أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، أنه قبل مؤتمر المناخ (COP26) لم تكن المياه موجودة على أجندة العمل المناخي، ولم نكن نتعامل معاها في كل مؤتمرات المناخ السابقة، ولا حتى كانت مضمنة في اتفاقية باريس، ليس فقط في مصر ولكن في كل العالم.
وأضاف سويلم خلال جلسة بعنوان "العمل من أجل تكيف المياه والمناخ والمرونة"، ضمن فعاليات رابع أيام أسبوع القاهرة السابع للمياه، والذي يعقد تحت عنوان "المياه والمناخ.. بناء مجتمعات مرنة"، إنه كان لابد من تغيير ذلك الوضع وإقناع العالم أن الماء أحد أكثر القطاعات المتأثرة بتغيرات المناخ، خاصة في إفريقيا، وبدء البحث عن كيفية التعامل مع تأثير تغيرات المناخ على المياه، وهو ما نجحنا في تحقيقه بوضع المياه في قلب العمل المناخي خلال فعاليات مؤتمر المناخ "COP27"، والذي عقد في مصر.
وأضاف أن مصر مهتمة بإنشاء نظام للإنذار المبكر، ليس فقط في مصر، ولكن أيضا في إفريقيا، لمساعدة الدول الإفريقية على مواجهة المخاطر المناخية، لافتا إلى إنشاء مصر لنظام إنذار مبكر في الكونغو الديمقراطية؛ لتحذير المجتمعات المحلية من المخاطر سواء هطول الأمطار الغزير أو الفيضانات، فضلا عن التعاون مع الدول الإفريقية ودول حوض النيل؛ لمساعدتهم على التكيف مع التغير المناخي.
أضاف وزير الموارد المائية والري إن المياه ضرورية للحياة، ولديها قدرة فريدة على ربطنا معا متجاوزة الانقسامات السياسية والثقافية والاقتصادية، وتشكل الأنهار العابرة للحدود حوالي 60% من التدفقات العذبة العالمية، وتخدم أكثر من ثلاثة مليارات شخص يمثلون 37% من سكان العالم، وهذا ما يبرز الحاجة الملحة إلى إدارة فعالة للمياه العابرة للحدود لتخفيف الفقر، وتعزيز الصحة، والمساواة بين الجنسين، والوصول إلى الطاقة النظيفة، وحماية النظم البيئية.
وأوضح أن نسبة التعاون فى المياه العابرة للحدود حول العالم تصل إلى 59% فقط، وهو ما يكشف أن العديد من أحواض المياه العابرة للحدود تفتقر إلى التعاون الفعال، مما يبرز الحاجة الملحة لمزيد من الالتزام السياسي والعمل.
وأكد سويلم أن مواجهة التحديات تبذل مصر جهودا ضخمة ومتواصلة على كافة الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية موضحا انه على الصعيد الوطنى نقوم بتطوير شامل من خلال العديد من المشروعات والإجراءات تحت مظلة "الجيل الثانى لمنظومة الرى 2.0"، حيث نقوم بتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالى بأحدث التقنيات والخبرات.
وأضاف أنه في أوقات الندرة، تمتلك المياه القدرة على توحيد الأمم من خلال التعاون القائم على المصالح المشتركة والانتفاع المتبادل ، داعيا للالتزم بتعزيز التعاون في إدارة المياه العابرة للحدود، مع إعطاء الأولوية للتعاون بين الدول بدلا من الصراع، وتحويل التحديات إلى فرص لمستقبل واعد ومزدهر.
وأكد، دعم مؤتمر "إفريقيا للهيدرولوجيا" للعمل على فهم والتوعية بالنغيرات الهيدرولوجية.. موضحا أنه في مصر تم رفع الميزانية الخاصة بإدارة الموارد المائية، وتم إطلاق مبادرة تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بقطاع المياه «AWARe»، مشيرا إلى أن المبادرة معنية بالتغيرات الهيدرولوجية، وأقيم في إطارها مركز للتكيف المناخي في إفريقيا؛ لتدريب أشقائنا على استخدام أنظمة الإنذار المبكر، والتنبؤ بالمخاطر.
ولفت إلى أن 30 دولة انضمت إلى المبادرة، فضلا عن تدريب 3 آلاف مختص بالعمل المائي في إفريقيا و تدشين "المركز الإفريقى للمياه والتكيف المناخي"PACWA، حيث تم بالفعل تدريب مئتى متدرب من افريقيا، وتم توفير الاعتمادات المالية لتدريب ما يزيد عن ثلاثة آلاف من الاشقاء الافارقة خلال الثلاثة أعوام القادمة، كما تم عقد شراكات مع كل من "منظمة الأرصاد العالمية WMO واليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة FAO والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة UNDP" بهدف تقديم الدعم الفنى وصياغة مشروعات على الأرض بالدول الإفريقية والنامية
من جانبه قال وزير الزراعة والمياه والأراضي الناميبي كارل جوستاف، أن أسبوع القاهرة السابع للمياه يمثل منصة تعاونية نتشارك من خلالها المعارف والحلول المشتركة، للوصول إلى الصمود في مواجهة التغيرات المناخية والحد من الكوارث في القارة الإفريقية، وذلك تحقيقا لروية إفريقيا للمياه 2025.
وأضاف جوستاف إنه خلال الأعوام الأخيرة أصبحت التغيرات المناخية أكثر حدة وصعوبة..مؤكدا أنه يجب أن نتخذ قرارات بإنشاء قنوات مائية جديدة وسدود للمياه لحماية الإنسان من السيول والفيضانات، وأضاف أن ناميبيا شهدت أقل هطول للأمطار هذا العام منذ سنوات، وذلك بسبب التغيرات المناخية وآثارها السلبية.
وشدد على أنه يجب أن تكون هناك إدارة جيدة للموارد المائية للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية خاصة عند دول المصب ودول المنبع، موضحا أنه يجب أن نحصد المياه العذبة ونحافظ عليها من التلوث ولا نقوم بهدرها.
وأشار إلى أن أكثر المشكلات التي نعانيها حاليا أننا نشهد فرطا في استخدام الموارد المائية..مؤكدا أننا نقوم بتلويث المياه عمدا لأن ذلك أرخص وأسهل من اتباع السلوك السليم في الحفاظ عليها.