لا يزال تغير المناخ يتسبب فى أضرار فادحة فى دول العالم ، والتى كان آخرها إعصار ميلتون فى أمريكا و إعصار كيرك فى أوروبا وأيضا فيضانات وعواصف شديدة فى البرازيل بقارة أمريكا اللاتينية.
وضرب إعصار ميلتون غرب فلوريدا الأربعاء الماضى وهو إعصار من الفئة الثالثة، و تسبب في مقتل عشرات الأشخاص ودمر منازل وفيضانات وتسبب في سلسلة من الأعاصير المدمرة، ولا يزال أكثر من 1.5 مليون شخص من دون كهرباء، وتوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الإعصار خلف خسائر ضخمة تصل إلى 50 مليار دولار بسبب ضربه ولاية فلوريدا بشدة.
وأفاد الدفاع المدني فى البرازيل ، أن 7 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في ولاية ساو باولو بجنوب شرق البرازيل نتيجة لواحدة من أسوأ العواصف المسجلة منذ 30 عاما، والتي بدأت مساء الجمعة الماضية، والتى أدت أيضا إلى انقطاع التيار الكهربائى عن أكثر من 10 ملايين شخص.
وأشارت صحيفة فولها دى ساو باولو البرازيلية إلى أنه من بين القتلى السبعة، توفي ثلاثة أشخاص في باورو، داخل ساو باولو، نتيجة انهيار جدار، وتسببت نفس المشكلة في وفاة شخصين آخرين في كوتيا بمنطقة العاصمة، وتوفي شخصان آخران بسبب سقوط الأشجار، وكان أحدهما في حي كامبو ليمبو، جنوب المدينة، والآخر في دياديما، في منطقة العاصمة أيضًا.
وتعد الرياح التي بلغت سرعتها 107.5 كيلومتر في الساعة المسجلة في مدينة ساو باولو هي الأقوى منذ عام 1995، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن حوالي 10 ملايين شخص لأكثر من 15 ساعة.
وبحسب الدفاع المدني، فقد أثر نقص الطاقة أيضًا على شبكة توزيع مياه الشرب في ساو باولو والبلديات المجاورة في ساو برناردو دو كامبو وكوتيا وساو كايتانو وسانتو أندريه وداديما.
إلى ذلك، تسببت العاصفة في تعليق العمليات في العديد من المطارات، وكذلك إمدادات المياه في العديد من المناطق، بحسب حكومة الولاية.
وصلت العاصفة إلى ساو باولو بعد تسجيل إعصار خارج المداري في ولاية سانتا كاتارينا الجنوبية، وكانت تعرضت البرازيل فى مايو الماضى لأسوأ فيضانات أدت إلى 158 شخصا فقدوا حياتهم في الفيضانات الخطيرة التي ضربت المنطقة الجنوبية من البلاد منذ أسبوعين.
تسببت الفيضانات والأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية في إحداث دمار في 463 بلدية من أصل 497 بلدية في ريو جراندي دو سول، وهي منطقة زراعية وصناعية مهمة يبلغ عدد سكانها 11.3 مليون نسمة، أي 6% من إجمالي سكان البلاد.
أما فى أوروبا، يواجه الأوربيون المصير نفسه مع إعصار "كيرك" الذى ضرب بعض الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وبلجيكا وأيضا إسبانيا وإيطاليا ، حيث تغمر المياه منازل الآلاف وأماكن عملهم، كما يفتقد الملايين خدمات الهاتف المحمول والكهرباء، بينما يبحث رجال الإنقاذ عن أشخاص مجهولي المصير إضافة إلى سلسلة من الوفيات وأضرار كارثية، لقد شهدت البلاد فيضانات وهطول أمطار بشكل غزير، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، بحسب صحيفة "مينوتوس" الإسبانية.
وتسببت الأمطار الغزيرة في إغلاق العديد من الطرق، وجرى رفع إعلان إنذار الفيضانات الحمراء، خاصة وأن معظم بلجيكا أصبحت الآن تحت الماء، مع توقعات بهطول المزيد من الأمطار والفيضانات المحتملة في الأيام المقبلة، التي تهدد الحياة.
وأجلت السلطات المعنية أكثر من 20 ألف شخص ولقى خمسة أشخاص على الأقل حتفهم، ولايزال ثمانية أشخاص مفقودين، وأشار وزير المالية زبينيك ستانجورا إلى أنه خلال الفيضانات السابقة، غطت الدولة نحو ربع التكاليف.
وفرضت كل من فرنسا وبلجيكا لضربات عنيفة من إعصار كيرك، حيث شهدت هطول أمطار غزيرة ورياح عاتية أدت إلى فيضانات اجتاحت الشوارع والمدن، وغمرت المنازل، وأغلقت الطرق الرئيسية، وقد أدت هذه الفيضانات إلى مصرع شخص على الأقل، وتشريد العشرات من السكان، مما أعلنت بعض الدول حالة الطوارئ للاستجابة لهذه الأزمة التي تهدد الحياة والممتلكات.
وكانت حوالي 30 مقاطعة من أصل 100 مقاطعة في فرنسا، وخاصة في الشمال الغربي، تحت التحذير البرتقالي بسبب خطر هطول أمطار غزيرة وعواصف بعد مرور إعصار كيرك السابق الذي أصبح عاصفة أطلسية، ولكن سرعان ما تم تغيير التحذير إلى اللون الأحمر.
في إسبانيا، أُلغيت العديد من الرحلات الجوية وتأخرت القطارات بسبب سقوط الأسقف وانقطاع التيار الكهربائي، وهذا جزء من الأضرار التي لحقت بإسبانيا بسبب إعصار كيرك الذي وصلت سرعة رياحه إلى 205 كيلومترات في الساعة (204 ميل في الساعة) أثناء توجهه نحو وسط وشمال أوروبا.
وفي البرتغال، تسببت الرياح العاتية والأمطار فى وقوع حوالى 500 حادث فى شمال البلاد، مما أدى إلى تأخير القطارات وسقوط مئات الأشجار.
وفي الشهر الماضي، تضررت أوروبا من الفيضانات التي سببها إعصار بوريس، حيث تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة في شمال إيطاليا في تشريد حوالي 1000 شخص، بينما تسببت الفيضانات في رومانيا وبولندا وجمهورية التشيك في مقتل 24 شخصا.
وقالت فون دير لاين إنه سيتم توفير 10 مليارات يورو (11.16 مليار دولار) من صندوق التماسك الأوروبي، وسيتم التنازل عن بعض الشروط المرتبطة عادةً بمثل هذه الصناديق، مثل التمويل المشترك بين الدول، وقال أيضًا إن الأموال من صندوق التضامن الأوروبي، الذي يساعد الدول الأعضاء المتضررة من الكوارث الطبيعية، ستُستخدم لإعادة بناء البنية التحتية.
تحذيرات
وحذر عدد من الخبراء من تغير المناخ، وأكدت خبيرة الأرصاد الجوية فى مار جوميز، أن "ما رأيناه منذ بعض الوقت يحدث" لأنه "في عالم يزداد حرارة، هناك مياه" في كل مناخات أكثر دفئا تغذية الوقود للأعاصير ، وحذرت من أنه "يمكننا القول إن تغير المناخ بدأ يظهر نفسه بالفعل، والاتجاه هو أننا لا نرى أعاصير عادية ، بل أعاصير من فئة أعلى وأكثر تدميرا وقوة، مثل ميلتون، على سبيل المثال".