المتحف المصرى الكبير، أكبر الصروح الثقافية والحضارية في العالم، والذى يتم تشغليه تجريبيًا بداية من اليوم، إذ يرى الزوار آلاف القطع الأثرية وما يتفرد به المتحف من أشياء لم يشاهدها إلا داخل هذا الصرح العملاق، والذى لم يقتصر على عرض القطع الأثرية فقط بل يشمل مجموعة من الأنشطة والفعاليات للكبار والصغار.
وعن أنشطة الأطفال داخل الصرح العملاق، قالت منة الله طاهر، منسقة العلاقات الدولية بالمتحف الكبير، إن من أبرز اهتمامات المتحف المصرى الكبير استهداف جميع الفئات العمرية، إلى جانب اهتمامات الزوار أنفسهم، وبالتالي لدينا متحف الطفل الذى يستهدف الفئة العمرية الخاصة بالأطفال والأنشطة والفعاليات بقدرتهم المختلفة، إلى جانب القسم التعليمى، وبالتالي يوجد لدينا تغطية كاملة لكل اهتمامات الزائرين.
وأضافت، أن المتحف الكبير يخصص أنشطة تتناسب مع طبيعة وقدرات ذوى الهمم، وهى تضم أدوات تعليمية بشكل كبير، وبواسطة مجموعة من الورش التي تحاكى الحضارة المصرية القديمة بأفكارها والسمات الفنية الخاصة بها، حتى يفهم الأطفال أن حضارته المصرية عميقة والتحفيز أيضًا على الانتماء لوطنه وأن يحافظ عليه.
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير. وقد تم البدأ في بناء مشروع المتحف في مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010.
واكتمل تشييد مبنى المتحف، والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدد من قاعات العرض، والتي تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية في مصر والعالم. ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.