تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني لليوم الـ372 من الحرب التي بدأتها في السابع من أكتوبر عام 2023، حيث تستمر المقاتلات الحربية في قصفها لمختلف مناطق القطاع مخلفة أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، وترتكب قوات الجيش المجازر التي بلغت 5 يوم السبت، ما أسفر عن استشهاد 49 شخصا و219 أخرين، ومع بداية الأيام الأولى من العام الثاني للعدوان، أعلن جيش الاحتلال عن عملية برية مكثفة على "جباليا" حيث يواصل حصاره برا وبحرا وجوا لليوم السابع على التوالي، ويحاوط مخيمها وسط عمليات نسف مربعات سكنية كاملة.
دمار غزة
وتزداد الأوضاع الإنسانية خطورة في شمال غزة وتحديدا في مخيم جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، بالتزامن مع منع إدخال إمدادات الغذاء والدواء والمياه للمواطنين؛ وصعوبة دخول طواقم الإسعاف لانتشال جثامين الشهداء ونقل الجرحى.
واستشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، السبت، في القصف الصاروخي والمدفعي على جباليا ومخيمها، ومناطق الصفطاوي، والتوام، شمال قطاع غزة.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوامر نزوح جديدة لسكان جباليا، بيد أن المواطنين يصرون على البقاء، وعدم النزوح إلى الجنوب.
وطالب الاحتلال الفلسطينيين في منطقة سماها "D5"، وهي: جباليا النزلة شمال قطاع غزة، وصولا إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة، وهي مناطق الصفطاوي، وأجزاء من حي الشيخ رضوان، بالإخلاء فوراً عبر شارع صلاح الدين باتجاه المنطقة الإنسانية- على حد زعمه جنوب القطاع.
والمنطقة المستهدفة تشمل أيضا المآوي الموجودة فيها، حيث يقطن في هذه المناطق عشرات الآلاف من المواطنين، إضافة إلى أن الآلاف نزحوا إليها من مخيم جباليا وبلدات جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون، مع بداية اجتياح الإسرائيلي لها قبل أسبوع.
فلسطينيون في منازلهم المدمرة
وفي مجزرة دامية ارتكبها الاحتلال، في جباليا البلد ليلة السبت، استشهد خلالها 22 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 90 آخرين، إثر قصف الاحتلال مربعا سكنيا في محيط المسجد العمري، وهاجم جيش الاحتلال جباليا بريا مرتين سابقتين في ونوفمبر، وديسمبر من العام الماضي، وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023.
ويشهد شمال قطاع غزة عدوانا عنيفا يستهدف البنية التحتية والطرقات، وما تبقى من منازل المواطنين، فضلًا عن عزل المناطق عن بعضها، يتزامن ذلك مع حملة تجويع ممنهجة ومنظمة، تمثلت بمنع إدخال إمدادات الطعام والدواء والمياه والوقود، واستهداف المخابز، وجوا، تستهدف طائرات الاحتلال المسيرة أي حركة للمواطنين على الأرض بإطلاق الرصاص بشكل كثيف وعشوائي.
من جانبها عبرت اللجنة المركزية لحركة "فتح" عن رفضها المطلق للعجز العالمي الذي تواجه به حرب الإبادة المفروضة على أهلنا في كل مكان، ليكون شمال قطاع غزة أحد أحدث فصولها.
جثامين الشهداء
وأكدت المركزية، في بيان، صدر السبت، أن هذا الحال لا يشكل إمعاناً في الجريمة التي ترتكبها حكومة نتينياهو فحسب، وإنما فشلاً دولياً واضحاً في صد العدوان، ودليلاً قاطعاً على إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على استمرارها في توفير الدعم لدولة الاحتلال، بما يشمل تزويدها بالأسلحة المحرمة دولياً، وتفعيل حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وضمان استدامة فصول الجريمة بكامل أبعادها.
وحيّت اللجنة المركزية جموع الشعب الفلسطيني في كامل مواقع الثبات، مؤكدة أن صمود أهلنا في قطاع غزة والقدس والمدن والقرى والمخيمات والمضارب والأغوار، وثبات جموع الأسرى الأبطال، من شأنه أن يفشل مشروع حكومة التطرف في تل أبيب.
كما شددت على ضرورة تنفيذ القرارات الأممية، بما فيها تلك الصادرة عن الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية.
ودعت مركزية "فتح" إلى أوسع تحرك أممي لوقف الظلم المفروض على فلسطين وشعبها، مع ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ أهلنا في شمال قطاع غزة جراء تسارع وتيرة الإبادة بحقهم، وكذلك أهلنا في شمال الضفة الغربية.
الدماء في غزة
وأكدت أهمية التلاحم الفوري داخلياً وخارجياً في مواجهة أشرس هجمة صهيونية متواصلة، والتي تمتد من حرمان شعبنا من قطاف زيتونه، إلى حرمانه من كامل مقومات الحياة، وهو ما يستوجب تكثيف الجهود لمنع حكومة الاحتلال من تنفيذ خططها الواهمة، والتي باتت اليوم تتجاوز حدود فلسطين إلى لبنان العزيز، ومعظم دول المنطقة، وسط دعوات صهيونية واضحة لتوسيع نطاق أسرلة العالم العربي عبر التفرد بالفلسطينيين، وتوسيع نطاق الجرائم المتواصلة.
بدورها قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها إلى المستشفيات 49 شهيدا و219 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأوضحت في بيان السبت، أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وكشفت عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 42,175 شهيد و98,336 مصاب منذ السابع من أكتوبر الماضي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة