تتميز محافظة كفر الشيخ بكونها محافظة تحتوي على الكثير من المواقع السياحية، فهناك السياحة الدينية والساحلية والآثار المتعددة، وتنفرد مدينة فوه عن بقية مدن المحافظة، لامتلاكها ثلث الآثار الإسلامية في مصر.
ومدينة فوه إحدى مراكز محافظة كفر الشيخ وتقع على الشاطئ الشرقي لفرع رشيد وتبعد عن مدينة دسوق بمسافة 12 كيلو متر،وقد جاء في معجم البلدان إنها سميت بهذا الاسم نسبة للعروق التي تصبغ بها الثياب الحمر.
مسميات مدينة فوه عبر العصور
وذكر شامبليون أن مدينة فوه وضعها بطليموس على الشاطئ الشرقي لفرع رشيد كما ذكر أنها كانت تسمى في العصر الفرعوني " ميتليس " وترجع نشأتها إلى عصر أبسماتيك حيث كان الموقع على البحر المالح وكان مرسى للسفن ، ثم إن البحر المالح آخذ في البعد عنها حتى صار بعدها عن البحر سنة 1777م تسعة فراسخ.
وفى عام 1826م أنشئ قسم بلاد الأرز غربا وجعلت مدينة فوه مقرا له وفى عام 1871 م سمى بمركز بلاد الأرز وعرف بعد ذلك بمركز فوه عام 1896م ثم صارت هذه المدينة في العصور التالية في غاية العمارة والثروة حتى إنها كانت في القرن الخامس عشر الميلادي أعظم مدينة بعد القاهرة.
وقد ذكر العالم الفرنسي بلون الذي زار مصر عام1530م أنه كان بمدينة فوه عدة قناصل للدول الإفرنجية وكان ميناء فوه مجمعا للمراكب القادمة والمقلعة بأنواع البضائع في النيل وفى خليج الإسكندرية وبسبب قربها من مدينة كانوب " أبى قير " .
ولما أهمل خليج الإسكندرية وتعطل سير السفن به تحولت التجارة عنه وصارت تتبع فرع رشيد فكانت سببا في ثروة فوه وعمارتها.
مكانة فوه في عصر محمد علي
وفى عصر محمد على نالت فوه عناية على يديه فأصبحت فوه مدينة صناعية لها شهرتها وامتلأت بالمساجد والعمائر الكبيرة ومن أشهر صناعتها صناعة الطرابيش حيث كانت تنتج في الشهر نحو مائة وأربعة وعشرين ألف طربوش في جودة الطربوش المغربي.
كذلك صناعة الكليم والسجاد هذه الحرفة التي ما زالت متوارثة بين أبناء فوه حتى الآن ، ومن أشهر صناعات فوه صناعة المنسوجات والملابس حيث أنشئ محمد على مصنعا للكتان ومحلجا للقطن وغزله.
كما اشتهرت فوه بالحرف الخشبية كالمنابر والمشربيات واشتهرت فوه أيضا بحرفة صيد الأسماك وصناعة السفن ومراكب الصيد وفى الوقت الحاضر بدأت فوه تستعيد مكانتها حيث يتم تصدير منتجاتها وترميم آثارها، وكذلك تميزت فوه بانها تحتوى على العديد من أنواع العمائر الاسلامية ما بين دينية وتجارية وصوفيه ومدنية وجنائزية.
التكية الخلوتيه
تقع بميدان سوق الجمعة، ويرجع التاريخ الأصلي لبناء التكية الخلواتية بفوه إلى عام 1100 هو، وللتكية مدخل واحد بالطوب المنجور ، ويتوجه عقد ثلاثي مدائني ، يؤدى الباب ذو المصراعين إلى طرقة طويلة ،وينقسم المبنى إلى جزئين : فإلى اليمين بالطابق الأول جزء عبارة عن دورة للمياه وخزان لتخزين المياه يعلوه في الطابق الثاني زاوية للصلاة وحجرة لتحفيظ القرآن، وإلى الجانب الأيسر بالدور الأرضي عبارة عن مجموعة حجرات في صف واحد كانت تستخدم لإقامة المشايخ والوافدين إلى المدينة من محبي الطريقة الخلوتية ويؤدى إلى الدور الثاني سلم بنى بالطوب يؤدى إلى حجرتين كانتا لتجميع المشايخ والدراويش وحلقات للفقهاء ورواة الحديث.
تنتهي هذه الطرقة التي تمتد من المدخل وبطول المبنيين السابقين والمسقوفة بالخشب بعقدين مدببين الأيمن فتحته أكبر من الأيسر ويفصل بين العقدين عمود رخامي ، تؤدى فتحتا العقدين إلى فناء مكشوف خال من المباني ، وعلى اليسار توجد قبة الشيخ عطية ريحان التي تعلو ضريحه وهى بصلية كطراز القباب بفوه وواجهتها بالطوب المنجور وبجدار الضريح توجد حجرة صغيرة بها دولاب حائطي له ارفف ربما كانت هذه الحجرة تستخدم كمكتبة .
