تشهد شمال سيناء هذه الأيام موسم قطف الزيتون، الذي يُعد من أبرز المواسم الزراعية التي تمثل مصدرًا رئيسيًا للدخل فى كافة مراكز المحافظة.
يُجسد هذا الموسم مشهدًا من مشاهد العطاء والخير، حيث يتدلى الزيتون الناضج من أغصان الأشجار، منتظرًا لحظة القطف ليبدأ رحلته إلى المعاصر، حيث يُستخرج منه زيت الزيتون عالي الجودة الذي تشتهر به سيناء على مستوى العالم.
تتميز مزارع الزيتون في شمال سيناء بانتشارها في عدة مناطق رئيسية مثل الشيخ زويد، ورفح، وشرق العريش، وبئر العبد، وواحة القسيمة في وسط سيناء، بالإضافة إلى مناطق رأس سدر والطور جنوب سيناء، والظروف المناخية الملائمة والتربة الخصبة في هذه المناطق جعلت منها بيئة مثالية لزراعة الزيتون، ما ساهم في تحويلها إلى واحدة من أهم المناطق المنتجة للزيتون وزيت الزيتون في مصر والعالم.
منذ ساعات الفجر الأولى، ينشط المزارعون والعمال في مزارع الزيتون، حيث يتجمعون لقطف الثمار بعناية، وبعد ان يتم جمع الزيتون في سلال كبيرة يُنقل إلى مناطق التجميع، قبل أن تبدأ عملية نقله إلى المعاصر المنتشرة في مدن العريش وبئر العبد، وعملية القطف هذه تتطلب جهودًا كبيرة وتعد واحدة من أهم مراحل الإنتاج، إذ يؤثر القطف السليم على جودة الزيت المستخرج.
في المعاصر، تبدأ مرحلة العصر، حيث يتم غسل الزيتون جيدًا قبل أن يدخل في آلات العصر الحديثة التي تضمن استخراج زيت زيتون نقي وعالي الجودة، وبعد تحول الحبوب لزيت، يتم تخزين الزيت في عبوات بلاستيكية أو خزانات معدنية، تمهيدًا لتسويقه وبيعه. ويُعد زيت الزيتون السيناوي واحدًا من أجود أنواع الزيت عالميًا، بفضل نكهته الفريدة ومكوناته الغنية بالفوائد الصحية.
حركة البيع والشراء تنشط بشكل كبير حول المعاصر، حيث يتوافد التجار من مختلف مناطق سيناء وخارجها لشراء كميات الزيت المنتجة، هؤلاء التجار يقومون بتعبئة الزيت في عبوات مختلفة الأحجام، ليتم تسويقه في الأسواق المحلية أو تخزينه لبيعه لاحقًا. ومن الجدير بالذكر أن زيت الزيتون المنتج في شمال سيناء لا يقتصر على السوق المحلي فحسب، بل يتم تصديره إلى الخارج، ما يعزز الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل مستدامة لأبناء المنطقة.
تشهد سيناء زراعة أنواع متعددة من الزيتون، من أبرزها: البيكوال، الكروتينا، المانزويلا، الكالاماتا، والعزيزي، وهي أنواع تشتهر بجودتها العالية وإنتاجها الوفير. هذه الأنواع تتميز بمذاقها المميز وتلبي احتياجات الأسواق المحلية والعالمية، ما يجعل زيت الزيتون السيناوي منافسًا قويًا في الأسواق الدولية.
يمثل موسم قطف الزيتون في سيناء أكثر من مجرد نشاط زراعي، فهو حدث اقتصادي واجتماعي يُسهم في تنشيط الحياة الاقتصادية في قري المحافظة، ويخلق فرص عمل جديدة للشباب. كما يُعزز من التواصل الاجتماعي بين المزارعين والتجار، ويُشكل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد المحلي. علاوة على ذلك، يشجع هذا الموسم على التوسع في زراعة الزيتون، حيث يستمر المزارعون في استصلاح المزيد من الأراضي الصحراوية لزراعتها بأشجار الزيتون، مما يُسهم في زيادة الإنتاج ورفع مستوى المعيشة في المنطقة.
يُعتبر موسم الزيتون في شمال سيناء شاهدًا حيًا على النجاحات التي حققتها جهود التنمية الزراعية في المنطقة، حيث أصبح الزيتون رمزًا للعطاء والبركة ومصدرًا للدخل الاقتصادي. هذه النجاحات تُبرز مدى أهمية سيناء كمركز عالمي لإنتاج زيت الزيتون عالي الجودة، وتعزز من مكانتها على خريطة الإنتاج الزراعي العالمي.
أشجار الزيتون
اشجار زيتون سيناء العامره بالمحصول
أغصان الزيتون
الأشجار محملة بالمحصول
الحبوب الخضراء
الزيتون علي الاشجار
إنتاج وفير
جمال حبوب الزيتون
حبة زيتون جاهزة للقطف
حبوب الزيتون تتألق
حبوب الزيتون على الأشجار
حبوب وقت قطفها
زيتون سيناء
عقود من الجمال
من خير أرض سيناء