واحد من أكثر الجماعات تطرف في صدر الإسلام، وكانت سببا كبيرا في الانقسام التي شهدته الأمة في مهدها، كانت "الخوارج" الذي اغتالوا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والذين عرف عنهم التعصب لأقوال الأشخاص والمذاهب والطوائف اتباعًا للهوى، والغلو فى الدين، والجهل بأحكام الدين ودلالات النصوص، والغلو فى باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مما أدى بهم إلى التكفير فى العقيدة، ةوجوب هجرة الناس واعتزال المجتمع.
هي أقدم فرقة إسلامية حيث ظهرت خلال عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم على يد ذو الخويصرة التميمي الذي أتهم النبي محمد صلى الله عليه و سلم بالظلم في توزيع الغنائم بعد إحدى الغزوات. وأهم عقائدهم التكفير بالذنوب والمعاصي، وإستحلال السيف على المسلمين.
ولعل الظهور التاريخي للخوارج، جاء نتيجة الانقسام الكبير الذي أصاب الأمة لقسمين بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، واقتتال الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه، ومعاوية بن أبي سفيان، ومثل خروج الخوارج حركة رفض للانقسام وإن كانت حركة ضاعفت من أضرار الانقسام.
نشأت من بين مؤيدي علي بن أبي طالب، وأنهم رأوا أنه الإمام الشرعي لمبايعة أهل الحل والعقد له، وحاربوا معه في موقعة الجمل، وظلوا على تأييدهم له ضد معاوية حتى ظهور التحكيم حيث ظهرت مواقفهم المتناقضة من قبول التحكيم ثم رفضه والخروج على علي لقبوله، وكان هذا هو الخلاف الأول بينهم وبين علي.
ولقد جرت مناقشات بينهم وبين علي، وذلك لمحاولة علي إقناعهم بالحجة، وتروي كتب الفرق صورة هذه المناقشات التي ظهر فيها قوة حجة علي ودليله، حتى قرروا قتل الإمام، نتيجة هذا الخلاف الذي وصل إلى حد التشكيك في عقيدة الإمام.
وتقول بعض الروايات إن على بن أبى طالب كان فى الطريق إلى المسجد حين ضربه ابن ملجم، وذكر ابن جرير، وغير واحد من علماء التاريخ والسير وأيام الناس: أن ثلاثة من الخوارج وهم: عبد الرحمن بن عمرو "المعروف بابن ملجم الحميرى" ثم الكندى، حليف بنى حنيفة من كندة المصرى، وكان أسمر حسن الوجه، أبلح شعره مع شحمة أذنيه، وفى وجهه أثر السجود، اجتمعو فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم على بن أبى طالب، وقال البرك: وأنا أكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر: وأنا أكفيكم عمرو بن العاص.