وزير الخارجية: الاتفاق على تدشين آلية جديدة لدفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين
استمرار الأسطول الجوي المصري إلى بيروت لنقل مواد الإغاثة والإيواء والأغذية والأغطية والأدوية
وزير خارجية إسبانيا: مصر دولة حليفة ونعترف بدورها الهام في الشرق الأوسط وأفريقيا
لن نتنازل على تطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
لن نسمح بوصول أي أسلحة إلى إسرائيل أو مرورها عبر أراضينا
أكد بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن مصر تقدر الدور الذي تلعبه إسبانيا والشركات الإسبانية في دعم عملية التنمية في البلاد، قائلا: إن مباحثاته مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس شهدت تطابق الرؤى حول أهمية دفع هذه العلاقات نحو مزيد من التعميق والتطوير، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية".
وأضاف عبد العاطي في كلمته خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني، "إن زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى مصر تعكس عمق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تربط بين البلدين"، منوها بأن هناك روابط تاريخية قوية تجمع بين مصر وإسبانيا مع حرص متبادل على تطوير وتعزيز هذه العلاقات بناءً على مبادئ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وأعرب وزير الخارجية عن تقديره لدور الشركات الإسبانية العاملة في مصر خاصة في قطاعات النقل والسكك الحديدية والأدوية والزراعة والتصنيع، قائلا: "اتفقنا على أهمية تحفيز هذه الشركات والشركات الإسبانية الأخرى لضخ مزيد من الاستثمارات في الاقتصاد المصري مع الأخذ بعين الاعتبار البيئة المواتية للاستثمار في البلاد ".
ونوه عبد العاطي بالعلاقات القوية التي تربط بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وملك إسبانيا ورئيس الوزراء الإسباني، مؤكدا أن هذه العلاقات عميقة بين البلدين وتمتد إلى مختلف المجالات حيث إنها لا تقتصر فقط على العلاقات السياسية المتميزة بل تشمل أيضًا الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بالإضافة إلى التعاون في مجالات الدفاع والتدريب .
أكد أن الحكومة المصرية اتخذت إجراءات خلال الفترة الأخيرة كفيلة بخلق بيئة مواتية للاستثمار، قائلا :"نحن نشجع الشركات الإسبانية على الاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية الكبيرة في مصر.
وكشف أن هناك توافقا مصريا إسبانيا على أهمية تدشين آلية جديدة لدفع هذه العلاقات الاقتصادية من خلال تدشين اللجنة الاقتصادية المشتركة على المستوي الحكومي، وسيكون لهذه اللجنة التي سيتم تدشينها قريبا بالتأكيد دور مهم للغاية فى دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وتابع وزير الخارجية: أن المباحثات التي أجرها مع نظيره الإسباني تناولت أيضا الاستثمارات الإسبانية في مصر والأهمية البالغة لتفعيل مجلس الأعمال المصري الإسباني بما يمثله كمحفل وكآلية للتفاعل بين القطاعين الخاص المصري والإسباني لمزيد من الاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يتيحها القطاع الاقتصادي المصري في العديد من القطاعات المتنوعة منها الصناعة والزراعة والرقمنة والنقل والبنية التحتية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن هذه المباحثات تطرقت أيضا إلى التعاون المشترك في مجال دعم التنمية..قائلا :"إن الوزير الاسباني أبلغه بأن مصر تأتي على رأس الدول التي يولي الجانب الإسباني أهمية لها في الميزانية التنموية القادمة لإسبانيا للعام القادم، وهذا الأمر محل تقدير من الجانب المصري ويعكس مدى عمق العلاقة التي تربط بين البلدين الصديقين".
وأوضح أن المناقشات الثنائية تناولت العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وفي مقدمتها قضية الإرهاب ومكافحة الإرهاب خاصة أن مصر لديها تجربة رائدة وناجحة في هذا الصدد، كما تطرقت إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وشدد عبد العاطي على أن الجانب الإسباني أعرب عن تقديره البالغ للأعباء الجسيمة الهائلة التي تتحملها مصر جراء استضافة حوالي 10 ملايين ضيف أجنبي على الأراضي المصرية، وأهمية تعزيز الدعم من الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي لمصر حتى تستطيع أن تتعامل مع الأعباء الهائلة الخاصة باستضافة هذا العدد الكبير من الضيوف.
وقال وزير الخارجية: إننا تحدثنا حول العديد من القضايا والأزمات التي تموج بها منطقتنا العربية وقارتنا الأفريقية كما تحدثنا عن القضية الأولى ولب الصراع في المنطقة وهي القضية الفلسطينية والأوضاع المأساوية في قطاع غزة والضفة الغربية وتطرقنا للأزمة اللبنانية وللعدوان الإسرائيلي المستمر عليهما، وتحدثنا عن قضية المياه باعتبارها قضية وجودية بالنسبة لمصر وتحدثنا عن الامن المائي المصري"، معلقا: " مصر لن تقبل تحت أى ظرف أى مساس بأمنها المائى .. ولا يمكن أن تقبل مصر أى مساس بحصتها المائية أو إحداث أى ضرر، وأن مصر تتحذ كافة الاجراءات الكفيلة التي يكفلها القانون الدولى للدفاع عن مصالحها المائية خاصة إذا حدث أى ضرر.
وفيما يتعلق بالأوضاع الكارثية في قطاع غزة، أكد وزير الخارجية وجود تطابق في الرؤى مع نظيره الإسباني حول الإدانة الكاملة لهذا العدوان الإسرائيلي الممنهج والمستمر والذي يمتد لأكثر من عام وخلف أكثر من 150 ألف قتيل وجريح من المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال.
وقال عبد العاطي: تحدثنا عن الإدانة الكاملة لاستخدام سياسة التجويع كسياسة ممنهجة وكسلاح للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني في انتهاك سافر للقواعد الخاصة بالقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني".
وتابع وزير الخارجية : اتفقنا على الرفض الكامل لأن تكون هناك دولة تضع نفسها فوق القانون وغير قابلة للمساءلة وأهمية أن يتحرك المجتمع الدولي لفرض إجراءات حازمة وعاجلة وفورية لوقف هذا العدوان وهذه الكارثة الإنسانية الموجودة في قطاع غزة والكارثة الطبية خاصة فيما يتعلق بتطعيم الأطفال في شمال القطاع ضد مرض شلل الأطفال الذي عاد للأسف للقطاع نتيجة للإجراءات الإسرائيلية الجائرة ضد الشعب الفلسطيني".
وشدد عبد العاطي على رفض استخدام الجوع سلاحا للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
وأوضح وزير الخارجية والهجرة، أن المباحثات مع نظيره الإسباني تناولت الأهمية البالغة لتمكين مؤسسات الدولة اللبنانية وفي مقدمتها الجيش الوطني اللبناني وتنفيذ "القرار الأممي رقم 1701" وتعزيز ونشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني طبقا لقرار مجلس الأمن 1701.
وقال عبد العاطي: إن الجانبين أدانا بشكل مشترك العدوان الهمجي من الجانب الإسرائيلي على قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" المتواجدة في لبنان وذلك في خرق فاضح للقانون الدولي، مضيفا: " للأسف الشديد ، المجتمع الدولي ومؤسساته بما في ذلك مجلس الأمن ، لا يحركون ساكنا ولا يتحركون لوقف هذا العدوان على قوات دولية أممية تابعة للأمم المتحدة في نهج غير مسبوق على الإطلاق ويستحق الإدانة الكاملة والرفض".
وأشار وزير الخارجية إلى أنه تم التطرق إلى قضية الشغور الرئاسي في لبنان وضرورة أن يكون هناك رئيس توافقي بقرار وطني لبناني، بدون فرض من أي طرف خارجي ولابد وأن يكون الأمر في يد الشعب اللبناني حتى يتخذ قراره وينتخب رئيسه بشكل توافقي بعيدا عن أي إكراه أو فرض من أي طرف خارجي.
وأكد عبد العاطي أن المناقشات تناولت تقديم الدعم إلى الشعب اللبناني الشقيق، لافتا إلى أن هناك أسطولا جويا مصريا مستمرا في الوصول إلى بيروت لنقل كافة مواد الإغاثة والإيواء والأغذية والأغطية والأدوية، منوها بأن هناك طائرة الآن ستصل إلى مطار بيروت استئنافا للجسر الجوي الذي تقوم به مصر لإغاثة الأشقاء في لبنان.
وأعلن عبد العاطي أن وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى سيزور مصر غدا الخميس، فى إطار الجهود المصرية المبذولة لخفض التصعيد فى المنطقة .
وأشار الوزير إلى استمرار الجهود المصرية من أجل تحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار سواء في غزة أو لبنان والاعتداءات في الضفة الغربية.
من جانبه، ثمن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الدور الحيوي الذي تلعبه مصر في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط .
وأعرب وزير الخارجية الإسباني، عن شكره وتقديره لعبد العاطي على كرم الضيافة وعن سعادته بالتواجد في مصر، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الطيبة بين البلدين، التي تشهد قوة أكبر من ذي قبل، خاصة في هذه المرحلة التاريخية الهامة لمنطقة الشرق الأوسط، وقال "نحن نعتبر مصر دولة حليفة في البحر المتوسط، ونعترف بالدور الهام الذي تقوم به في الشرق الأوسط وإفريقيا".
وأضاف "لقد تحدثنا عن الوضع الراهن، وسوف نلتقي مع وزير الخارجية قريبا في برشلونة وستكون فرصة جديدة للحوار لنعيد التفكير في شكل السلام والتفاوض والتفكير في أوضاع الشرق الأوسط".
وأكد أن مصر وإسبانيا لديهما رؤية مشتركة للعمل معا من أجل السلام ووقف التصعيد والعنف، مشيرًا إلى الجهود المشتركة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن ودخول المساعدات الإنسانية.
وأشاد خوسيه بالدور الوسيط الذي تلعبه مصر، مثمنًا جهودها في تعزيز التعاون والتوصل لاتفاق لوضع حد لهذا الصراع والعمل على تحقيق الاستقرار والحلول السياسية التي تستند إلى مبدأ حل الدولتين، مضيفا "يجب علينا أن نفرض وضع الدولتين، وأن تكون دولا قابلة للحياة والأمان، واليوم نتقاسم مع مصر ولم نتنازل عن تطبيق حل الدولتين"، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بوصول أي أسلحة إلى إسرائيل أو مرورها عبر أراضيها.