استقبل المتحف المصرى الكبير، اليوم، الجمهور، بعد أن تم تشغيل أكبر صرح ثقافى وحضارى فى العالم تجريبيًا، ليشاهد الزوار آلاف القطع الأثرية، التى تبوح بأسرار الحضارة المصرية القديمة، والذى أشاد به العديد من الشخصيات العامة خلال زيارتهم للمتحف فى الفترة الماضية، من بينهم الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ودون انطباعه داخل دفتر الزيارات وهو ما نستعرضه خلال السطور المقبلة.
فقد أعرب الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، عن سعادته بتلك الزيارة بجاهزية الخدمات المقدمة لزوار المتحف الكبير.
وقد جاء نص كلمة المدير العام لمنظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو أثناء زيارة المتحف المصرى الكبير، بدفتر الزيارت: عندنا يقال بأن مصر الدنيا فلابد أن تربط هذه العبارة أيضا بأن مصر أم الحضارات، هذا المتحف الذى شاهدته يجسد حضارة مصر العظيمة، وأيضا يعبر عن مدى الحرفية الكبيرة التى مازال المصريون يتمتعون بها عبر العصور ويتوارثها ويتناقلونها من أجدادهم عمل اليوم فيه تحدى وإبداع وروعة ليس لمصر فقط ولكن للعالم كله.
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذي اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير. وقد تم البدأ في بناء مشروع المتحف في مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذي تم افتتاحه خلال عام 2010
واكتمل تشييد مبنى المتحف، والذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عددا من قاعات العرض، والتى تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية فى مصر والعالم، ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوى على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.