من جديد، تعود قضية "صحة الرئيس" إلى الأضواء فى الولايات المتحدة، وقبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك بعد أن كشف طبيب كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية فى الانتخابات عن تفاصيل الحالة الصحية لنائبة الرئيس فى خطاب يأمل فريقها أن يكون نقطة لصالحها وضد منافسها دونالد ترامب.
الخطاب الذى أصدره طبيب نائبة الرئيس والعقيد فى الجيش الأمريكي جوشوا سيمونز يوم السبت أكد أن هاريس تتمتع بصحة ممتازة، وأن لديها اللياقة البدنية والذهنية للازمة للقيام بواجبات الرئاسة.
وبحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن"، فإن الدكتور جوشوا سيمونز العقيد فى الجيش الأمريكى وطبيب نائبة الرئيس أشار إلى أن هاريس تعانى من الحساسية الموسمية وحساسية الجلد وقصر النظر. وأشار الطبيب إلى أن جميع جرعات اللقاح وتوصيات العناية الوقائية الخاصة به محدثة، ولم يظهر آخر فحص بدنى أجرته فى إبريل الماضى وفحوصات الدم الروتينية أي أسباب تدعو للقلق.
وكتب سيمونز يقول إن نائبة الرئيس ترتدى عدسات لاصقة وتتناول مكملات فيتامين د3، وتستخدم فى بعض الأحيان أدوية الحساسية التي يتم صرفها دون وصفة طبية، وتشمل بخاخ للأنف وقطرات العين. ووصف سيمونز نظامها الغذائي بأنه صحى للغاية، وأشار إلى أن هاريس لا تستخدم منتجات التبغ وتشرب الكحوليات من حين لآخر وباعتدال.
وأشار سيمونز إلى أن هاريس لديها المرونة الذهنية والبدنية المطلوبة لتنفيذ واجبات الرئاسة بنجاح.
وعلق مراسل الشئون الطبية بسى إن إن د. سانجاى دوبتا على الخطاب، وقال إن المهم فى هذا الخطاب هو ما لم يرد فيه، فلا يوجد تاريخ للإصابة بالسكرى أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو أمراض فى القلب والرئة او السرطان، وهو ما يشير إلى أن هاريس لديها اللياقة لأداء واجبات الرئاسة.
وقالت سى إن إن إن الخطاب محاولة لإظهار التناقض بين المرشحة الديمقراطية البالغة من العمر 59 عاما ومنافسها الجمهورى ترامب الذى قد يصبح أكبر رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة حال انتخابه، ولم يكشف سوى القلق من المعلومات عن تاريخه الطبي.
كما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" إن حملة هاريس تأمل فى استغلال هذه اللحظة لعقد مقارنة مع منافسها الجمهورى، وتسعى حملتها إلى إثارة تساؤلات حول لياقته للخدمة، وذلك وفقًا لأحد المساعدين فى الحملة الذى تحدث إلى الوكالة الأمريكية.
وكان السن مبعث قلق كبير للناخبين عندما كان جو بايدن مرشحا للرئاسة، حيث يبلغ من العمر 81 عاما. وفتح خروجه من السباق الباب أمام الديمقراطيين لشن هجوم على ما المسألة التي كانوا يتجنبونها من قبل.
حملة ترامب ترد
ورد ستيفين شوينج، المتحدث باسم حملة ترامب، على عدم توافر معلومات كافية عن الوضع الصحى للرئيس السابق، وقال إن ترامب أصدر بشكل تطوعى تحديثات من أطبائه الشخصيين وأيضا تقارير تفصيلية للنائب رونى جاكسون، الذى كان طبيب ترامب فى البيت الأبيض قبل أن يتم انتخابه فى الكونجرس. وقام جاكسون أيضا بمعالجة ترامب بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال.
وأشار المتحدث إلى أن كل التقارير أشارت إلى ان الرئيس السابق فى صحة ممتازة لتولى منصب القائد العام.
وعلقت هاريس على الأمر قبل سفرها إلى نورث كارولينا، وقالت إنه من الواضح بالنسبة لها إن ترامب وفريقه لا يريدون أن يرى الشعب الأمريكي ما يقوم به وما إذا كان لائقا للرئاسة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت تعتقد أن قدرات ترامب الذهنية قد تراجعت، أجابت قائلة: "ادعو الرأى العام لمشاهدة تجمعاته وأن يكون هم من يتخذ القرار".
ويعد الكشف عن الوضع الصحى للرئيس او المرشح الرئاسي فى الولايات المتحدة تقليدا وليس إلزاما، فلا يوجد فى الدستور الامريكى ما يلزم أيا منهما بتقديم تقارير عن تاريخه الطبي أو حالته الصحية.
لكن الموضوع صحة الرئيس كان محل اهتمام وجدل كبير فى السنوات الأخيرة. ففي البداية، رفض ترامب تقديم تفاصيل كبيرة عن وضعه الصحى منذ ترشحه لأول مرة فى عام 2016. وفى السباق الراهن، تحولت صحة الرئيس جو بايدن، الذى كان مرشحا ديمقراطيا للرئاسة قبل انسحابه بسبب مخاوف تتعلق بصحته، إلى جدل مستمر بعد أن تعرض لسقطات عديدة أثارت شكوكا بشأن قدراته الذهنية.