ظهرت العديد من الاكتشافات مؤخرا فى أوروبا، والتى منها يعود للحرب العالمية الثانية، وفترات ما قبل العهد الحجرى، والتى كانت آخرها فى ألمانيا وفرنسا وإسبانيا.
وأجلت السلطات الألمانية، 6000 شخص بعد أن تم إكتشاف قنبلة منذ الحرب العالمية الثانية فى مدينة كولونيا الألمانية، وتزن القنبلة الأمريكية الصنع حوالى طنا، وتم تحديد موقعها الأربعاء الماضى أثناء تنفيذ أعمال البناء فى أحد المستشفيات فى مدينة كولونيا، وتم إخلاء المرضى من ثلاث عيادات داخل مستشفى مهرهايم شرق المدينة، حسبما قالت صحيفة الدياريو الإسبانية.
من ناحية أخرى، تسبب هذا الاكتشاف أيضًا فى اضطرار السكان الذين كانوا يعيشون فى دائرة نصف قطرها 500 متر حول القنبلة إلى مغادرة منازلهم، وكان إجلاء عدة مئات من المرضى فى العيادات معقدًا بشكل خاص، حيث كان 50 إلى 70 منهم فى العناية المركزة، وكان نقلهم يمثل خطرًا كبيرًا.
ويصادف أن اكتشاف قنبلة من هذا النوع أمر شائع أكثر مما يبدو فى ألمانيا، البلد الذى تبرز فيه العناصر المتعلقة بالحرب العالمية الثانية إلى النور طوال الوقت.
وفى الواقع، حذر الخبراء أيضًا من احتمال وجود ثمانى قنابل مفخخة أخرى فى المنطقة، وهو أمر لن يمكن التحقق منه إلا من خلال عمليات التنقيب الجديدة.
وقامت السلطات بطمأنة الكثير من الناس، حيث تم تفكيك القنبلة بطريقة خاضعة للرقابة من قبل خدمة التخلص من الذخائر المتفجرة، بينما قام مهندسو الإنشاءات من مفتش المبانى البلدية بفحص حالة المستشفيات لاحقًا.
إسبانيا
اما فى إسبانيا، فقد اكتشف فريق من علماء الآثار فى إسبانيا وجود رموز تعود للثقافة السلتية القديمة، التى نشأت فى أوروبا خلال فترة العصر الحديدى، حوالى 1200-500 ق. على لوح حجرى يبلغ سمكه قدما تقريبا وطوله خمسة أقدام، حسبما قالت قناة كادينا دى سير الإسبانية.
وأظهرت اكتشافات أثرية جديدة وجود نقوش سلتية قديمة فى إسبانيا، وانتشرت الثقافات السلتية فى معظم أنحاء أوروبا، بما فى ذلك مقاطعة أورينس.
وعثر فريق من علماء الآثار على لوح حجرى يبلغ سمكه قدمًا تقريبًا وطوله خمسة أقدام، مزينًا بتريسكيليون، وهو رمز مميز للثقافة السلتية، وتقع هذه القطعة الأثرية بالقرب من أنقاض سان فيتشينزو، وهى حصن قديم يعود تاريخه إلى ثقافة كاسترو، التى سكنت شمال غرب شبه الجزيرة الأيبيرية منذ نهاية العصر البرونزى حتى وصول الرومان فى القرن الأول قبل الميلاد.
بالإضافة إلى هذه اللوحة، عثر علماء الآثار على حجر آخر ذو لوالب سلتيكية مرتبة على شكل صليب. وقال علماء الآثار لصحيفة "الكونفيدنسيال" أن "هذا الاكتشاف لا يحسن فهمنا للعصر الحديدى فى المنطقة فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على التراث التاريخى والثقافى الغنى الذى لم يتم اكتشافه بعد فى شمال غرب المنطقة".
يُعتقد أن الثقافة السلتية قد نشأت حوالى عام 1200 قبل الميلاد على طول نهر الدانوب، ربما انتشرت فى جميع أنحاء أوروبا الغربية، بما فى ذلك فرنسا وإسبانيا، حيث يُعتقد أنها اندمجت مع تقاليد ثقافة كاسترو
فرنسا
أما فى فرنسا فقد تم اكتشاف صوامع تخزين ضخمة وهياكل ممدودة غامضة لا تزال وظيفتها غير معروفة.
وصبحت منطقة الألزاس، مسرحًا لاكتشاف أثرى أثار دهشة الخبراء، وذلك بعد اكتشاف جديد يعبارة عن صوامع تخزين تعود إلى فترة أواخر العصر الحجرى التى امتدت من 4000 إلى 3400 قبل الميلاد.
وظهرت صوامع كبيرة مدفونة فى التربة الطميية، وهى نوع من الرواسب شديدة الخصوبة. ولم تكن هذه الثقوب بسيطة فى الأرض، بل كانت هياكل مصممة بعناية يصل عمقها إلى مترين، وكانت وظيفتها واضحة: تخزين الطعام والموارد الأخرى الحيوية لبقاء المجتمع.
ولم تكن الصوامع متناثرة بشكل عشوائى، وقد تم تنظيمهم فى مجموعات، مع وجود مسافة عدة أمتار بينهم. وعلى الرغم من عدم العثور على بقايا مبانى مجاورة، إلا أن وجود كميات كبيرة من الطوب المحترق فى بعض الصوامع يشير إلى وجود إنشاءات فى المنطقة المجاورة.
ومن أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام فى الموقع اكتشاف حوالى 60 هيكلًا ممدودًا، أطلق عليها علماء الآثار اسم "الشقوق"، وتشكل هذه التكوينات، ذات الأشكال التى تتراوح من V إلى Y، والتى تمر عبر U، لغزًا رائعًا.
لماذا كانت هذه الشقوق الغامضة؟ ويدرس الخبراء عدة فرضيات، لكن الأكثر إقناعا حتى الآن تتعلق بأنشطة الصيد، حيث أنها ربما كانت عبارة عن أفخاخ أو مرافق تتعلق بصيد الحيوانات. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من التحليل، مثل التأريخ بالكربون 14، لتأكيد عمره ووظيفته بدقة.
وتم اكتشاف ما يقرب من 10 من الصوامع على مدافن بشرية، وكان هذا النمط، المعروف باسم "مدافن القبور الدائرية"، شائعا فى المنطقة خلال تلك الفترة.