ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن حملة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الحالى كامالا هاريس وحملة المرشح الجمهورى الساعى لولاية ثانية دونالد ترامب تمضيان فى مسارين متباينين فى سباق انتخابى متقارب.
وقالت الصحيفة على موقعها الإلكترونى إن أعضاء حملة دونالد اجتمعوا فى نادى "رويال ساندز" الاجتماعى فى واشنطن، لفعالية لجمع التبرعات بدت وكأنها حفلة انتصار.
وقال كريس لاكيفيتا، الاستراتيجى الرئيسى للحملة، للحضور من جماعات الضغط والمسؤولين السابقين إن الرئيس السابق سيحصل على ما لا يقل عن 289 صوتا من أصوات المجمع الانتخابى فى نوفمبر، وهو ما يكفى لتأمين الوصول للبيت الأبيض، وأضاف أن البيانات الداخلية الخاصة بنائبة الرئيس كامالا هاريس قد بلغت ذروتها، وفقا لعدة مشاركين.
وقال أحد الحضور، الذى وصف الأجواء بأنها "مبتهجة": "أخبرنى الجميع أننا سنفوز".
لكن بعد أقل من 24 ساعة، عقدت جين أومالى ديلون، رئيسة حملة هاريس، اجتماعا عبر زووم لتتوقع أيضا الفوز -ولكن بوجهة نظر أكثر واقعية- وقالت: الأمر ليس مؤكدا، إنه متقارب، وسنواصل العمل بجد. بياناتنا تخبرنا أننا نفوز، لكن ذلك سيكون بشق الأنفس.
وجاءت تلك المواقف -وفقًا للصحيفة- فى وقت تتطابق استطلاعات الرأى الداخلية على كلا الجانبين تقريبا مع الأرقام العامة التى تظهر أن السباق فى الولايات المتأرجحة السبعة ضمن نطاق الخطأ الإحصائي، وتحسب كل حملة الفوز بناء على نماذج التصويت الخاصة بها، لكن المعسكرين يتعاملان مع تلك المعلومات بطرق متباينة. فقد اعتمد فريق ترامب على الروح المعنوية العالية فى محاولة للحفاظ على تركيز مرشحه وتشجيعه على تجنب الجماهير الوطنية البارزة التى قد تحفز مؤيدى هاريس.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن ترامب رفض دعوة شبكة فوكس نيوز لمناظرة رئاسية ثانية بعد ساعات من العرض هذا الأسبوع، متخليا عن فرصة الوصول إلى جمهور يقدر بـ 75 مليون أمريكي. وأعلن عن تجمعات انتخابية فى كاليفورنيا ونيويورك -ولايتان غير تنافسيتين للجمهوريين- وسمح بتسريب استطلاعات الرأى الداخلية التى أظهرت سباقا متعادلا فى الولايات المتأرجحة مع الاستنتاج المبتهج: "ترامب لديه ميزة".
من ناحية أخرى، اعتمد فريق هاريس على روح "المرشح تحت الضغط" منذ إطلاق حملتها فى يوليو، على أمل تحفيز المزيد من النشاط من مؤيديها وجذب انتباه أولئك الذين يتابعون من على مقاعد المشاهدين.
أمضى كبار المساعدين -فى حملة هاريس- الأسبوع الماضى يحذرون من أن مليار دولار التى جمعوها فى 80 يوما ليست كافية، بغض النظر عن ميزة الإنفاق التى تصل إلى حوالى 3 إلى 1 على حملة ترامب فى أغسطس، ونشرت الحملة رسالة الرئيس السابق باراك أوباما وجه فيها تحذيرا للرجال السود لدعمهم المتواضع نسبيا لهاريس، فيما دعت هاريس إلى مناظرة أخرى وتجولت بين البرامج التلفزيونية الرئيسية التى تجنبها ترامب.
وفى مواجهة ثقة ترامب، انخفض المزاج الديمقراطى إلى مزيج من اليأس والعزيمة. اعترف عدة أشخاص مقربون من هاريس أنهم فقدوا بعض الزخم - ويحتاجون إلى شيء لتحريك السباق.
ويقول مستشارو هاريس إنهم بحاجة إلى مزيد من الإنفاق الإعلاني، والمزيد من الحملات المدفوعة، والمزيد من طاقة المتطوعين، والمزيد من الظهور الإعلامي، والمزيد من الأشخاص المساعدين والنشاط من مرشحيهم على المنصات الأكبر.
وترى الصحيفة الأمريكية أن ذلك يأتى على الرغم من أنهم يهيمنون على معظم وسائل الإعلام الإعلانية، وبدأوا فى القلق بشأن ميزة ترامب فى البريد المباشر، ما أدى إلى تحويل الأموال للتعامل مع ما تقول شركة "مينت" إنه ميزة 4 إلى 1 لصالح الجمهوريين.
وفى صميم حسابات كلا الحملتين هناك نتائج بحث منفصلة تشير إلى أن العديد من الناخبين المستهدفين فى الولايات الرئيسية لا يزال لديهم وجهات نظر غير مكتملة حول هاريس، التى أصبحت فجأة مرشحة على منصب الرئيس فى يوليو الماضي. وعلى النقيض من ذلك، فإن وجهات النظر حول ترامب شبه محددة للجميع. جعل ذلك من المهم أكثر لهاريس أن تحدث صدى فى الأسابيع الأخيرة.
وقالت النائبة ديبى دينجل (الديمقراطية من ولاية ميشيجان): "كلما رأى الناس كامالا هاريس الحقيقية وتيم والز الحقيقي، أعتقد أنهم سيقارنون ويصوتون لها، يجب أن نعمل على تحفيز الناس فى هذه الولاية لأن الأمر يعتمد على نسبة مشاركة الناخبين. يجب أن نرى الحماس".
وبالمقابل، ركزت حملة ترامب إعلاناتها الأخيرة على محاولة تعريف هاريس كإيديولوجية متطرفة ليست فى صف الأمريكيين العاديين. تعكس الاستراتيجية نهج رؤساء آخرين، مثل أوباما فى 2012 وجورج بوش فى 2004، الذين يسعون لتعريف خصومهم الجدد كمنفصلين قبل أن يتمكنوا من تقديم أنفسهم بالكامل للشعب الأمريكي.
ووضعت حملة ترامب معظم أموال إعلانات أكتوبر خلف إعلانات عن دعم هاريس السابق لجراحة إعادة تحديد الجنس الممولة من دافعى الضرائب للسجناء. ومن جانبها وصفت حملة هاريس هذه الإعلانات بأنها "كاذبة"، مشيرة إلى أحكام المحكمة الفيدرالية التى أيدت حق السجناء فى الحصول على الرعاية الصحية، لكنها لم توضح موقفها بشأن القضية.
كما اختار ترامب التركيز على تجمعاته، التى تُشاهد بشكل رئيسى من قبل مؤيديه، وفى إشارة على رغبتها فى رفع مستوى السباق، دعت هاريس مرارا المزيد من الأمريكيين لمشاهدة أحداث ترامب، التى نادرا ما تغطيها شبكات الأخبار الكبرى.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية لحملة ترامب، فى بيان إنه سيفوز "لأنه يعمل أكثر من كامالا هاريس كل يوم". ورفضت حملة هاريس التعليق على هذه القصة.
وقال عدة مستشارين لترامب إنهم لا يرون أى فائدة من إجراء مناظرة ثانية لأنهم يعتقدون أن هاريس بحاجة إلى لحظة زخم أكثر منهم. وفى الأسابيع الأخيرة، من المحتمل أن تركز الحملة إعلاناتها على الهجرة والاقتصاد.
وقال أحد مستشارى حملة ترامب "الناخبون يقولون لماذا لا نقوم بالمناظرات؟ ولكن السؤال هو: لماذا نفعل ذلك؟"، وأضاف "يريدون محاولة إيجاد تباين معنا. سنحرمها من تلك الفرصة".
وأشارت الصحيفة إلى أن متوسطات استطلاعات الرأى العامة كانت متقاربة للغاية لفترة طويلة.وأنه بين دخول هاريس السباق وبداية سبتمبر، أظهرت استطلاعات الرأى العامة الوطنية أن التذكرة الديمقراطية تحولت من من عجز نقطتين إلى التفوق بنقطتين ضد ترامب، مع حركات مماثلة فى معظم الولايات المتأرجحة. ولكن تباطأت تلك الحركة أو توقفت فى الأسابيع الأخيرة - تاركة سباقا مستقرا يمكن تفسيره بطرق مختلفة اعتمادا على الافتراضات حول من سيخرج فعلا للتصويت وكيف تم تصميم عينة الاستطلاع.
وبحسب "واشنطن بوست" فإن الأجواء المختلفة بين الحملتين تعبر أيضا عن أساليب المرشحين المتباينة. فى كل من حملاته للبيت الأبيض، بالغ ترامب فى تقدير هيمنته، وغالبا ما يستشهد باستطلاعات لا تحمل أى دلالة إحصائية. ويشجع من حوله بشكل متكرر على إغراقه بالمديح. قبل أن يصل إلى بنسلفانيا هذا الشهر لتجمع فى بتلر -موقع محاولة اغتياله التى وقعت فى 13 يوليو- تجمع مع مستشاريه عند نافذة طائرته لينظر إلى الحشد أدناه، الذى بدا حجمه مشابها لفعاليات أخرى.
وعلى النقيض من ذلك، فإن هاريس أقل اهتماما بمثل هذا الحديث الإيجابي. يقول مساعدوها إنها أصبحت أكثر راحة فى الأسابيع الأخيرة بقبول ظهور على برامج الأخبار، فى الاجتماعات العامة وعلى البودكاست، حيث أصبح واضحا لحملتها أنها بحاجة للتواصل مع مزيد من الناخبين.
قال النائب السابق كونور لامب (الديمقراطى من بنسلفانيا) إن ترامب يتمتع بميزة طفيفة على هاريس فى غرب بنسلفانيا - على الرغم من أنه قال إنه فى محادثاته مع الناخبين فى الأيام الأخيرة، لا تزال هاريس تملك فرصة لكسب ناخبين يميلون إلى ترامب. وأضاف أنه تحدث مؤخرا إلى شخص صوت لترامب فى 2016 وبايدن فى 2020، وكان احتمال تصويته لترامب مرة أخرى 60%، مرجعا تفضيله لترامب لأنه شخص معروف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة