يوما بعد يوم، ترسخ الصين مكانتها على الساحة الدولية كقوى اقتصادية كبرى رائدة في مجالات التنمية المختلفة مثل الصناعة والتجارة والزراعة والتكنولوجيا الحديثة وغيرها.
وللحفاظ على مكانتها والاستمرار في التطور والنمو، تتبنى الصين تحت قيادة الرئيس شي جين بينج العديد من الاستراتيجيات، من بينها دعم التعليم المهني في إطار الخطة الخمسية الـ14 للبلاد (2021-2025)، لزيادة تكامل التعليم مع الصناعة وتعزيز التعاون بين المدارس والمؤسسات، لتنمية المزيد من المواهب الفنية عالية الجودة في المرحلة التنموية الجديدة.
وزار "اليوم السابع" كلية يانجلينج للتعليم المهني والتقني، في مقاطعة شنشي الصينية في إطار دعوة من سفارة الصين لعدد من الصحفيين المصريين ، حيث تعرف الوفد على ابتكارات الكلية المميزة في مجال الزراعة إذ نجح باحثوها في التوصل إلى سلالات قمح جديدة وطوروا تكنولوجيا تساعد المناطق القاحلة في الصين على الزراعة بالتزامن مع الحفاظ على المياه.
وتحتل الكلية مكانة مهمة ليس فقط في مقاطعة شنشي ولكن في الصين ككل ، وذلك نظرا لدورها في تطوير علوم الزراعة بما يخدم نمو الصين كإحدى أكبر الدول الزراعية حول العالم.
كما تركز الكلية على دراسة سبل توفير الخدمات للمزارعين في المناطق القاحلة وتتعاون مع مؤسسات أكاديمية في دول مختلفة لمشاركة الخبرات في مجال الزراعة.
وتشتهر مقاطعة شنشي بالزراعة وتتعاون مع المقاطعات الصينية وتسعى لنقل خبراتها عالميا.
وحول ذلك، قال جاو شين شياو ، المسئول بمكتب الشؤون الخارجية لمقاطعة شنشي إن المقاطعة ترحب بالتعاون مع مصر في هذا المجال.
كما تشمل أقسام الكلية دراسة هندسة الري من خلال نماذج محاكاة لسدود المياه وبناء مجرى الأنهار وترميمها ، حيث يتم القيام باختبارات لمعرفة كيفية السيطرة على المياه من خلال تطبيقات المحمولة وقياس سطح المياه في أماكن مختلفة، وتغيير التحكم في ارتفاع وانخفاض منسوب المياه.
كذلك تشتمل الكلية على قسم التكنولوجيا البيطرية لتعليم وتدريب الطلاب على نظم محاكاة افتراضية لتحليل الحيوانات.
وكذلك قسم لتربية الحيوانات بغرض النهضة بالقطاع الزراعي ككل من خلال عمل الاختبارات على جينات الحيوانات المستخدمة فى الزراعة كالابقار والخراف والدواجن، حيث يتم دراسة كيفية استنساخ الأبقار والخراف والتلقيح الصناعي ونقل الأجنة.
وتطور الكلية تقنية لدعم قدرة الحيوان على مواجهة الأمراض.
وتتميز هذه الكلية بكونها رائدة في مجالات التكنولوجيا الحيوية الزراعية وهندسة الحفاظ على المياه وتربية الحيوانات والطب البيطري وتكنولوجيا هندسة المناظر الطبيعية وتكنولوجيا هندسة البناء المدني وتكنولوجيا تطبيقات الكمبيوتر والتجارة الإلكترونية.
ويشار إلى أن الكلية تأسست في عام 1934، وتخرج منها حوالي 200 ألف طالب منذ إدراجها في النظام التعليمي الصيني في عام 1999. والتحق بها حوالي 100 طالب دولي.
ونجح التعليم المهني في الصين في تأهيل 10 ملايين من المواهب الفنية عالية الجودة كل عام خلال السنوات الماضية. ويوجد الآن ملايين الطلاب الذين يكتسبون مهارات مهنية في 11 ألف مؤسسة تعليم مهني.
وساعدت الكلية الصناعات المحلية وحلت العديد من المشكلات العملية في العمل الميداني، وقدمت تدريبًا عمليًا للطلاب.
وعن التعاون الدولي فقد تعاونت الكلية مع 7 جامعات وكليات أجنبية. تلقى 200 معلم تدريبًا في الخارج. أطلقت الكلية مؤخرًا برنامج الماجستير مع جامعة لينكولن بنيوزيلندا لإتاحة الفرصة للطلاب للحصول على درجة الماجستير في الخارج.
وتتمتع الكلية بعلاقات تعاون مع عشرات الدول، ولكن لاغتنام فرصة الخطة الوطنية لمبادرة "حزام واحد وطريق واحد"، توفر الكلية التدريب الفني للدول النامية على طول طريق الحرير، مثل أوزبكستان وكازاخستان ،وتقوم بتدريب الفنيين والمهندسين في تلك الدول.