ربع الخطايبة
يقع بميدان سيدي أبو المكارم بمواجهة مسجد أبو المكارم، تاريخ إنشاءه أوائل القرن 13ه-19م، يتكون الربع من ثلاثة طوابق الأرضي ويحتوي على أربع قاعات مستطيلة إلى جانب مدخلين أحدهما وهو الرئيسي ويقع في الضلع الجنوبي الشرقي ويصعد إليه بواسطة أربع درجات من الحجر تؤدي إلى فتحة الباب الذي يليه مباشرة السلم المؤدى إلى الدور الأول العلوي بواسطة ستة عشر درجة بالأجر والخشب وقد كسيت بعضها ببلاطات الحجارى ويعلو فتحة الباب نافذة مربعة بها مصبعات حديدية.
أما الطابق الثاني فيتكون من ست قاعات ذات نوافذ تشرف منها على الخارج تحتوى كل نافذة على ستائر من الخشب الخرط الصهريجى المائل، القاعة الأولى على يسار الصاعد بالسلم بها نافذتان، والقاعة الثانية على اليمين بها نافذتان أيضا ولهذه القاعة باب آخر يؤدى إلى ممر يفتح نه أبواب القاعات الأخرى ومرافق هذا الطابق من دورات مياه ومطبخ وينتهي هذا الممر بفتحة نافذة تطل على شارع الوكالة جهة الشرق تحتوى على ستارة خشبية أيضا ، وتتميز القاعة الثانية بوجود نافذتين خشبيتين يعلوهما نافذتان أطول، والقاعة الثالثة المجاورة فيها ثلاث فتحات الوسطى في مستوى منخفض عن اليمنى واليسرى اللتين تبدأن عند نهاية الوسطى، والقاعة الرابعة التي تشغل الركن الجنوبي الشرقي فيها نافذتان جهة الجنوب وثلاث نوافذ جهة الشرق والجدير بالذكر أن فتحات مزغلية ثلاث مستطيلة ضيقة توجد بالطابق الأرضي بالقاعة الأولى والثانية والرابعة ، وكل النوافذ في هذا الطابق بالواجهة الجنوبية لشرقية تبدأ على فتحات الأبواب.
أما الطابق الثاني العلوي " الثالث " فمساحته تزيد عن مساحة الطابق الثاني حيث يبرز عن سمت الواجهة الرئيسية بواسطة عروق خشبية " كوابيل " ولكن في غير استقامة، أما الأرضيات بالبلاط الحجارى، ويلاحظ في قاعات هذا الطابق إنها مساوية لعدد القاعات أسفلها إلا أن الممر اختفى بين القاعات الشرقية مع جعل المساحة أعلى السلم الشرقي قاعة صغيرة وإلغاء القاعة التي كانت تشغل أمام هذه المساحة، أما النوافذ في هذا الطابق فمن الخشب الخرط المتعدد الأنواع صهريجي ومعقلي وميمونى، ونجدها في الواجهة الرئيسية زوجية من أسفل يعلوها فتحة ثالثة مربعة وكلها مغطاة بستائر خشبية " ، والقاعة الكبرى الشرقية أرضيتها مرتفعة قليلا وكذلك القاعة المجاورة لها جنوبا والتي تفتح على قاعة ثالثة بواسطة باب .
وهذه الأخيرة اقتطع منها جزء يرقى عليه السلم المؤدي إلى السطح واستغل أسفله كخزانة ذات باب خشبي كما يوجد دولاب حائطي في القاعة الشرقية الكبرى مقسم إلى خوزنقات من ثلاثة صفوف وكذلك يوجد دولاب مماثل في نفس الجدار للقاعة المجاورة القبلية، ويبلغ عدد درجات قلبه السلم الباقية والموصلة من هذا الطابق إلى السطح تسع درجات .
واجهة وكالة حسين مأجور
تقع بجوار ربع الخطابية مباشرةً، تم إنشاؤها في عام 1265ه، وسميت بهذا الاسم نسبة لصاحبهاحسين أحمد ماجور، وتقع هذه الوكالة خلف ربع الخطابية وهي الوكالة الثانية المتبقية في الوجه البحري بعد وكالة السلطان الغوري بالمحلة الكبرى ويتوج حجر الباب الرئيسي عقد بيضاوي وبوسط حجر المدخل الباب وهو باب له خوخة يعلوه عتب من الخشب به نص التأسيس، ونص التأسيس هنا يتكون من سطرين كل سطر مقسم إلى نصفين بواسطة إطارات محفورة في الخشب ومن المعتاد في نصوص التأسيس أن كل نصف يكلمه في المعنى النصف الذي يليه في السطر نفسه ولكن نص التأسيس هنا كل نصف سطر علوي يكمله نصف السطر السفلي في المعنى ونص التأسيس الخاص بالوكالة،
بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذا المكان المبارك، نصر من الله وفتح قريب الفقير / حسن أحمد ماجور سنة 1265هـ ،وعلي يسار الباب الرئيسي باب كبير من فردتين ( ضلفتين ) زخرفا بالحفر المكشوف بأشكال المعقلي العدل يحيط بها معينات متتالية محفورة كإطار زخرفي لها.
التكية بفوه
بوابة مصنع الطرابيش
جانب من مسجد بفوه
جانب من أحد المساجد بفوه
ربع الخطابية
قبة مسجد أبو المكارم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة