شهدت أسعار الذهب العالمية تذبذبا خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفض السعر لأدنى مستوياته في 3 أسابيع قبل أن يعود إلى التعافي من جديد ليغلق تداولات الأسبوع على ارتفاع طفيف، يرجع هذا بسبب تأثر السعر بالبيانات الأمريكية وتوقعات الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
استطاع سعر الذهب في مصر أن يغلق تداولات الأسبوع على ارتفاع معتدل وذلك بعد أن شهد تراجعا خلال الأسبوع قبل أن يبدأ في التعافي مع نهايته، ويرجع هذا إلى اعتماد سعر الذهب المحلي حالياً في تسعيره على حركة سعر الذهب العالمي، ويستهدف جرام عيار 21 وهو الأكثر رواجًا 3600 جنيه.
بعد أن تراجع سعر أونصة الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي إلى منطقة المستوى 2600 دولار للأونصة، ارتفع السعر من جديد بسبب قوة هذه المنطقة ليقترب من المستوى 2660 دولار للأونصة قبل أن يغلق السعر تداولات الأسبوع فوق المستوى 2650 دولار للأونصة وهو يعد اغلاق إيجابي قد يدفع السعر إلى مزيد من الصعود واختبار قمته السعرية الأخيرة 2685 دولار للأونصة.
أسباب حركة الذهب العالمي
سيطر التذبذب على أداء الذهب العالمي للأسبوع الثاني على التوالي، حيث مر الذهب بمرحلة تصحيح سلبي سريعة لينخفض إلى أدنى مستوياته في 3 أسابيع، ولكنه استطاع أن يتعافى ويعوض خسائره بشكل سريع لينهي تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع طفيف.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.1% ليسجل أعلى مستوى عند 2661 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2604 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأسبوع عند 2657 دولار للأونصة.
استطاع الذهب أن يغلق تداولات الأسبوع فوق المستوى 2650 دولار ليعد اغلاق إيجابي من شأنه أن يزيد من فرص الصعود خلال الفترة القادمة.
خلال الأسبوع الماضي انخفض الذهب إلى أدنى مستوى في 3 أسابيع تقريباً، وذلك بسبب تراجع التوقعات التي كانت تشير إلى خفض الفائدة الأمريكية من قبل البنك الفيدرالي بشكل حاد، ولكن مع نهاية الأسبوع وصدور بيانات التضخم الأمريكية تغير الوضع من جديد وعاد الذهب إلى التعافي لتعويض خسائره.
الذهب يحقق استفادة من أسعار الفائدة
الذهب يحقق استفادة من أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تعمل على تقليل تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لممتلكيه.
أظهر كل من مؤشر أسعار المستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة استقرار في معدلات التضخم بدون أن يظهر ارتفاع مؤثر، وبالتالي كانت البيانات حيادية بشكل كبير على أسواق الذهب، ولكن بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية الأسبوعية أظهرت ارتفاع كبير مما أعاد المخاوف فيما يتعلق بأداء قطاع العمالة الأمريكي ومعدلات النمو.
تسبب هذا في عودة الذهب سريعاً للارتفاع يومي الخميس والجمعة بعد أن شهد 6 جلسات متتالية من الهبوط، اعتبرتها الأسواق مدة كافية للتصحيح السلبي خاصة أن السعر اقترب خلالها من المستوى النفسي 2600 دولار للأونصة.
الدولار الأمريكي من ناحية أخرى استطاع تسجيل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي مقابل سلة من العملات الرئيسية ليرتفع بنسبة 0.4% خلال الأسبوع الماضي بعد أن سجل أعلى مستوى في شهرين، ولكنه مع نهاية الأسبوع توقف عن الارتفاع مما ساعد على تعافي أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
وعند الحديث عن الذهب المادي فقد أعلن البنك المركزي الصيني عن امتناعه عن شراء الذهب وزيادة احتياطاته للشهر الخامس على التوالي في سبتمبر، ويرجع ذلك في الأساس إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية.
بلغت حيازات الصين من الذهب 72.8 مليون أوقية في نهاية الشهر الماضي. ومع ذلك ارتفعت قيمة احتياطيات الذهب إلى 191.47 مليار دولار من 182.98 مليار دولار في نهاية أغسطس بسبب ارتفاع سعر الذهب العالمي.
وأعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للشهر الخامس على التوالي، فقد ارتفعت التدفقات خلال شهر سبتمبر بمقدار صافي 18.4 طن ذهب حيث سجلت الصناديق في أمريكا الشمالية أعلى مساهمة بمقدار 16.2 طن ذهب.
تدفقات صناديق الذهب
يأتي هذا بعد أن ارتفعت التدفقات في شهر أغسطس بمقدار 28.5 طن ذهب، بينما قد ارتفعت التدفقات في شهر يوليو بمقدار 47.7 طن ذهب وهو أعلى مستوى منذ مارس من عام 2022.
أما عن أوضاع الذهب في الهند التي تعتبر ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم، فقد فرض تجار الذهب في الهند علاوة سعرية إضافية على أسعار الذهب لأول مرة منذ شهرين هذا الأسبوع مع اجتذاب موسم المهرجانات القادم في الهند لبعض عمليات شراء المجوهرات والمشغولات الذهبية، في حين أدى ضعف معنويات المستهلكين إلى إضعاف الطلب في الصين بعد العطلات.
يشهد شهر أكتوبر مهرجانين في الهند يتزايد خلالها شراء الذهب بشكل كبير، وبالرغم من ارتفاع أسعار الذهب مؤخراً مما تسبب في ضعف الطلب المحلي في الهند إلا أن الإقبال بدأ في التزايد بالتزامن مع المهرجانات في الهند.