منحت جائزة نوبل للسلام لمنظمة نيهون هيدانكيو اليابانية "Nihon Hidankyo" ، حيث أشادت لجنة نوبل بالمنظمة لدعم الناجون من القنبلة الذرية من هيروشيما وناجازاكي ولعملها على تحقيق عالم خالي من الأسلحة النووية وإثباتها من خلال شهادات أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مرة أخرى.
وقالت لجنة نوبل انه في أعقاب الهجمات بالقنابل الذرية في أغسطس 1945، نشأت حركة عالمية عمل أعضاؤها على رفع مستوى الوعي بالعواقب الإنسانية الكارثية المترتبة على استخدام الأسلحة النووية. وتدريجياً، تطورت قاعدة دولية قوية، وصمت استخدام الأسلحة النووية باعتباره أمراً غير مقبول أخلاقياً. وقد أصبحت هذه القاعدة تُعرف باسم "المحرمات النووية"، وأشارت الى ان شهادة الهيباكوشا ــ الناجين من هيروشيما وناجازاكي ــ فريدة من حيث ساعد هؤلاء الشهود التاريخيون في توليد وتعزيز المعارضة الواسعة النطاق للأسلحة النووية في مختلف أنحاء العالم من خلال الاستعانة بقصص شخصية، وإنشاء حملات تعليمية تستند إلى تجربتهم الخاصة، وإصدار تحذيرات عاجلة ضد انتشار الأسلحة النووية واستخدامها.
وأشارت اللجنة النرويجية انها ترغب في الاعتراف بحقيقة مشجعة واحدة: لم يتم استخدام أي سلاح نووي في الحرب منذ ما يقرب من 80 عاماً حيث ساهمت الجهود غير العادية التي بذلها نيهون هيدانكيو وممثلون آخرون للهيباكوشا بشكل كبير في ترسيخ المحظور النووي. ومن المثير للقلق أن هذا المحظور ضد استخدام الأسلحة النووية يتعرض اليوم لضغوط.
وذكرت اللجنة إن القوى النووية تعمل على تحديث وترقية ترساناتها؛ ويبدو أن دولاً جديدة تستعد للحصول على أسلحة نووية؛ ويتم إطلاق التهديدات باستخدام الأسلحة النووية في حرب مستمرة. وفي هذه اللحظة من تاريخ البشرية، يجدر بنا أن نذكر أنفسنا بما هي الأسلحة النووية هي الأسلحة الأكثر تدميراً التي شهدها العالم على الإطلاق وتتمتع ايوم بقوة تدميرية أعظم كثيراً. فهي قادرة على قتل الملايين وستؤثر على المناخ بشكل كارثي. وقد تدمر الحرب النووية الحضارة.
وقالت نوبل النرويجية ان جوهر رؤية ألفريد نوبل هو الاعتقاد بأن الأفراد الملتزمين يمكنهم إحداث فرق. ومن خلال منح جائزة نوبل للسلام لهذا العام لنيهون هيدانكيو، ترغب اللجنة في تكريم جميع الناجين الذين اختاروا، على الرغم من المعاناة الجسدية والذكريات المؤلمة، استخدام تجربتهم المكلفة لزراعة الأمل والمشاركة من أجل السلام.
وقدمت نيهون هيدانكيو آلاف الروايات، وأصدرت قرارات ونداءات عامة، وأرسلت وفودًا سنوية إلى الأمم المتحدة ومجموعة متنوعة من مؤتمرات السلام لتذكير العالم بالحاجة الملحة لنزع السلاح النووي.
ذات يوم، لن يكون الهيباكوشا بيننا كشهود على التاريخ. ولكن بفضل ثقافة التذكر القوية والالتزام المستمر، تحمل الأجيال الجديدة في اليابان تجربة ورسالة الشهود. وهم يلهمون الناس ويعلمونهم في جميع أنحاء العالم. وبهذه الطريقة، يساعدون في الحفاظ على المحرمات النووية - وهو شرط أساسي لمستقبل سلمي للبشرية.
قرار منح جائزة نوبل للسلام لعام 2024 إلى نيهون هيدانكيو راسخ بشكل آمن في وصية ألفريد نوبل حيث تنضم جائزة هذا العام إلى قائمة متميزة من جوائز السلام التي منحتها اللجنة سابقًا لمناصري نزع السلاح النووي والحد من الأسلحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة