة، تهدد بمزيد من الموت والدمار والنزوح الجماعي للمدنيين"، وأضافت: "مرة أخرى، تسود حالة من الفوضى المطلقة، بينما يراقب العالم ما يحدث."
وشدد المسؤولة الأممية على أنه "من المفترض أن أوامر الإخلاء تهدف إلى حماية المدنيين، ولكن ما يحدث هو العكس تماماً. وكما قلنا مرات عديدة، لا يوجد مكان آمن في غزة."
وأعربت عن القلق العميق إزاء التشريع المطروح في إسرائيل حالياً لوقف أنشطة "الأونروا"، وقالت إن "هذا من شأنه أن يكون كارثياً على تقديم المساعدات والخدمات الأساسية لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية."