ارتفع سعر الذهب العالمى لليوم الثالث على التوالى ليصل إلى أعلى مستوى تاريخى قد سجله فى أواخر سبتمبر الماضى، حيث يتزايد الطلب على الذهب مع اقتراب الانتخابات الأمريكية فى ظل عدم اليقين الذى يسيطر عليها، بينما تتجه أنظار الأسواق اليوم إلى البيانات الأمريكية واجتماع البنك المركزى الأوروبي.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى عند 2685 دولارا للأونصة، وكان قد افتتح تداولات اليوم عند 2674 دولارا للأونصة، حيث يتجه الذهب إلى تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 1%، وفق التحليل الفنى لجولد بيليون.
يتزايد الإقبال حاليًا على الذهب كملاذ آمن وتحوط فى ظل تزايد حالة عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات الأمريكية، خاصة مع إظهار استطلاعات الرأى اقتراب ترامب من حسم الانتخابات لصالحة، وهو ما قد يزيد من التوترات التجارية بسبب الحرب التجارية التى تسبب فيها خلال فترة رئاسته الأولى، وهو الأمر الذى يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن.
بينما انتقل تركيز الأسواق المالية اليوم على البيانات الأمريكية، حيث تنتظر الأسواق صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية بالإضافة إلى طلبات اعانات البطالة الأمريكية، إذا جاءت البيانات أقل من التوقعات فقد تدفع أسعار الذهب إلى مزيد من الارتفاع، حيث تزيد من احتمالات خفض أسعار الأمريكية.
حتى الآن تضع الأسواق احتمال بنسبة 92% أن يقدم البنك الفيدرالى الأمريكي على خفض الفائدة 25 نقطة أساس فى اجتماعه القادم فى نوفمبر، واحتمال بنسبة 8% أن يخفض 50 نقطة أساس.
أسعار الفائدة المنخفضة تصب فى صالح الذهب حيث تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لأن الذهب لا يقدم عائد لحائزيه، هذا وقد انخفض العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 1.5% هذا الأسبوع، وهو أحد الأسباب التى ساعدت أسعار الذهب على الارتفاع اليوم.
من جهة أخرى ارتفعت مستويات الدولار الأمريكى اليوم ليسجل أعلى مستوى منذ الأول من أغسطس الماضى مقابل سلة من العملات الرئيسية فى طريقه إلى تسجيل ارتفاع منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.7% ليسجل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي.
هناك علاقة عكسية تربط بين الدولار والذهب ولكنها علاقة غير ثابتة، بمعنى أنه فى بعض الحالات يرتفع كل من الدولار والذهب فى نفس الوقت كما يحدث حاليًا، وذلك بسبب الطلب المتزايد على الملاذ الآمن بسبب عدم اليقين المصاحب للانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى التوترات فى منطقة الشرق الأوسط بعد تعهد الكيان الصهيونى بالرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية.
الذهب والدولار يتم معاملتهما فى الأسواق المالية كملاذ آمن فى أوقات عدم اليقين الحالية، هذا إلى جانب التوجه الحالى لدى البنوك المركزية العالمية لتيسير السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الإيجابى بشكل كبير لأسعار الذهب.
الذهب على أعتاب تسجيل مستوى تاريخى جديد وينتظر التطورات خلال جلسة اليوم سواء من البنك المركزى الأوروبى الذى قد يخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، أو البيانات الأمريكية التى تصدر اليوم والتى تشير إلى أوضاع الإنفاق من قبل المستهلك الأمريكى، بالإضافة إلى أداء قطاع العمالة.
الجدير بالذكر أن البنوك والمؤسسات العالمية تضع احتمال بوصول أسعار الذهب إلى ما بين 2700 – 2750 دولارا للأونصة حتى نهاية عام 2024، على أن يستكمل الذهب ارتفاعه فى 2025 وصولًا إلى المستوى 3000 دولار للأونصة.
أما عن معدلات استهلاك الذهب فى الصين أكبر مستهلك فى العالم، حيث قام القطاع الصناعى بسحب 118 طنا من الذهب من بورصة شنغهاى للذهب خلال شهر سبتمبر، وهو انتعاش موسمى بنسبة 11% على أساس شهرى وسط تجديد نشط من قبل صائغى المجوهرات استعدادًا لزيادة المبيعات المتوقعة خلال عطلة العيد الوطنى فى أوائل أكتوبر.
ومع ذلك تظل عمليات السحب الإجمالية أقل بنسبة 18% من المتوسط على مدار 10 سنوات. حيث بلغ إجمالى الطلب بالجملة منذ بداية العام حتى الآن 1128 طنا، بانخفاض 11% على أساس سنوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة