صدر حديثًا عن دار بيت الحكمة الثقافية، المجموعة القصصية الجديدة للكاتبة والقاصة نهى الشاذلي، تحت عنوان "مسافة تصلح للخيانة".
في تلك المجموعة القصصية تتخذ الكاتبة "نهى الشاذلي" مسافة تصلح للكتابة، مسافة من العالم، تسمح بإعادة خلقه بكلماتٍ تنتظم جماليًا في أدب قصصي يقتحم الواقع اقتحامًا قد يتهمه الواقع بعدها بالخيانة، لكن قراءة تلك المجموعة القصصية ستجعلنا ندرك أن اتهام الواقع لتلك القصص بالخيانة ليس إلا تأكيدًا لصدقها وواقعيتها! وسنعلم أن مهمة الأدب هي تقشير طبقات الواقع الزائفة للوصول إلى جوهره الحقيقي، فالفن كذبة ندرك بها الحقيقة كما قال "بيكاسو"، وفي الوقت نفسه؛ تجعلنا جماليات مجموعة "مسافة تصلح للخيانة"، الكاشفة للحقائق الواقعية- أكثر قدرة على تحمل قسوة الحقيقة، ما يجعلنا نتساءل بعد كل قصة: هل مهمة الأدب هي اتخاذ مسافة من الواقع تصلح لكتابة كاشفة لحقائقه أم أن كل كتابة أدبية هي خيانة للواقع تتخذ مسافة مناسبة منه لتعيننا على تحمل قسوة حقائقه؟
المجموعة القصصية "مسافة تصلح للخيانة"
ومن أجواء المجموعة: "لمَّا ركبتُ البحر وخرجت من الغرفة الضيقة إلى رحابة العالَم؛ شعرتُ أنَّ كل خلاياي تتبدَّل. صار لي الآن أكثر من ثلاثة أشهر في البحر ومع الأسماك، تبدَّل فيهم حالي، شُفي ألمي وتحررت روحي... أكاد أجزم أنَّ التحسُّن بدأ من الداخل، أشعر أنَّ كل خلية سامة في جسدي تتحول إلى خليَّة حيَّة صحيَّة. كل فكرة سوداء سكنت عقلي تتبدل كل يوم بفكرة نورانية".
نهى الشاذلي، كاتبة ومترجمة مصرية، تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة الملك سعود بالرياض، من أعمالها: "أرواح شفافة وقبل أن يقتلني زوجي".