سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 أكتوبر 1906.. دار سعد زغلول تشهد أول اجتماع لإنشاء الجامعة المصرية والمجتمعون يكتتبون 4485 جنيها مصريا للمشروع وينتخبون لجنة تحضيرية

السبت، 12 أكتوبر 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12 أكتوبر 1906.. دار سعد زغلول تشهد أول اجتماع لإنشاء الجامعة المصرية والمجتمعون يكتتبون 4485 جنيها مصريا للمشروع وينتخبون لجنة تحضيرية سعد زغلول
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان الوقت مساء 12 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1906، حين غص المكان فى دار سعد زغلول بك بمن حضروا لمناقشة موضوع إنشاء جامعة مصرية، حسبما يذكر أحمد شفيق باشا، رئيس ديوان الخديو عباس الثانى، فى الجزء الأول من مذكراته «مذكراتى فى نصف قرن».


كان الحاضرون رجال قضاء وعلم وسياسة وجاه، منهم قاسم أمين بك، وحفنى ناصف بك، ومحمد فريد بك، وعلى فهمى بك، وحسن سعيد بك، وزكريا نامق أفندى، والشيخ عبدالعزيز جاويش، وأحمد رمزى بك، وحسن جمجوم بك، وحسين السيوفى باشا، ومحمد عثمان أباظة بك، ومحمد راسم بك، وحسين أبوحسين بك، ومحمود الشيشنى بك، ومحمد يوسف بك، وحنفى ناجى بك، ومحمد هاشم بك.


يذكر شفيق باشا أن الحاضرين تشاوروا فى حماسة ويقين، وبلغ اكتتابهم 4485 جنيها مصريا، وقرروا انتخاب لجنة تحضيرية من حضرات سعد زغلول بك وكيلا، وقاسم أمين بك سكرتيرا، وحسن سعيد بك أمينا للصندوق، والأعضاء مصطفى كامل الغمراوى بك، ومحمد بك عثمان أباظة، ومحمد بك راسم، وحسن بك جمجوم، وحسن باشا السيوفى، وأخنوخ أفندى فانوس، وزكريا نامق أفندى، ومحمود بك الششينى، وقرروا نشر الدعوة فى جميع الصحف المحلية، وتسمية هذه الجامعة بالمصرية.


كان الاجتماع خطوة عملية مهمة فى مشروع الجامعة، الذى مر بمراحل متعددة منذ أن بدأت فكرة أطلقها مصطفى كامل، وفقا لما يذكره عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «مصطفى كامل.. باعث الحركة الوطنية»، مؤكدا أنه طالب فى جريدة اللواء، 26 أكتوبر 1904، بإنشاء جامعة مصرية بأموال الأمة، ودعا المفكرين وأصحاب الرأى إلى موافاته بآرائهم وطريق الوصول إلى تحقيقه، وفى يناير 1905 عاود الدعوة إلى المشروع، واقترح أن تسمى الجامعة «كلية محمد على» لمناسبة مرور مائة سنة ميلادية على ولاية محمد على باشا عرش مصر «13 مايو 1805 ».


يضيف «الرافعى»: «أيد الأمير حيدر فاضل دعوة مصطفى كامل، فكتب سنة 1905 فى تحبيذ المشروع، واستنهض همم الأمراء والأغنياء إلى الاكتتاب له، وجمعت له فعلا فى سنة 1905 الاكتتابات من بعض الأمراء والسراة بلغت نحو ثمانية آلاف جنيه، ثم وقف المشروع لعدم تعضيد الخديو، لكن الدكتور عبدالعظيم رمضان يذكر فى مقدمته لمذكرات سعد زغلول، أن الفكرة طرحت على الرأى العام منذ عام 1900، ثم تبناها مصطفى كامل على صفحات اللواء عام 1904، ويرى أن مدرسة الشيخ محمد عبده هى المهد الذى ولدت فيه من الناحية التنفيذية، ويذكر أن الشيخ محمد عبده كان يعمل على تنفيذ الفكرة عن طريق إقناع أحد أعيان الغربية، وهو أحمد المنشاوى باشا، الذى كان من مؤيدى الثورة العرابية بإنشاء الجامعة على نفقته الخاصة، وتحمس للفكرة على أساس بنائها خارج القاهرة على أطيانه، وفى هذا الغرض خاطب الشيخ محمد عبده مجلس النظار لكى يبيع للمنشاوى باشا 10 آلاف فدان من ملك الحكومة، فيوقفها هذا على بناء الجامعة ونفقاتها، على أن وفاة المنشاوى باشا ثم وفاة الشيخ محمد عبده فى 11 يوليو 1905 أوقف الفكرة.


يذكر شفيق باشا أن الأستاذ أحمد حافظ عوض عرض على صفحات جريدة المؤيد نقاشا ومناظرة عام 1905 فى موضوع «أى أنفع للقطر المصرى فى حالته الحاضرة.. الكتاتيب أم مدرسة كلية عالية؟ » واستدرجت المناظرة كثيرا من الكتاب للاشتراك فيها على صفحات الجرائد المختلفة، وانتهت بغير طائل ولا نتيجة.


يؤكد «شفيق» أن الخطوة الأولى الأساسية فى بناء الجامعة بدأها مصطفى كامل الغمراوى ببنى سويف، بأن نشر نداء فى جميع الصحف العربية والإفرنجية بمصر فى 30 سبتمبر 1906، داعيا لفكرة الجامعة مهيبا بالقادرين من الأمة أن ينزلوا الميدان، وقال فى النداء: «لاعتقادى بأن على كل منا دينا لوطنه يجب وفاؤه وعدم المماطلة فيه بادرت للاكتتاب بـ500 جنيه أفرنجى لمشروع إنشاء مدرسة جامعة مصرية، وطرح 4 شروط لها وهى ألا تختص بجنس أو دين، بل نكون لجميع سكان مصر على اختلاف جنسياتهم وأديانهم فتكون واسطة للألفة بينهم، وأن تكون إدارتها فى السنين الأولى فى أيدى جماعة ممن يصلحون لإدارة مثل هذا المعهد العلمى الكبير، وأن يكتتب على الأقل 1000 من سكان مصر كل منهم بمبلغ لا يقل عن 100 جنيه، ويجوز أن يزيد هذا المبلغ إلى ما شاء الواهب وحبه لوطنه وللإنسانية، وأن يقام بناء هذه المدرسة فى بقعة خلوية من أجمل بقاع مصر على شاطئ النيل، وتعمل لها حديقة من أجمل الحدائق ».


يختتم «الغمراوى» هذا النداء بدعوة للإفاقة، قائلا: «إذا لم يجب هذا النداء 1000 من أغنياء مصر، وهم ألوف عديدة، فلنخبئ وجوهنا أمام كل الأمم، ولنعترف بأننا عاجزون عن مباراة الأجانب فى مضمار الحياة الأدبية والمادية».







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة