مع تغير الفصول وقرب قدوم فصل الشتاء، وطقسه البارد، تواجه مملكة الحيوانات بمختلف فصائلها أمراضا عدة من بينها الخطير وأخرى بسيطة، تماما كالإنسان، بل أن لكل نوع أو فصيلة منها مجموعة من الأمراض الموسمية المرتبطة بها دون غيرها من الفصائل، حتى الأسماك، والتى ترتفع احتمالية الإصابة بها مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، ويُسلط "اليوم السابع" فى هذا التقرير، الضوء على أبرز تلك الأمراض التى تٌصيب الحيوانات فى ليالى الشتاء البادرة.
الدواجن:
يقول الدكتور محمد عفيفى سيف، رئيس المعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الإنتاج الداجنى بجمصة، معهد بحوث صحة الحيوان، إنه فى ظل تخطى سعر الكتكوت حاجز الخمسين جنيها، ومع اقتراب فصل الشتاء بمشاكله العديدة خاصة مع النسبة الأكبر من عشوائية التربية والنظام المفتوح للعنابر، يتطلب ذلك اتخاذ العديد من التدابير الوقائية فى ظل انخفاض درجات الحرارة، لتجنب الأمراض الشتوية، وتقليل النافق، والتى من أبرزها: إنفلوانزا الطيور والنيوكاسل والالتهاب الشعبى والتهاب القصبة والحنجرة، وضعف المناعة الناتج عن زيادة الفطريات والسموم الفطرية بالأعلاف، بخلاف الأمراض البكتيرية المختلفة، مثل: الاى كولاى والكوليستريديا والميكروب العنقودى، وأكثر المسببات المرضية للأمراض التنفسية، وهى: الميكوبلازما.
وأوضح سيف، لـ"اليوم السابع"، أن المشكلة الأساسية التى تُعرض الدواجن لأغلب الأمراض الشتوية ترجع لعدم مراعاة الأصول السليمة فى بناء عنابر التربية وخاصة نظام التربية المفتوح، والذى يصعب معه التحكم فى الظروف البيئية المحيطة بالعنبر، لطبيعتها غير المعزولة، والتى تؤدى إلى برودة العنابر مما يستلزم تكاليف إضافية للتدفئة المستمرة، لافتا إلى أن غلق النوافذ ينتج عنه مشكلة أخرى وهى زيادة نسبة الأمونيا بالعنبر وانخفاض مستوى الأكسجين، وبالتالى تُصبح الدواجن أكثر عرضه للأمراض التنفسية، أو التعرض لتيارات هوائية وانخفاض درجة الحرارة إذا كان المُربى غير مُحترف.
وأضاف: أن ارتفاع الرطوبة يمثل خطورة على التربية، لصعوبة التخلص من رطوبة الفرشة، كما أن الرطوبة تؤثر على الأعلاف وتُزيد نسبة الفطريات والسموم الفطرية بها، مما يؤدى إلى آثار سلبية على المناعة، مؤكدا ضرورة متابعة جاهزية العنابر لاستقبال فصل الشتاء وتجنب تسرب مياه الأمطار إليها، وخاصة تلك العنابر التى لا يوجد لها أسقف خرسانية، والحرص على مقاومة العنابر للرياح مع عدم اهمال التهوية اللازمة لتجديد مستوى الأكسجين والتخلص من الأمونيا، وتوفير وسائل التدفئة المناسبة لمساحة العنبر وطوال مدة التربية حتى لا تتعرض الطيور لنزلات البرد والإصابة بالأمراض التنفسية المختلفة، فضلا عن الحرص على تحصين القطعان باللقاحات الخاصة بالأمراض الأكثر شيوعا فى فصل الشتاء، على رأسها انفلوانزا الطيور والنيوكاسل والالتهاب الشعبى والتهاب القصبة والحنجرة.
وأشار إلى ضرورة المتابعة الدورية مع طبيب بيطرى متخصص، ومعمل تشخيص متخصص للتشخيص السريع واقتراح برنامج الوقاية والعلاج السليم المتلائم مع المنطقة الجغرافية والمشاكل السابقة للمزرعة، وعمل التشريح المرضى واختبارات الحساسية للمضادات الحيوية نظرا لأن البكتيريا الموجودة بالعنابر حاليا اكتسبت مناعات ومقاومة ضد غالبية المضادات الحيوية الموجودة، مما يجعل اختبار الحساسية مهما لتحديد انسب العلاجات للقطيع ضد المسببات للأمراض البكتيرية المختلفة، مثل: الإى كولاى، والكوليستريديا والميكروب العنقودى بالإضافة طبعا لأكثر المسببات المرضية للامراض التنفسية وهى الميكوبلازم.
• الثروة الحيوانية:
وفى الثروة الحيوانية، قال الدكتور أحمد البندارى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين،: أن أبرز الأمراض التى تؤثر على "اللارج أنيميال" أو الثروة الحيوانية، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، هي:الإلتهابات الرئوية أخطر الأمراض بشكل كبير على الثروة الحيوانية، خاصة أن إصابة الرئة بالإلتهاب يؤثر سلبا على نسبة الأكسجين فى الدم، وبالتالى الإصابة بالإلتهابات تنعكس أيضا على إنتاجية اللحوم والألبان، أما المرض الثانى، فهو "الحمى القلاعية، وتحديدا العترة الأساسية، وهى التى تنتشر خلال فترة الصيف"، لافتا إلى أن خطورة الإصابة بتلك الحمى أدى إلى جعل الدولة ممثلة فى وزارة الزراعة تحصين الماشية أمر وجوبى على كل المربيين.
وأضاف البندارى، لـ"اليوم السابع"،: كما يصاب الحيوانات خلال فصل الشتاء بفيروس الإنفلونزا، بالإضافة إلى انتشار إلتهابات الضرع بشكل كبير خلال تلك الفترة، بسبب أن أغلب الولادات تتزامن مع شهور الشتاء، والتى يصاحبها زيادة إنتاجية الألبان، والإسهال عند العجول الصغيرة بسبب "الروتا فيروس، والكورونا"، لافتا إلى أن "الحمى القلاعية" تظل المرض الأكثر خطورة نظرا لأنه سريع الانتشار، ويؤثر بشكل كبير على الثروة الحيوانية.
وواصل الدكتور عبد العزيز أحمد محمد – أخصائى الميكروبيولوجيا والفيروسات، أمين نقابة الأطباء البيطريين بسوهاج السابق، قائلا: أن أبرز الأمراض الشتوية التى تؤثر على الثروة الحيوانية وتكبد الاقتصاد خسائر كبيرة تصل إلى مئات الملايين فى حالة تفشى المرض وتتسبب فى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، بخلاف كونها أمراض مشتركة من ضمن 200 مرض تنتقل من الحيوان للإنسان وتتسبب فى عدوى للبشريين أيضا، هي:"الحمى القلاعية" أخطر الأمراض الفيروسية اقتصاديا، والتى تصيب الحيوانات مشقوقة الأظلاف، مثل: الأبقار والأغنام والغزلان والجاموس، ويؤدى لنقص فى إنتاج الألبان، واللحم، وتوقف نمو الحيوان لعدة أشهر، والتهاب الضرع، والإجهاض، لافتا إلى وجود سبعة عترات للمرض.
ولفت محمد، لليوم السابع، إلى وجود عدة إجراءات لابد من إتباعها للسيطرة على هذا المرض، أهمها: ملاحظة أعراض المرض، وهى: انتشار تقرحات موجعة فى الفم، وفقاقيع، سيلان اللعاب بغزارة، ارتفاع درجة الحرارة لتتعدى الـ 40 درجة، عدم القدرة على الحركة، انخفاض ملحوظ فى الإقبال على الطعام، وفقدان ملحوظ فى الوزن، انخفاض إنتاجية الألبان، مضيفا: وللوقاية يتم تحصين الحيوانات (أبقار- جاموس – أغنام – ماعز) باللقاح الذى تم تحضيره من نفس العترات "المعزولة محلياً" وذلك ضرورى جدا لان استخدام لقاحات من عترات غير محلية لا يفيد بالمرة، ويكون التحصين الدورى إجبارياً ويعاد التحصين كل 4 أشهر، مشيرا إلى أن الإلتهاب الرئوى أيضا من الأمراض التى تنتشر أكثر مع قدوم الشتاء، سواء كان المسبب بكتيريا أم فيروسات.
وأكد ضرورة إعطاء رافعات المناعة والمكملات الغذائية والفيتامينات لرفع معدلات المناعة للقطيع وكذا إتباع الأمان الحيوى فى المزارع والحظائر للوقاية من أمراض الشتاء وكذلك إتباع التحصينات الدورية للوقاية من الفيروسات المسببة للالتهابات الرئوية.
• الحيوانات الأليفة:
ويوضح الدكتور هيثم جنيدى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، أن القطط والكلاب يواجهون فى فصل الشتاء عددا من الأمراض المعروفة، موضحا أن أبرز ما تواجهه القطط مع انخفاض درجات الحرارة: طعون القطط وهو الأخطر لأنه مميت حال تأخر علاجه، وكاليسى فيروس، والالتهابات الرئوية، وخاصة خلال أشهر 11،12،1،2، ونظرا لأنها أمراض فيروسية يتم علاج أعراضها لعدم وجود علاج لها، وبالتالى عادة ننصح المربيين بالحصول على التحصينات قبل بداية الموسم، مشيرا إلى أنهم لا يمثلوا خطورة على المربيين، حيث أنهم لا ينتقلوا إلى الإنسان ولا يصنفوا كأمراض مشتركة، إلا أن القطة المصابة بطاعون القطط من السهل أن تنقله إلى القطط الباقية الموجودة فى نفس البيت.
وأضاف جنيدى، لـ"اليوم السابع"،: أما الكلاب فأشهر الأمراض المهددة له، هو الـ"البارفو"، وهو أخطر الأمراض التى قد تصيب الكلاب على مستوى العالم، حيث يتسبب فى إصابتهم بالقيء، والإسهال، ثم إسهال دموى، ويؤدى إلى توقف عضلة القلب، وكثيرا من المهتمين بتربية الكلاب فى المنازل تعرضت كلابهم للنفوق بسبب هذا المرض، بالإضافة إلى مرض الـ"ديستمبر" وهو يشبه إلى حد كبير البارفو إلا أنه يزيد عنه ببعض الأعراض العصبية، مثل تكرار النظر لأعلى.
وأشار إلى أهمية مراعاة المربيين للحيوانات الأليفة، تحصين الكلاب والقطط من مرض السعار، والذى يُعد واحدا من أخطر الأمراض الحيوانية التى تنتقل إلى الإنسان من خلال التعامل مع الحيوان المُصاب، لافتا إلى أن تحصين السعار يفضل الحصول عليه بعد بلوغ القط أو الكلب سن الـ6 أشهر، ثم جرعة تنشيطية بعد 6 أشهر أخرى، ثم بعد ذلك كل عام، كإجراء وقائى، مشيرا إلى أن فصل الشتاء يُعد أحد أنسب الفترات للتزاوج بالنسبة للقطط والكلاب.
• الأسماك:
قال الدكتور يوسف العبد، استشارى الاستزراع السمكى، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين السابق، أن أسماك المياه العذبة وخاصة السمك البلطى، عند انخفاض درجة حرارة المياه فى فترات الصقيع إلى تحت 8 درجات مئوية، خلال شهرى ديسمبر ويناير من كل عام، تنشط بعض أنواع البكتيريا والفطريات التى تصيب الأسماك، نتيجة ضعف المناعة فى تلك الفترة لديها، من بينها: "القطن المتعفن" يظهر على جلد الأسماك والخياشيم، وهو من أشد الأمراض خطورة وأسرعها انتشارا بين الأسماك، ويسبب معدلات نفوق كبيرة، تتراوح من 20 إلى 30%، لافتا إلى أنه يصيب بيض السمك والزريعة أيضا.
وأوضح العبد، فى تصريحات لليوم السابع،: أن أعراض إصابة الأسماك بهذا الفطر، هو تجمع الأسماك عند السطح لاستخلاص الهواء المذاب فى الماء، نتيجة معاناتهم من مشاكل تنفسية، ويظهر المرض بصورة وجود نموات فطرية تشبه وبر القطن على جلد السمك والزعانف والخياشيم، والتى يميل لونها إلى الرمادى المصفر، ووجود قرح جلدية شاحبة اللون مغطاة بالفطر، وتساقط القشور وتآكل أطراف الزعانف التى يظهر عليها الفطر، مضيفا: وللسيطرة على هذا المرض، يجب صيد وإعدام الأسماك المصابة والميتة أولا بأول مع رفع منسوب المياه فى الأحواض واستمرار الرى والصرف، لافتا إلى أن أسماك المياه المالحة من الصعب أن يؤثر بها ذلك الفطر، خاصة أن ارتفاع درجة الملوحة تقضى على الفطر.
وأشار إلى أن تغير درجات الحرارة، تُعد من أحد عوامل الإجهاد لدى الأسماك والتى تضعف من مناعتهم، وبالتالى يعرضها ذلك للإصابة بأى أمراض وهزال، فضلا عن قلة حركتها لتوفير الطاقة اللازمة للأسماك للتدفئة، يجعلها ذلك مؤهلة بشكل أكبر للافتراس من الأسماك وخاصة آكلة اللحوم.
الدكتور أحمد البندارى
الدكتور عبد العزيز أحمد محمد
الدكتور محمد سيف
الدكتور هيثم جنيدي
الدكتور يوسف العبد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة