ـ الحلول السلمية لكافة القضايا رؤية مشتركة لمصر والسعودية
زيارة مهمة فى توقيت استثنائى ، قام بها ولى العهد السعودى رئيس مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء ، إلى القاهرة فى سياق المسار الممتد من الزيارات الأخوية المتبادلة بين البلدين على المستويات كافة، تلك العلاقات التى تترجمها الزيارات المتبادلة وتجسد تفاصيلها رحابة الاستقبال على المستويين الرسمى والشعبى..
تؤكد الزيارة اليوم، أهمية وعمق العلاقات المصرية السعودية، وتثبت مجددا أنهما الأكبر عربيا وأنهما حليفان مهمان لبعضهما وللمنطقة العربية بقضاياها وشؤونها.
توقيت يعكس الأهمية
ومما لاشك فيه أن الزيارة فى هذا التوقيت تحمل رسائل عدة هذا ما أكد محللون سياسيون من المملكة العربية السعودية ، فى أحاديثهم لـ"اليوم السابع".
فى هذا السياق أكد الدكتور على العنزى المحلل السياسى السعودى والأستاذ بجامعة الملك سعود، أن زيارة ولى العهد السعودى رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان إلى مصر اليوم، تحمل العديد من الرسائل المهمة، وتكتسب أهمية خاصة كونها تأتى فى توقيت حرج بالمنطقة وفترة يموج فيها الشرق الأوسط بتحديات غير مسبوقة؛ فهناك حرب غزة بينما يشتعل الصراع المسلح فى السودان وحرب أخرى فى لبنان، ومحاولات الزج بالمنطقة إلى أتون حرب شاملة و تهديد أمن البحر الأحمر، وفى هذا الصدد نلمس تطابق الموقف المصرى والسعودى، وبالتأكيد ستكون هذه الملفات مطروحة فى النقاش بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وولى العهد السعودى خلال هذه الزيارة، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم المشتركة على هامش الزيارة.
فهذه الزيارة الآن تؤكد الدور المحورى لكل من مصر والسعودية فى ضبط المشهد بالمنطقة، والمساعدة على إعادة التوازن للأمور فى المسارات كافة؛ فهى زيارة تؤكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك أن مصر والمملكة جناحا الاستقرار فى المنطقة وسيظلان الدولتين المؤثرتين فى المشهد الإقليمى بما تملكاه من قوة مكانة وثقل على الصعيدين السياسى والاقتصادى وأيضًا موقعيهما الاستراتيجيين.
وأضاف العنزى ـ لـ"اليوم السابع " ـ أن العلاقات المصرية السعودية هى علاقات استراتيجية ممتدة بين الدولتين والشعبين ، وتستند إلى أسس تاريخية فهى علاقات يتجاوز تاريخها السبعين عاماً، وتعد نموذجاً يحتذى للعلاقات العربية ـ العربية ،وقد أضفت أهمية البلدين فى المنظومة العربية ككل فى ظل قيادتى البلدين بكل ما تتمتع به من حكمة فى الرؤية واستقرار، وسعى للسلام .
وأشار إلى أن المملكة تعد الشريك الأهم والأكبر لمصر فى المجال الاقتصادى والتجارى.
رؤية مشتركة
ومن جانبه قال الكاتب السياسى السعودى إبراهيم العقيلى، إن العلاقات بين مصر والسعودية تاريخية، وهناك العديد من المواقف التاريخية التى تبرهن على قوة هذه العلاقات وتفردها؛ حيث إن العلاقات التي تجمع البلدين متجذرة تاريخيًا، فعقب توحد المملكة كان البلد الأول الذي يزوره الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة السعودية هي مصر قبل أن تصبح جمهورية.
وعن تاريخ هذه العلاقات يقول العقيلى، إن عام 1926 شهد محطة مهمة فى تاريخ العلاقات بين البلدين؛ حيث تم توقيع معاهدة الصداقة، وكانت السعودية مؤيدة لمطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية، كما شارك الجيش السعودي في جميع الحروب التي خاضتها مصر بداية من حرب 1948.
وتأسيسا على هذه العلاقات تأتى أهمية الزيارات المتبادلة والتقاء قيادتى الدولتين الشقيتين؛ للتفاهم بشأن أبرز القضايا فى المنطقة التى تمر بأزمات عصيبة، لذا الزيارة تحمل بارقة أمل لإيجاد مسار لإحلال السلام فى المنطقة، وهناك اتفاق فى الرؤى بين قيادتى البلدين للجوء للحل السلمى فى جميع القضايا، وأن الدبلوماسية والمسار السياسي هى السبيل الوحيد لحل الأزمات وليس السلاح والحرب .
لجم التصعيد
وعلى صعيد التوتر الدائر بالمنطقة ومردود هذه الزيارة عليه، قال الدكتور مبارك آل عاتى الباحث والمحلل السياسى السعودى، إن مصر والمملكة العربية السعودية تمثلان صمام الأمن والاستقرار فى المنطقة، و هناك اهتمام عربى ودولى كبيرين بالزيارة التى يؤديها يؤديها الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى رئيس مجلس الوزراء اليوم لمصر وانعقاد القمة الثنائية بالنظر إلى التوقيت المهم الذى نمر به.
أضاف فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى تمثل أهمية على المحورين السياسى والاقتصادى ، وتدفع بالعلاقات الثنائية للأمام ونحن نشهد حرص قيادتى البلدين على تنمية تلك العلاقات، بشكل ملحوظ خاصة خلال السنوات الأخيرة.
وفى المسار الاقتصادى الذى يشهد نموا كبيرا فى كافة القطاعات، من المتوقع أن تسهم الزيارة فى قفزة فى تلك العلاقات عقب تلك الزيارة ، ومن المتوقع أن يتم توقيع عدد جديد من تلك الاتفاقيات فى ختام زيارة ولى العهد .
وأضاف آل عاتى، أن الزيارة فى هذا التوقيت تؤكد الرؤية المشتركة لقيادتى البلدين تجاه القضايا المهمة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والتشديد على حل الدولتين وحق الشعب الفلسطينى المشروع فى الحياة، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية فى غزة ولبنان .
كما تأتى القمة المصرية السعودية لمعالجة جميع القضايا المهمة وليست الفلسطينية فقط، فهناك أمن البحر الأحمر والصراع السودانى والملف اليمنى وأيضا الملف الليبى ، إضافة للتهديد بانداع حرب إقليمية بعد تصاعد وتيرة الصراع بين إسرائيل وإيران، وبحث سبل لجم هذا التصعيد الذى سيضر بالجميع .
ننتظر من هذه الزيارة أن تقديم دعم جديد للعمل العربى المشترك من أجل لجم التصعيد الذى تشهده المنطقة والذى يقود حتمًا لعواقب شديدة الخطورة ، وهنا تبرز أهمية مصر والسعودية كقوتين إقليميتين ذات رؤية مشتركة لحل أزمات المنطقة.
ومن المتوقع أيضا الدفع بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين عقب هذه الزيارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة