لا زال حلم تصنيع سيارة كهربائية مصرية قائما وبقوة لا سيما في ظل الحاجة الملحة محليا والتغيرات العالمية والإقليمية؛لتوطين تلك الصناعة التي تساهم في انتعاش عشرات الصناعات المغذية بجوارها.
وفى الوقت الذى يكتنف الغموض هذا الملف لاعتبارات كثيرة، أهمها انتظار التوقيع رسميا مع شركة صينية على الأرجح وشريك محلي لبدء المشروع بتجميع السيارة في المرحلة الأولى إلا أن المؤشرات تؤكد اقتراب حلم تصنيع سيارة كهربائية بشركة النصر للسيارات، حيث من المتوقع بنهاية العام الجارى أو مطلع العام المقبل إعلان تفاصيل المشروع الجديد الذي بات يمثل حلما لكل المصريين للحاق بدرب تلك الصناعة، والتي أعتلت فيها دولة المغرب عرش القارة الأفريقية في تصنيع وتصدير السيارات الكهربائية.
ومع أهمية وجود سيارة مصرية تسير في شوارع المحروسة ،لابد من تدشين بنية أساسية قوية تكون حافزا للشركات العالمية وللقطاع الخاص المحلي لكي يرحب بالشراكة؛ لإتمام هذا المشروع ،ومن أهمها محطات شحن السيارات وانتشارها في جميع الأماكن وهو أمر بحاجة الي سرعة الحركة والي فتح ملف تدشين محطات شحن السيارات الكهربائية خاصة انه في مارس 2022 تم الاتفاق مع مؤسسات استثمارية وطنية من الجانب الحكومي والقطاع الخاص على تأسيس شركة مشتركة لإنشاء وإدارة محطات شحن عامة للسيارات الكهربائية بتكلفة استثمارية تقديرية 450 مليون جنيه مصري تمول برأسمال 150 مليون جنيه مصري وقروض متوسطة الأجل 300 مليون جنيه مصرى.
وبحسب ما أعلنته وزارة قطاع الاعمال العام آنذاك ، كان من المقرر أن تعمل الشركة فور تأسيسها على إنشاء وتشغيل 3000 شاحن خلال 18 شهرًا في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة ومدينة شرم الشيخ وعلى الطرق السريعة.
وتضمنت الدعوة الأسس الآتية للاشتراك في المشروع: إدارة وتشغيل الشركة بمحطاتها من خلال عقد متوسط المدى مقابل نسبة من صافي الربح، والمساهمة في رأسمال مال الشركة بنسبة 25% من رأس المال بقيمة تقديرية 37.5 مليون جنيه مصري.
وتبع تلك الخطوة في أغسطس 2022 اجتماع مع مؤسسي شركة «مصر لمحطات شحن السيارات الكهربائية»، بحضور صندوق مصر السيادي، وشركة مصر القابضة للتأمين، وممثلي مجموعة حسن علام القابضة.
وشهد الاجتماع متابعة الإجراءات النهائية لتأسيس الشركة، ومستجدات المناقصة المطروحة بين الشركات المؤهلة لتشغيل وإدارة والمساهمة في رأس مال شركة «مصر لمحطات شحن السيارات الكهربائية»، حيث كان من المقرر أن تقوم الشركة الفائزة بالمناقصة، بتكليف أحد بيوت الخبرة المتخصصة لاختيار مواقع المحطات من قائمة مبدئية ضمت أكثر من 2000 موقع.
ويساهم في رأسمال شركة محطات الشحن، صندوق مصر السيادي ومجموعة مصر القابضة للتأمين بنسبة 30% لكل منها، و20% لإحدى شركات مجموعة حسن علام، برأسمال 120 مليون جنيه يتم زيادته بعد اختيار الشريك الفني إلى 150 مليون جنيه.
ومن هنا لا بد من متابعة الي أي مدى وصل هذا الملف لا سيما بعد حصول 5 شركات على حق تدشين وتشغيل محطات شحن سيارات الكهرباء من وزارة الكهرباء ، وبالتالي فان وجود بنية قوية يساعد على التسويق الجيد للسيارات الكهربائية محليا حال إتمام المشروع ويشجع المواطنين على تفضيل تلك النوعية من السيارات؛ لتوفيرها اكثر من 80% من قيمة استهلاك الوقود وهو جانب مهم لغاية.
وحول التصريحات الملموسة حول تصنيع سيارة كهربائية أشار المهندس محمد السعداوي، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية أنه عام 2025 سيتم تصنيع أول سيارة في مصر تعمل بالكهرباء، لافتا أن القابضة أنفقت نحو 250 مليون جنيه لتطوير المصانع القائمة وإحياء الشركة المتوقفة منذ سنوات طويلة.
أيضا سبق وكشف خالد شديد، رئيس شركة النصر للسيارات في تصريحات سابقة أنه سيتم صنع أول سيارة كهربائية محلية في مصر والشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة بالشركة 2025، بالتعاون مع شركة صينية ستوطن الصناعة محليا، وبجانب تصنيع أتوبيسات جديدة وتشغيل الشركة للفترة المقبلة والاستفادة القصوى من الشركة.
بدورها كشفت شركة النصر للسيارات، إحدى شركات القابضة للصناعات المعدنية عن وجود مفاوضات مع 3 شركات عالمية، وأخرى مصرية بهدف تصنيع سيارة تقليدية فى مصر، بجانب تصنيع سيارة كهربائية خلال الفترة المقبلة بنسبة مكون محلى يبدأ من 45%.
تجرى المفاوضات مع شركة DFSK الصينية المنتجة لسيارات ركوب متنوعة بهدف التصنيع محليا بمكون لا يقل عن 45% والتصدير لمختلف دول العالم.
كما تجرى المفاوضات مع شركة المنصور المصرية لتصنيع السيارة MG5 حيث تم بالفعل تقديم سعر تصنيع من شركة النصر للشركة لتصنيع 42 الف سيارة سنويا، بجانب مفاوضات مع شركة اشوك ليلاند الهندية احدى شركات مجموعة هندوجا المتخصصة في المركبات التجارية بالتعاون مع شريك محلى.
كما تجرى مفاوضات مع شركة YOUNLONG متخصصة في تصنيع العديد من السيارات ويجرى التفاوض معها على تصنيع 3 أنواع من السيارات الكهربائية التي تناسب مصر بجانب تصنيع سيارة كهربائية مينى كدبيل عن التوكتوك وتصل سرعتها لـ50 كيلو في الساعة وتضم مقعدا للسائق ومقعدين للركاب وحال الاتفاق سيتم تصنيعها بمصانع النصر للسيارات.
وتسعى شركة النصر للسيارات لإنتاج سيارة بمكون محلى 100% بحلول عام 2029 وفق مخطط تدريجى على 3 مراحل تبدا بالعام المقبل 2025.
من المهم أيضا أن يتم تجهيز قائمة بالشركات التي ستوفر مكونات السيارة "الصناعات المغذية" لتكون حافزا لأى شريك محلي أو اجنبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة