شهد التاريخ الديني العديد من الحوادث المأساوية نتيجة تطرف بعض الحكام، ودفع ثمن تطرف عقل الإمبراطور هيرودس النبي يحيى أو يوحنا المعمدان كما ذكر في الكتاب المقدس، وكان هيرودس يخاف يوحنا إذ قال له بأنه لا يجوز زواجه بزوجة أخيه فهذا لا يحل له لذلك، سجن هيرودس يوحنا.
يوحنَا المعمدان أو يحيى المعمداني هو من عمّد يسوع المسيح. وُلد بحسب الإنجيل من والدين تقيّين وهما زكريا الكاهن وأليصابات ويذكر التقليد المسيحي عين كارم على أنها موطن زكريا وأليصابات أبوي يوحنا المعمدان سابق المسيح. وهو النبي يحيى بن زكريا لدى الديانة الإسلامية ونبي الديانة الصابئية المندائية لدى الصابئة حيث ينسب له كتاب دراشة أد يهيا (تعاليم يحيى) وهو أحد الكتب المقدسة في الديانة المندائية، كما أن يحيى أو يوحنا المعمدان أو يحيى بن زكريا يعتبر نبياً حسب الديانة الدرزية والبهائية.
ودفع النبى يحيى أو كما يذكر فى الكتاب المقدس بيوحنا المعمدان ثمن رفضه زواج هيردويا، من الملك هيردوس، فكانت النتيجة ذبحه، فالواقعة التى حدثت فى عام 30 ميلاديًا، جاءت بعد رغبة الملك هيرودوس أنتيباس فى الزواج من زوجة أخيه هيروديا، وهو ما نهاه عنه يوحنا، فبقى فى نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى.
فسجن هيردوس بوحنا المعمدان، بعدما وبخه وصدمه بالحق فى غير خوف ولا وجل، فسجنه وهو الأمر الذى لم يشف غليل هيروديا، وملأ الحقد قلبها ورغبتها فى الانتقام حتى وهى تعلم أنها مخطئة، ولأجل اقناعه برغبتها، أمرت ابنتها سالومى ذات السابعة عشر عامًا، لترقص أمام الحاضرين فى الاحتفال بمولد هيرودس، وهو الأمر الذى لم يكن مقبولا بالنسبة للأميرات، فرأى هيرودس أن ذلك يستحق تكريما، وكان ذلك خطة هيروديا للانتقام من المعمدان، فخرجت الصبية عند أمها وتشاورت معها وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق، وأرسل الملك سيافاً وأمره أن يأتى برأس يوحنا، وأتى برأسه للصبية، والصبية بدورها أعطته لأمها.