بعد مرور أسبوع على الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، تأبى الحرب في غزة أن تنتهي، إثر حالة من التعطش الإسرائيلي للمزيد من الدماء، تترجمه الهجمات الوحشية والقصف المتواتر، على القطاع، لاستهداف المدنيين، من الشيوخ والأطفال والنساء والعجائز، الذين باتوا يفقدون حياتهم، دون اقتراف ذنب، سوى تمسكهم بأراضيهم، بينما تعاني الضفة الغربية هي الأخرى من استمرار الاعتداءات، دون رادع.
ففي غزة، استشهد مواطن فلسطيني، إثر قصف الاحتلال لشرق مدينة دير البلح، بينما أستشهد 3 فلسطينيين، وأصيب آخرين في هجوم استهدف منطقة الاتصالات غربي مخيم جباليا شمالي القطاع.
واستهدف الاحتلال كذلك مخيم البريج، حيث أستشهد فلسطينيين اثنين، وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي وسط القطاع المحاصر.
كشف إعلام فلسطيني عن ارتقاء 8 فلسطينيين من عائلة واحدة في قصف الاحتلال منزلا بمخيم النصيرات، بالإضافة إلى وقوع غارتين على المواصي غرب رفح جنوبي القطاع
بينما أصيب 6 فلسطينيين معظمهم من الأطفال إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
الانتهاكات الإسرائيلية امتدت إلى استهداف دور العبادة، حيث قصف الاحتلال مسجدا في منطقة المواصي الساحلية غربي مدينة رفح الفلسطينية، كما نسف مبان سكنية في منطقة التوام شمال غربي غزة.
بينما نقلت تقارير إعلامية عن عائلات فلسطينية تقطن مدينة جباليا المحاصرة، مناشداتهم تزويدهم بالمياه بعد نفاذ المخزون إثر تواصل القصف واستمرار الحصار الذي يفرضه الاحتلال على المدينة منذ 8 أيام.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، فصل شمال القطاع عن مدينة غزة من خلال سيطرة الآليات وغطاء الطائرات المسيّرة.
ومن جانبها، قالت مقررة الأمم المتحدة في الأراضى الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز إن القوات الإسرائيلية ترتكب مجازر جديدة في غزة، موضحة أن الفلسطينيين يقتلون في جباليا بقسوة وسادية بأسلحة ودعم من قبل الغرب.
في حين كشفت صحيفة "هارتس" العبرية عن خطة جنرالات الجيش الإسرائيلي، حيث أكدت أن كل من سيتبقى في شمال غزة، سوف يكون محاصرا وسيواجه التجويع المتعمد، موضحة أن جيش الاحتلال يستعد لشن مناورة واسعة شمال القطاع بعد توقف مفاوضات صفقة التبادل وذلك للضغط على حماس للعودة إلى المفاوضات مجددا.
واعتبرت الصحيفة أن خطة الجنرالات لن تلقى دعما دوليا كبيرا، في ظل تعارضها مع مبادئ القانون الدولي الإنساني.
وفي الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بلدة سعير شمال شرق مدينة الخليل، بينما شهدت بلدة السيلة الحارثية غرب مدينة جنين، اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش الإسرائيلي وعدد من الفلسطينيين.
وفي السياق نفسه، تظاهر آلاف الأشخاص في العاصمة الإيطالية روما والبرتغالية لشبونة وذلك للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان.
وذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية، اليوم الأحد - أن مئات المتظاهرين نظموا مسيرة في وسط روما أمس للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ورددوا هتافات "فلسطين حرة" ودعوا أيضا إلى إنهاء القتال في لبنان الذي شهد تصاعدا في الأعمال العدائية خلال الأسابيع القليلة الأخيرة.
وأضافت الشبكة، أن مظاهرة مماثلة نظمت أيضا أمس بالعاصمة البرتغالية لشبونة، حيث احتشد آلاف الأشخاص للمطالبة بوقف الأعمال العدائية في غزة.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، تحدثت رئيسة المكسيك كلوديا شيناباوم، لأول مرة منذ توليها منصبها، عن الصراع في غزة، حيث أكدت على إدانتها للعدوان الذي يشنه الاحتلال، داعية في الوقت نفسه إلى الاعتراف بدولة فلسطين بكامل حجمها، وهو الموقف الذي تتبناه المكسيك منذ سنوات.
ودعت شينباوم خلال مؤتمرها الصحفى، إلى ما يسمى بحل الدولتين المستقلتين لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الحرب لن تؤدى فى النهاية إلى أى وجهة جيدة، وأعربت عن إدانتها لاستخدام العنف.