يري كبير الاقتصاديين رالف أوسا، أن تحديث أكتوبر لتوقعات وإحصاءات التجارة العالمية الصادرة عن منظمة التجارة العالمية يؤكد من جديد إلى حد كبير توقعات أبريل، مما يشير إلى انتعاش تدريجي في تجارة البضائع على الرغم من اتساع نطاق الصراعات الإقليمية وزيادة عدم اليقين بشأن السياسات. ومع ذلك، على المستوى الإقليمي، شهدنا تجارة أوروبية أضعف من المتوقع وصادرات آسيوية أقوى من المتوقع.
ومنذ التقرير الأخير، بحسب الموقع الرسمي لمنظمة التجارة العالمية انخفض التضخم، كما كان متوقعا، في الاقتصادات المتقدمة، مما دفع البنوك المركزية إلى البدء في خفض أسعار الفائدة.
وتوقعنا أن تؤدي هذه التطورات إلى تعزيز الاستهلاك والاستثمار، وبالتالي زيادة الطلب على الواردات. وعلى وجه الخصوص، توقعنا أن تقود الاقتصادات الآسيوية انتعاش التجارة، في حين ستساهم أمريكا الشمالية وأوروبا ومناطق أخرى بشكل أكثر تواضعا، ولكن بشكل إيجابي.
وبشكل عام، فقد تحققت هذه التوقعات، نتوقع الآن زيادة بنسبة 2.7% في حجم تجارة البضائع العالمية في عام 2024، وهو ارتفاع طفيف عن تقديراتنا السابقة البالغة 2.6% ومع ذلك، تم تعديل التوقعات لعام 2025 نزولاً من 3.3% إلى 3.0%.
ومن المرجح أن يكون نمو التجارة في عامي 2024 و2025 مصحوبا بنمو حقيقي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.7% بأسعار صرف السوق، هذا العام والعام المقبل.
وفي حين ظلت الأرقام الإجمالية للتجارة العالمية والإنتاج مستقرة، فقد بدأت تظهر تحولات ملحوظة في نمو التجارة الإقليمية. كما تكثفت المخاطر السلبية التي تهدد التوقعات، خاصة مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من تعطيل التدفقات التجارية.
هناك اختلافان رئيسيان يبرزان بين التوقعات الحالية والتوقعات السابقة ، فأولا، كان نمو التجارة في الاقتصادات الأوروبية أضعف من المتوقع، مما أثر على كل من الواردات والصادرات. ثانياً، كان نمو الصادرات في الاقتصادات الآسيوية أقوى من المتوقع.
و من المتوقع أن تساهم آسيا أكثر من أي منطقة أخرى في نمو الصادرات العالمية في عام 2024، مضيفة 2.8 نقطة مئوية إلى النمو المتوقع في الصادرات بنسبة 3.3%.
ومن المتوقع أيضًا أن تساهم المنطقة بنسبة 1.4 نقطة مئوية في نمو الواردات المتوقع لهذا العام بنسبة 2.0%. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تساهم أمريكا الشمالية بنسبة 0.6 نقطة مئوية في نمو الواردات في عام 2024، مما يعوض جزئيًا مساهمة أوروبا السلبية البالغة -0.8 نقطة مئوية. وينبغي أن تستقر المساهمات التجارية الإقليمية في عام 2025، لتتماشى بشكل أوثق مع الاتجاهات المتوسطة الأجل.
وكان أداء الصادرات الأقوى من المتوقع في آسيا مدفوعا بزيادة صادرات الإلكترونيات ومنتجات السيارات والسلع المصنعة الأخرى من الصين، حيث سجلت اقتصادات آسيوية أخرى مثل الهند وفيتنام وسنغافورة أيضا نموا قويا في الصادرات. وعلى الجانب السلبي، كان انخفاض صادرات أوروبا راجعاً إلى انكماش قطاعي السيارات والمواد الكيميائية، وكلاهما يتركز في ألمانيا.
ولا تزال آفاق تجارة الخدمات أكثر إيجابية من تلك الخاصة بالسلع، مع ارتفاع قيمة تجارة الخدمات التجارية العالمية بالدولار الأمريكي بنسبة 8% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024. وسيتم إصدار المزيد من بيانات الخدمات الشاملة في وقت لاحق من هذا الشهر، ولكن ومن المتوقع استمرار النمو القوي في الربع الثاني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة