تُعد الأواني الفخارية بمختلف مسمياتها من أهم مستلزمات المطبخ في قرى ومدن ومراكز محافظة سوهاج، رغم التقدم الحديث وتوافر أواني الطهي من مختلف المواد والأنواع مازالت تحتفظ الأواني الفخارية بمكانتها البارزة داخل المنازل في صعيد مصر، نظرًا لارتباطها الوثيق بالأسر، كما أنها تمثل موروثًا شعبيًا يعود تاريخه إلى عهد الفراعنة.
وتتميز هذه الأواني بقدرتها على الحفاظ على الطعام ساخنًا لفترات طويلة، خصوصًا في فصل الشتاء، ما يعكس عراقة وثقافة من يقتنيها ويشير إلى كرم الضيافة المتأصل في المجتمع الصعيدي وفى مقدمتها محافظة سوهاج.
وفى محافظة سوهاج، ومحافظات الصعيد بشكلا عام تأتي الأواني الفخارية بأسماء مختلفة تعكس تنوع استخدامها، مثل الطاجن، القبعة، المجاور (أو قصرية اللبن)، البلاص، العلاوي، الفوالة، ، والبرام تُستخدم هذه الأواني جميعها في الطهي، وحفظ الطعام، وتقديمه للضيوف، وأيضًا في نقل وتخزين المياه، تختلف أسماء هذه الأواني من منطقة لأخرى وفقًا للهجة المحلية، ولكنها تظل جزءًا لا يتجزأ من التراث الشعبي.
في سوهاج، تُباع الأواني الفخارية في أماكن معروفة، خاصة على الطرق السريعة، مثل طريق دار السلام سوهاج الزراعي الشرقي، والطريق السريع الغربى أسوان القاهرة، والطريق الزراعى الغربى جهينة سوهاج، حيث تُعتبر هذه الأواني الأكثر شهرة في السوق.
ناصر عباس أبو المجد، أحد أبرز صانعي وبائعي الأواني الفخارية في سوهاج، يُشير إلى تنوع الاستخدامات لهذه الأواني فمنها ما يُستخدم كطاجن للسمك المعمر أو لتحمير اللحوم، ومنها ما يُستخدم لطهي البامية أو الأرز، بل وبعضها مخصص فقط لتحضير البيض بمختلف أنواعه.
ويضيف ناصر أن الأواني الفخارية طبيعية 100%، وتُعد آمنة للغاية لأنها مصنوعة من الطين الطبيعي، وليس أي طين، بل طين مختار يأتي من مناطق مخصصة مثل منطقة حجازة في قنا وتُستخدم أنواع مختلفة من الطين، مثل الطين الأحمر الذي يُعتبر أقل جودة ويُباع بحوالي 15 جنيهًا للقطعة، وطين البرام المستخدم في صناعة بودرة التلك والذي يُعد أجود أنواع الفخار أما الفخار المعتق فيتميز بلونه الأسود، ويُعتق باستخدام العسل الأسود ثم يُحرق مجددًا ليكتسب طابعه المميز، و تُباع هذه القطع بسعر يتراوح بين 50 إلى 60 جنيهًا.
ومن بين الأواني الفخارية التي تشتهر في سوهاج "الزير"، وهو نوع من الأواني يُستخدم لتبريد المياه، وهناك نوعان من الزير: النوع الذي يُوضع في الشمس والذي يُحافظ على الماء باردًا حتى في درجات الحرارة المرتفعة، والنوع الآخر الذي لا يُفضل وضعه في الشمس كما يوجد "الخراجات" المستخدمة في تمرير مياه الري في الحقول، و"القواديس" التي تُستخدم في تربية الحمام، و"المجاور" المخصص لحلب اللبن وصناعة الرايب والجبن، وهذه الأواني التي يصنعها البسطاء، لا غنى عنها للأغنياء الذين يحرصون على استخدامها في منازلهم.
كما تُعد العائلات العريقة والعمد وأصحاب التاريخ الطويل من أبرز زبائن الأواني الفخارية، حيث تحتفظ هذه العائلات بقطع عمرها عشرات السنين، تحافظ عليها كذكريات لمن رحلوا تُجسد الأواني الفخارية بمختلف أنواعها وأشكالها قيمة تاريخية وتراثية لا تُقدر بثمن، وهي تُشكل جزءًا من الهوية الثقافية للمجتمع الصعيدي، الذي يفتخر بتراثه ويحافظ عليه جيلاً بعد جيل.
وفى تظل الأواني الفخارية، رغم التطور والحداثة، رمزًا للأصالة والعراقة، تعكس طابع الحياة البسيطة والكرم في صعيد مصر، وتظل محافظة سوهاج بفخارها وتراثها، حافظةً لذكريات الماضي، ونبعًا للفخر والاعتزاز بحضارة تمتد لآلاف السنين.
الزير تلاجة الصعايدة فى الصيف
الطريق السريع أهم مكان لبيع الاوانى
المجاور للبن والعلاويه لتربية الحمام
أنواع مختلفة من الأوانى الفخارية
أوانى تم حرقها بالعسل الأسود
أوانى من الطين الأحمر
أونى فخارية عباره عن قعابى للطهى
زيار للشمش وزيار للصيف
زيار مختلفة الأنواع والأشكال والأحجام
على كل شكل ولون
عملية صيانة للبعض القطع الفخارية
ماجور اللبن من أشهر المنتجات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة