وكيل عام المتحف: المتحف شهادة على الهوية الثقافية لمصر العظيمة وحضارتها الخالدة
قصة العثور على 111 قطعة أثرية تعود إلى العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية أثناء عمليات الحفر لإنشاء المكتبة
عرض رؤوس الإسكندر الأكبر والملكة برينيكي الثانية وملكة بطلمية يعتقد أنها للملكة كليوباترا السابعة ورأس قيصرون
المتحف يضم بين جنباته مجموعة من المقتنيات الأثرية الفريدة، صُنفت زمنيًا في أربعة عصور بدءًا من الحقبة المصرية القديمة مرورًا بآثار العصرين البطلمى والروماني ثم قاعتي الفن القبطي والإسلامي
لوحات منحوتة ثنائية الأبعاد لعدد من القطع الأثرية لمساعدة المكفوفين على تخيل شكلها وأبعادها
من داخل متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية أجرى تليفزيون اليوم السابع جولة داخل المتحف بصحبة منى دباس، وكيل عام المتحف، حيث تم استعراض قصة إنشائه وسيناريو العرض المتحفى، وأبرز القطع الأثرية التي يحتويها.
وقالت منى دباس، وكيل عام متحف آثار مكتبة الإسكندرية إن المتحف هو أول متحف آثار يقام داخل مكتبة، وجاءت هذه المبادرة وفكرة إنشاءه عندما تم الكشف عن العديد من القطع الاثرية بلغ عددها 111 قطعة أثرية تعود إلى العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية أثناء عمليات التنقيب التي أجريت في موقع بناء المبنى الرئيسي للمكتبة في عام 1993 وبالتالي، فإن متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية هو أحد المتاحف القليلة في العالم التي تعرض القطع الأثرية في نفس موقع اكتشافها، ويتم عرض القطع الأثرية داخل المتحف على أساس زمني ابتداءً من العصر الفرعوني وحتى العصر الإسلامي.
الزميل محمد أسعد والأستاذة منى دباس وكيل عام المتحف أثناء الجولة
أضافت خلال حديثها مع اليوم السابع؛ أن المتحف يتناول قصة المدينة العريقة منذ أقدم العصور ويحوي بين جنباته مجموعة من المقتنيات الأثرية الفريدة، صُنفت زمنيًا في أربعة عصور، بدءًا من الحقبة المصرية القديمة مرورًا بآثار العصرين البطلمى والروماني، ثم قاعتي الفن القبطي والإسلامي، فضلاً عن أربعة أقسام تتصدرها قاعة "موقع آثار المكتبة"؛ وهي المجموعة الرئيسة والتي تمثل نواة المقتنيات المتحفية عامة، ثم مجموعة البردي، وآثار موقع جزيرة نلسون، وأخيرًا المجموعة المتميزة من الآثار الغارقة والمنتشلة من منطقتي خليج "أبو قير" والميناء الشرقية.
ويستطيع الزائر تتبع مسار الزيارة بالمتحف وفقًا لمعايير زمنية وموضوعية تتماشى مع السينوغرافيا المعاصرة، التي تمكنه من التعرف على مختلف الجوانب الحضارية الخاصة بكل فترة زمنية، وتستجيب الإضاءة، سواء كانت طبيعية أو اصطناعية، إلى المعايير العالمية لتحسين رؤية وقراءة المعروضات نهارًا وليلاً. ويهدف تسلسل العرض إلى أن يكون شهادة على الهوية الثقافية لمصر العظيمة وحضارتها الخالدة من خلال الأقسام المضافة مثل موقع أرض المُحمرة وموقع معبد الرأس السوداء.
استكملت بقولها إن رسالة متحف الآثار لا تتوقف عند عرض التراث الأثري فحسب؛ إذ إن الهدف من الأساس أن يتم توثيق المجموعات المتحفية بطرق تتماشى مع معايير توضح الحالة الراهنة للقطع الأثرية، وما قد يتطلبه ذلك من صيانة وترميم للحفاظ عليها للأجيال القادمة. ففي متحفنا، يتم الآن استخدام تقنيات حديثة للتوثيق مثل المسح الرقمي ثلاثي الأبعاد، والذي يُمكننا من رؤية تفاصيل القطعة الأثرية من جميع جوانبها، وأخذ قياسات دقيقة لا يتعدى معدل الخطأ فيها اثنين في الألف من الملليمتر. كما يتم الآن تصوير القطع التي تحمل نقوشًا مثل العملات بطريقة RTI (Reflectance Transformation Imaging) التي تمكننا من عمل صورة يتم من خلالها دراسة أصغر تفاصيل القطعة بتغيير زاوية سقوط الضوء من خلال برنامج مخصص لهذا الغرض.
والمتحف كمؤسسة علمية وتعليمية رائدة، يعمل المتحف أيضًا على إتاحة المادة التي يحتاجها الباحثون والدارسون من مصر وجميع أنحاء العالم، سواء أكانت مادة علمية أو مُصوَّرة، من خلال قاعدة بيانات متكاملة تضم كل القطع الأثرية المعروضة والمخزونة، وذلك من خلال موقع المتحف الإلكتروني على الشبكة الدولية للمعلومات.
ويحرص المتحف كذلك على التواصل مع الأطفال والشباب من خلال سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة من أجل ترسيخ قيمة التراث وأهميته لدى هذه الفئة التي تعد نواة المجتمع وبناة المستقبل.
أوضحت أنه تم البدء في تطبيق تجربة جديدة لمساعدة المكفوفين من خلال إضافة لوحات منحوتة ثنائية الأبعاد لعدد من القطع الأثرية المعروضة بداخل المتحف، لوضعها بجانب البطاقات الشارحة لفاقدي البصر؛ في إطار أهداف المتحف لتوصيل رسالته التعليمية والتثقيفية لكل فئات المجتمع المصري.
الزميل محمد أسعد والأستاذة منى دباس وكيل عام المتحف أثناء الجولة
كما تم عرض رؤوس الإسكندر الأكبر والملكة برينيكي الثانية وملكة بطلمية يعتقد أنها للملكة كليوباترا السابعة في محور عرض متحفي مركزي كي يلفت نظر الزائرين من بداية المتحف، وكذلك تم وضع رأس قيصرون، ابن الملكة كليوباترا السابعة، إلى جوار فاترينة الآثار الغارقة كي يكون أيضًا أحد نقاط الجذب لزائري المتحف.
وأكدت دباس على أن المتحف أيضًا يعمل على أن يكون قِبلة لدارسي التاريخ المصري وآثاره، وكذلك للمهتمين به من الجمهور غير المختص، وذلك بإقامة معارض ذات موضوعات متنوعة؛ ويتم ذلك بالتعاون مع المتاحف والمراكز البحثية المحلية والأجنبية. كما نحرص أيضًا على عقد لقاءات ومحاضرات دورية مع كل من الباحثين المختصين وكذلك مع المسؤولين عن بعثات الحفائر الأثرية في العديد من المواقع من أجل عرض نتائج أبحاثهم ومناقشتها مع الحضور.
واختتمت بقولها "من هنا صار متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية نافذة على تراث مصر، يستقي من خلاله الأثريون المختصون، بل وأيضًا جمهور الزائرين بمختلف فئاتهم العمرية وخلفياتهم الاجتماعية والدراسية، لمحات من إرثٍ ثري متنوع امتد لفترة تزيد عن خمسة آلاف سنة، وتزداد معرفتنا به وفهمنا له بمرور الزمان. توفر الوسائط التوضيحية مثل الملصقات الثلاثية اللغات والوثائقيات القصيرة للأشخاص المهتمين بتاريخ مصر القديمة والآثار معلومات مثيرة للاهتمام ومبسطة.
الزميل محمد أسعد والأستاذة منى دباس وكيل عام المتحف أثناء الجولة
الزميل محمد أسعد والأستاذة منى دباس وكيل عام المتحف أثناء الجولة
الزميل محمد أسعد والأستاذة منى دباس وكيل عام المتحف أثناء الجولة
الزميل محمد أسعد والأستاذة منى دباس وكيل عام المتحف أثناء الجولة